(13) تَكَلَّمْ عَنْ كَيْفِيَّةِ الْوُضُوءِ الْمُوَافِقِ لِلسُّنَّةِ.
إِذَا أَرَادَ الشَّخْصُ الْوُضُوءَ يَبْدَأُ وُضُوءَهُ بِالنِّيَّةِ لِيُثَابَ عَلَى السُّنَنِ الْمُتَقَدِّمَةِ عَلَى غَسْلِ الْوَجْهِ فَيَقُولُ بِقَلْبِهِ أَفْعَلُ سُنَنَ الْوُضُوءِ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْقِبْلَةِ ثُمَّ يَغْسِلُ كَفَّيْهِ ثَلاثًا وَيُخَلِّلُ بَيْنَ أَصَابِعِهَا وَيُسَمِّى اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ غَسْلِ الْكَفَّيْنِ فَإِنْ تَرَكَ التَّسْمِيَةَ فِى الْوُضُوءِ كُرِهَ وَإِنْ نَسِيَهَا عِنْدَ ابْتِدَاءِ وُضُوئِهِ وَذَكَرَهَا فِى أَثْنَائِهِ أَتَى بِهَا فَيَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ أَوَّلَهُ وَءَاخِرَه وَيُسَنُّ التَّقْلِيلُ مِنَ الْمَاءِ فِى الْوُضُوءِ. ثُمَّ بَعْدَ غَسْلِ الْكَفَّيْنِ يَسْتَاكُ ثُمَّ يَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ ثَلاثًا يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا بِثَلاثِ غَرَفَاتٍ يَتَمَضْمَضُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ ثُمَّ يَسْتَنْشِقُ. وَيُسَنُّ أَنْ يُبَالِغَ فِيهِمَا بِأَنْ يُوْصِلَ الْمَاءَ إِلَى الحَلْقِ فِى الْمَضْمَضَةِ وَيُصْعِدَهُ بِالنَّفَسِ إِلَى أَقْصَى الْخَيْشُومِ فِى الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ صَائِمًا. وَيُسَنُّ أَنْ يَقُولَ وَيُكَرِّرَ أَثْنَاءَ وُضُوئِهِ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَيُكْرَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلامِ النَّاسِ الَّذِى لا خَيْرَ فِيهِ. ثُمَّ يَنْوِى بِقَلْبِهِ عِنْدَ غَسْلِ أَوَّلِ جُزْءٍ مِنَ الْوَجْهِ فَيَقُولُ أَتَوَضَّأُ تَقَرُّبًا إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ أَىْ ظَاهِرَ الْوَجْهِ ثَلاثًا وَيُسَنُّ أَنْ يَبْدَأَ بِغَسْلِهِ مِنْ أَعْلاهُ. وَمِمَّا يَجِبُ غَسْلُهُ مِنَ الْوَجْهِ مَا يَظْهَرُ مِنْ حُمْرَةِ الشَّفَتَيْنِ عِنْدَ إِطْبَاقِ الْفَمِ وَمِنَ الْعَيْنَيْنِ مَا يَظْهَرُ عِنْدَ إِطْبَاقِ الْجَفْنِ وَلا يَجِبُ غَسْلُ بَاطِنِ الْعَيْنِ وَالْفَمِ وَالأَنْفِ. وَحَدُّ الْوَجْهِ طُولًا مَا بَيْنَ مَنَابِتِ شَعَرِ الرَّأْسِ عِنْدَ غَالِبِ النَّاسِ وَءَاخِرِ اللَّحْيَيْنِ مِنْ جِهَةِ الأُذُنِ وَهُمَا الْعَظْمَانِ اللَّذَانِ أَسْفَلَ الأُذُنِ عَلَيْهِمَا الأَسْنَانُ السُّفْلَى إِلَى أَسْفَلِ الذَّقَنِ وَهُوَ مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ وَمِنْ وَتِدِ الأُذُنِ إِلَى وَتِدِ الأُذُنِ عَرْضًا وَلا يَدْخُلُ الْوَتِدُ فِيمَا يَجِبُ غَسْلُهُ فَإِنْ كَانَ عَلَى الْوَجْهِ شَعَرٌ خَفِيفٌ لَزِمَهُ غَسْلُ بَاطِنِهِ أَىْ إِيصَالُ الْمَاءِ إِلَى الْجِلْدِ أَمَّا إِنْ كَانَ عَلَيْهِ شَعَرٌ كَثِيفٌ لَمْ يَلْزَمْهُ غَسْلُ بَاطِنِهِ إِلَّا الْحَاجِبَ وَالشَّارِبَ وَالْعَنْفَقَةَ وَهِىَ الشَّعَرُ النَّابِتُ تَحْتَ الشَّفَةِ السُّفْلَى وَالْهُدْبَ وَهُوَ الشَّعَرُ النَّابِتُ عَلَى حُرُوفِ الأَجْفَانِ وَالْغَمَمَ وَهُوَ الشَّعَرُ النَّابِتُ عَلَى الْجَبْهَةِ وَالْعِذَارَيْنِ وَهُمَا الشَّعَرُ الْمُحَاذِى لِلأُذُنَيْنِ فَإِنَّهُ يَجِبُ غَسْلُ بَاطِنِهِ وَإِنْ كَانَ الشَّعَرُ كَثِيفًا. وَالْكَثِيفُ مَا لا تُرَى الْبَشَرَةُ مِنْ خِلالِهِ وَالْخَفِيفُ بِخِلافِهِ. أَمَّا مَا نَزَلَ مِنَ اللِّحْيَةِ عَنِ الذَّقَنِ وَخَرَجَ عَنْ حَدِّ الْوَجْهِ فَيَجِبُ إِفَاضَةُ الْمَاءِ عَلَى ظَاهِرِهِ. وَيُسْتَحَبُّ تَخْلِيلُ اللِّحْيَةِ الْكَثِيفَةِ بِإِدْخَالِ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ مِنْ أَسْفَلِهَا. وَتُسَنُّ الْغُرَّةُ أَىْ غَسْلُ شَىْءٍ مِمَّا حَوْلَ الْوَجْهِ. ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ ثَلاثًا مَعَ الْمِرْفَقَيْنِ وَمَا عَلَيْهِمَا مِنْ شَعَرٍ وَأَظَافِرَ وَيُسَنُّ الِابْتِدَاءُ بِالأَصَابِعِ وَتَقْدِيمُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَإِنِ ابْتَدَأَ بِالْيُسْرَى كُرِهَ وَيُسَنُّ تَخْلِيلُ أَصَابِعِ الْيَدَيْنِ بِالتَّشْبِيكِ بَيْنَهَا فِى كُلِّ غَسْلَةٍ وَالدَّلْكُ أَىْ إِمْرَارُ الْيَدِ عَلَى الْعُضْوِ الْمَغْسُولِ وَالْمُوَالاةُ وَهِىَ أَنْ يَغْسِلَ الْعُضْوَ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ الْعُضْوُ الَّذِى قَبْلَهُ وَيُسَنُّ التَّحْجِيلُ أَىْ غَسْلُ شَىْءٍ مِمَّا فَوْقَ الْمِرْفَقَيْنِ وَلا يَغْسِلُ الْكَتِفَ. ثُمَّ يَمْسَحُ بَعْضَ رَأْسِهِ وُجُوبًا وَيُسَنُّ مَسْحُ جَمِيعِهِ فَيَبْدَأُ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ بِأَنْ يَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَيُلْصِقَ مُسَبِّحَتَهُ بِالأُخْرَى وَيَضَعَ إِبْهَامَيْهِ عَلَى صُدْغَيْهِ وَالصُّدْغُ هُوَ الْمَوْضِعُ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالأُذُنِ ثُمَّ يَذْهَبُ بِالْيَدَيْنِ إِلَى قَفَاهُ ثُمَّ يَرُدُهُمَا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِى بَدَأَ مِنْهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثًا ثُمَّ يَمْسَحُ أُذُنَيْهِ ظَاهِرَهُمَا وَهُوَ مَا يَلِى الرَّأْسَ وَبَاطِنَهُمَا وَهُوَ مَا يَلِى الْوَجْهَ بِمَاءٍ جَدِيدٍ وَالسُّنَّةُ فِى كَيْفِيَّتِهِ أَنْ يُمِرَّ سَبَّابَتَيْهِ عَلَى مَعَاطِفِ الأُذُنَيْنِ وَيَمْسَحَ بِإِبْهَامَيْهِ ظَاهِرَهُمَا ثُمَّ يُدْخِلَ سَبَّابَتَيْهِ فِى صِمَاخَيْهِ وَهُمَا خَرْقَا الأُذُنَيْنِ ثُمَّ يُلْصِقَ كَفَّيْهِ مَبْلُولَتَيْنِ بِهِمَا. ثُمَّ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ أَىْ قَدَمَيْهِ مَعَ الْكَعْبَيْنِ ثَلاثًا وَمَا عَلَيْهِمَا مِنْ شَعَرٍ وَأَظَافِرَ وَشُقُوقٍ وَالْكَعْبَانِ هُمَا الْعَظْمَانِ الْمُرْتَفِعَانِ الْخَارِجَانِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ عِنْدَ مِفْصَلِ السَّاقِ وَالْقَدَمِ وَيُسَنُّ غَسْلُ شَىْءٍ مِمَّا فَوْقَ الْكَعْبَيْنِ وَأَنْ يُخَلِّلُ بَيْنَ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ بِخِنْصِرِ الْيَدِ الْيُسْرَى مِنْ أَسْفَلِ الأَصَابِعِ مُبْتَدِئًا بِخِنْصِرِ الرِّجْلِ الْيُمْنَى خَاتِمًا بِخِنْصِرِ الرِّجْلِ الْيُسْرَى وَأَنْ يَسْتَعْمِلَ يَدَهُ الْيُسْرَى فِى غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ وَيُسَنُّ بَعْدَ الِانْتِهَاءِ مِنَ الْوُضُوءِ أَنْ يَتَّجِهَ إِلَى الْقِبْلَةِ وَيَرْفَعَ بَصَرَهُ وَيَقُولَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَـهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ثُمَّ يَخْفِضُ بَصَرَهُ وَيَقُولُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِى مِنَ التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِى مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.