الجمعة أكتوبر 18, 2024

(124) مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾.

        قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ النَّجْمِ ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ الْمَقْصُودُ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَإِنَّهُ اقْتَرَبَ مِنْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَرَحًا بِهِ فَكَانَ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ الْمَسَافَةِ قَدْرَ ذِرَاعَيْنِ بَلْ أَقْرَبَ حَيْثُ رَءَاهُ الرَّسُولُ ﷺ بِمَكَّةَ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ أَجْيَاد وَلَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ سَادًّا عُظْمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ الأُفُقِ أَىْ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ كَمَا رَءَاهُ مَرَّةً ثَانِيَةً عَلَى هَذِهِ الْهَيْئَةِ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى كَمَا قَالَ تَعَالَى فِى سُورَةِ النَّجْمِ ﴿وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾ وَهِىَ شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ أَصْلُهَا فِى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَتَمْتَدُّ إِلَى السَّابِعَةِ وَبِهَا مِنَ الْحُسْنِ مَا لا يَصِفُهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَيَغْشَاهَا فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ.