الأحد ديسمبر 7, 2025

 

124- باب الانبساط إلى الناس

  • حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح([1]) بن سليمان، حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال([2]): أجل والله، إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} [الأحزاب: ٤٥]، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب([3]) في الأسواق، ولا يدفع([4]) بالسيئة السيئة([5])، ولكن يعفو ويغفر([6])، ولن يقبضه الله تعالى حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح([7]) بها([8]) أعينا عميا، وءاذانا صما، وقلوبا غلفا([9])([10]).
  • حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال بن أبي هلال، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إن هذه الآية التي في القرءان {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} [الأحزاب: ٤٥] في التوراة نحوه([11])([12]).
  • حدثنا إسحاق بن([13]) العلاء، حدثنا عمرو بن الحارث قال: حدثني عبد الله بن سالم الأشعري، عن محمد هو ابن الوليد الزبيدي([14])، عن ابن جابر وهو يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حدثه، أن أباه حدثه أنه([15]) سمع معاوية يقول: سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم كلاما نفعني الله به، سمعته يقول أو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنك إذا اتبعت الريبة في الناس أفسدتهم»([16]) فإني لا أتبع الريبة فيهم فأفسدهم([17]).
  • حدثنا محمد بن عبيد الله، حدثنا حاتم، عن معاوية بن أبي مزرد([18])، عن أبيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت([19]) أذناي هاتان، وبصر عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيديه جميعا بكفي الحسن، أو الحسين وقدميه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ارق»([20])، قال: فرقي الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «افتح فاك»، ثم قبله، ثم قال: «اللهم أحبه([21])، فإني أحبه»([22]).

([1]) بفاء مضمومة وفتح لام وحاء مهملة مصغرا.

([2]) كذا في (أ، ح، ط)، وهو الموافق لرواية المصنف في صحيحه بنفس الإسناد. وأما في (د، ك): «فقال». اهـ وفي البقية: قال فقال. اهـ.

([3]) كذا في سائر النسخ غلا في (ج، ز): صخاب. اهـ والمثبت الموافق لما في صحيح المصنف بنفس الإسناد، قال في النهاية: الصخب والسخب: الضجة واضطراب الأصوات للخصام. اهـ وقال في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: (ولا سخاب في الأسواق) ولا كان بسخاب في غير الأسواق. اهـ قال في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري: (ولا سخاب) بتشديد الخاء المعجمة بعد السين المهملة وهي لغة أثبتها الفراء وغيره، والصخاب بالصاد أشهر، أي لا يرفع صوته على الناس لسوء خلقه ولا يكثر الصياح عليهم (في الأسواق) بل يلين جانبه لهم ويرفق بهم. اهـ.

([4]) وأما في (د): تدفع. والمثبت من (أ) وبقية النسخ، مما يوافق ما في صحيح المصنف بنفس الإسناد.

([5]) كذا في جميع النسخ: بالسيئة السيئة. اهـ كما في صحيح المصنف بنفس الإسناد وغيره. إلا في (أ): السيئة بالسيئة: اهـ وهي توافق رواية المصنف في صحيحه من طريق عبد العزيز عن هلال به، ورواية أحمد في مسنده من طريق فليح به. اهـ.

([6]) وأما في (د): يعفو ويصفح. اهـ وفي (ز، ل): يعفو أو يغفر. اهـ والمثبت من (أ) وبقية النسخ وما يوافق صحيح المصنف بنفس الإسناد.

([7]) كذا في (و، ل): ويفتح. اهـ كما في شرح الحجوجي. اهـ وهو الموافق لما في صحيح المصنف بنفس الإسناد، وأما في (أ) وبقية النسخ: ويفتحوا. اهـ إلا في (د): فيفتح، وهي توافق رواية أخرى للمصنف في صحيحه من طريق عبد العزيز عن هلال به، ورواية أحمد في مسنده من طريق فليح به. اهـ وفي (ب): وتفتحوا. اهـ.

([8]) وأما في (أ): لها. اهـ وفي (و): به. اهـ وفي (ج، ز، ك): سقطت: بها. اهـ والمثبت من بقية النسخ، ومن صحيح المصنف بنفس الإسناد وغيره. قال في المرقاة: (بها) أي: بواسطة هذه الكلمة، وفي نسخة (به) أي: بهذا النبي أو بهذا القول. اهـ وقال الحجوجي: (ويفتح بها) أي بكلمة التوحيد. اهـ.

([9]) قال في المرقاة: بضم أوله جمع أغلف، وهو الذي لا يفهم كأن قلبه في غلاف. اهـ.

([10]) أخرجه المصنف في صحيحه بسنده ولفظه.

([11]) قال الحجوجي: (نحوه) أي نحو الحديث المتقدم. اهـ.

([12]) أخرجه المصنف في صحيحه من طريق ابن مسلمة عن عبد العزيز به نحوه.

([13]) قلت: نسب هنا لجده وهو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء كما في كتب الرجال. اهـ.

([14]) بضم الزاي وفتح الباء وسكون الياء وفي ءاخرها الدال.

([15]) زيادة: «أنه» من جميع النسخ دون (أ، د). اهـ.

([16]) قال في النهاية: أي إذا اتهمهم وجاهرهم بسوء الظن فيهم أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ففسدوا. اهـ وقال السندي في حاشيته على المسند: لأنه لا يبقي الثقة على قوله عندهم، لأن الظن قد يكذب، وأيضا قد ترتفع الهيبة من قلوبهم، لأنه إذا واجه أحدا مرارا بأنك فعلت كذا، اجترأ وصار لا يبالي بعلمه. اهـ.

([17]) أخرجه الطبراني في الكبيير وفي مسند الشاميين من طرق عن عمرو بن الحارث به نحوه، وأخرجه أبو داود وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب من طرق عن راشد بن سعد عن معاوية بن نحوه، قال النووي في رياض الصالحين: حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح. اهـ.

([18]) وفي شرح الحجوجي: (معاوية بن مزرد) ويقال ابن أبي مزرد. اهـ.

([19]) كذا في (أ، د، ح، ط، ل): «سمعت»، وكما في معجم الطبراني، وأما في بقية النسخ وشرح الحجوجي: «سمع»، كما في مصنف ابن أبي شيبة. اهـ.

([20]) كذا في (أ، ب، ح، ط، ك، ل)، وأما في (د، و، ي): ارقه. اهـ كما في شرح الحجوجي. اهـ وفي (ح): ارقا فرقا الغلام. اهـ وفي (ز) الرسم غير واضح. اهـ.

([21]) وفي (د): اللهم إني أحبه فأحبه. اهـ.

([22]) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وابن السني في عمر اليوم والليلة كلاهما من طريق جعفر بن عون عن معاوية به نحوه، قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني، وفيه أبو مزرد ولم أجد من وثقه، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.