الجمعة أكتوبر 18, 2024

(118) مَا حُكْمُ مَنْ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فِى كُلِّ مَكَانٍ أَوْ فِى جَمِيعِ الأَمَاكِنِ.

        الَّذِى يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى فِى كُلِّ مَكَانٍ أَوْ فِى جَمِيعِ الأَمَاكِنِ فَحُكْمُهُ التَّكْفِيرُ إِنْ كَانَ يَعْرِفُ مَعْنَى الْعِبَارَةِ فِى اللُّغَةِ وَهُوَ أَنَّ اللَّهَ بِذَاتِهِ مُنْبَثٌّ أَىْ مُنْتَشِرٌ أَوْ حَالٌّ فِى الأَمَاكِنِ أَمَّا إِذَا كَانَ لا يَعْرِفُ مَعْنَاهَا فِى اللُّغَةِ بَلْ يَظُنُّ أَنَّ مَعْنَاهَا أَنَّهُ تَعَالَى مُسَيْطِرٌ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ وَعَالِمٌ بِكُلِّ شَىْءٍ فَلا يَكْفُرُ وَهَذَا قَصْدُ كَثِيرٍ مِمَّنْ يَلْهَجُ بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ وَلَكِنْ يَجِبُ النَّهْىُ عَنْهُمَا لِأَنَّهُمَا لَيْسَتَا صَادِرَتَيْنِ عَنْ عُلَمَاءِ السَّلَفِ أَىْ أَهْلِ الْقُرُونِ الثَّلاثَةِ الأُولَى بَلْ عَنِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ وَهَؤُلاءِ كُفَّارٌ ثُمَّ اسْتَعْمَلَهُمَا جَهَلَةُ الْعَوَامِّ مِنْ غَيْرِ فَهْمٍ لِمَعْنَاهَا. أَمَّا الَّذِى يَقُولُ اللَّهُ مَوْجُودٌ فِى كُلِّ مَكَانٍ فَإِنَّهُ يَكْفُرُ لِأَنَّهُ لَفْظٌ صَرِيحٌ فِى إِثْبَاتِ الْمَكَانِ لِلَّهِ.