الأحد ديسمبر 22, 2024

11- من معجزاته ﷺ

إن معجزاتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرةٌ حتى قال الإمامُ الشافعيُ إنّ الله لم يعط نبيًّا معجزةً إلا وأعطى محمدًا مثلَها أو أكبرَ منها. ومن هذه المعجزات: القرءانُ الكريمُ: وهو أكبرُ معجزاته صلى الله عليه وسلم الدالّةِ على صِدقه الذي لو اجتمعت الإنسنُ والجنُّ على أن يأتوا بمثله لم يقدِروا. ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر: طلبَ الكفارُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُرِيَهم ءايةً فأشارَ إلى القمرِ فانشقَّ فَلقَتَين، وشاهدَ ذلك مَن كانَ بمكةَ وخارجِها. ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم خروج الماء من بين أصابعه: أُتِيَ مرةً بإناءٍ فيه ماءٌ لا يَغمُرُ أصابعَ النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعَ كفَّهُ الشريفةَ في الماء فجعلَ الماءُ ينبُعُ من بين أصابعه حتى تَوضأَ القومُ كلُّهم وشربوا. وروى البخاريُّ ومسلمٌ من حديث جابر: “عَطِشَ الناسُ يومَ الحديبيةِ وكان الرسولُ صلى الله عليه وسلم بينَ يديه ركَوةٌ يتوضأ منها فَجَهَشَ الناس (أي أقبلوا إليه) فقال: “ما لكم”؟ فقالوا: يا رسول الله ليس عندنا ما نتوضأُ به ولا ما نشربُه إلا ما بين يديك، فوضعَ يده صلى الله عليه وسلم في الرَكوة فجعل الماءُ يفور من بين أصابعه كأمثالِ العيون، فشرِبنا وتوضأنا، فقيل: كم كنتم؟ قال: “لو كنّا مائةَ ألفٍ لكفانا، كنا خمسَ عشرةَ مائة”. ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم ردُّ عينِ قتادة بعد انقلاعها: فقد روى البيهقيُّ عن قتادةَ بنِ النُّعمان أنه أُصيبَت عينُه يومَ بدرٍ فسالت حدقَتُهُ على وجنته فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “لا”. فدعا به فَغَمَزَ حدقتَه بِراحتِه الشريفة فَبَرِئَت، فكان لا يدري أيَّ عينيه أصيبت. ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم تسبيح الطعام في يده: أخرج البخاريُّ من حديث ابن مسعودٍ قال: “كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيحَ الطعام”. وهذه المعجزات أعجبُ مِن إحياءِ الموتى الذي هو إحدى معجزات المسيح صلى الله عليه وسلم. ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم ما جَاءَ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ: «إِنَّ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ فَإِنَّ لِي غُلامًا نَجَّارًا، قَالَ: إِنْ شِئْتِ، قَالَ فَعَمِلَتْ لَهُ مِنْبَرًا فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ قَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ الَّذِي صُنِعَ لَهُ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ الَّتِي كَانَ يَخْطُبُ عِنْدَهَا حَتَّى كَادَتْ تَنْشَقُّ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَخَذَهَا، فَضَمَّهَا إِلَيْهِ فَجَعَلَتْ تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّتُ، حَتَّى اسْتَقَرَّتْ، وَكَانَ الْحَسَنُ لَمَّا يَرْوِي هَذِهِ الْحَادِثَةَ يَبْكِي وَيَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَوْقًا إِلَيْهِ، أَفَلَيْسَ الرِّجَالُ الَّذِينَ يَرْجُونَ لِقَاءَهُ أَحَقَّ أَنْ يَشْتَاقُوا إِلَيْهِ». وَمِنْ مُعْجِزَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ أَنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ بِغُلامٍ يَوْمَ وُلِدَ وَقَدْ لَفَّهُ فِي خِرْقَةٍ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا غُلامُ مَنْ أَنَا فَأَنْطَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْغُلامَ فَقَالَ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ» فَكَانَ هَذَا الْغُلامُ يُسَمَّى مُبَارَكَ الْيَمَامَةِ.