11 – أخبرني عن حبيبي ﷺ
كانَ صلى الله عليه وسلم إذا مَشَى واسعَ الخَطو بلا تكلّف كأنما ينحَطُّ مِنْ صَبَبٍ أي ينحَدِرُ مِنْ مكانٍ عالٍ، وكان إذا مشَى قويَّ الْمَشيِ، يدل مشيُه أنه ليس بعاجزٍ ولا كسلان. وكان يُقبِلُ بكلِّ جسمِهِ إذا التفت فلا يُسارِقُ النظرَ ولا يلوي عُنقَهُ في حالِ تَلفُتِهِ فكانَ يُقبِلُ جَميعًا ويُدبرِ جَميعًا أي بِجَمِيعِ أجزاءِ بدنِهِ، فإذا توجَّهَ إلى شىءٍ توجَّهَ بِكُلّيتِهِ ولا يُخالِفُ ببعضِ جسَدِهِ بعضًا، وكان صلى الله عليه وسلم خافضَ الطَرْفِ أي نظرُه إلى الأرضِ أكثر من نظره إلى السماء، أي غالبُ نظره إلى الأرض، وكانَ عرقُهُ إذا رَشَحَ جسَدُهُ الشريف كاللؤلؤِ فِي البياضِ والصَّفاءِ إذا نظرَ إليه الرائي، وكان ريحُ عرقِهِ أطيبُ مِنَ المسك الأذفر وهو أفضلُ وأطيبُ وأحسنُ وأحلى من أطيب الطيبِ ، الصَّحَابَةُ كانُوا يَأْخُذُونَ عَرَقَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَضَعُونَهُ فِي القَوَارِيْرِ حتَى يُضِيْفُوهُ إلى العِطْرِ حتّى يَزْدادَ طِيْبًا لأنّهُ أطْيَبُ مِنَ الطِّيْبِ. هنيئا لمن آمن بك وشم ريحك ورآك يا سيدي يا رسول الله،، ونحن إليك مشتاقون