﴿يد ٱلله فوق أيديهم﴾
كتاب التفسير الكبير للطبراني
وقوله تعالى: ﴿يد ٱلله فوق أيديهم﴾ أي نعمة الله في الهداية فوق أيديهم في الطاعة، يعني إحسان الله إليهم بأن هداهم للإيمان أبلغ وأتم من إحسانهم إليك بالنصرة والبيعة، وقال ابن كيسان: (معناه: قوة الله ونصرته فوق أيديهم ونصرتهم؛ أي اتق بالله ونصرته لك لا بنصرتهم، وإن بايعوك)، وقال: معناه: يد الله في الثواب والوفاء لهم فوق أيديهم في الوفاء، فإنهم لو وفوا بما ضمنوا فالله أوفى بما ضمن، وأقدر على ذلك)
كتاب تفسير البغوي
﴿يد ٱلله فوق أيديهم﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما: يد الله بالوفاء بما وعدهم من الخير فوق أيديهم. وقال السدي: كانوا يأخذون بيد رسول الله ﷺ ويبايعونه، ويد الله فوق أيديهم في المبايعة. قال الكلبي: نعمة الله عليهم في الهداية فوق ما صنعوا من البيعة.
كتاب التفسير الكبير للرازي.
وقوله تعالى: ﴿يد ٱلله فوق أيديهم﴾ يحتمل وجوها، وذلك أن اليد في الموضعين إما أن تكون بمعنى واحد، وإما أن تكون بمعنيين، فإن قلنا إنها بمعنى واحد، ففيه وجهان أحدهما: ﴿يد ٱلله﴾ بمعنى نعمة الله عليهم فوق إحسانهم إلى الله كما قال تعالى: ﴿بل ٱلله يمن عليكم أن هداكم للأيمـٰن﴾ وثانيهما: ﴿يد ٱلله فوق أيديهم﴾ أي نصرته إياهم أقوى وأعلى من نصرتهم إياه، يقال: اليد لفلان، أي الغلبة والنصرة والقهر
كتاب تفسير القرطبي
﴿يد ٱلله فوق أيديهم﴾ قيل: يده في الثواب فوق أيديهم في الوفاء، ويده في المنة عليهم بالهداية فوق أيديهم في الطاعة. وقال الكلبي: معناه نعمة الله عليهم فوق ما صنعوا من البيعة. وقال ابن كيسان: قوة الله ونصرته فوق قوتهم ونصرتهم.
كتاب تفسير النسفي
﴿يد ٱلله فوق أيديهم﴾ يريد أن يد رسول الله ﷺ التي تعلو أيدي المبايعين هي يد الله والله منزه عن الجوارح وعن صفات الأجسام، وإنما المعنى تقرير أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله من غير تفاوت بينهما كقوله ﴿من يطع ٱلرسول فقد أطاع ٱلله﴾
كتاب تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي
﴿يد ٱلله فوق أيديهم﴾ قال الجمهور: اليد هنا النعمة، أي نعمة الله في هذه المبايعة، لما يستقبل من محاسنها، فوق أيديهم التي مدوها لبيعتك. وقيل: قوة الله فوق قواهم في نصرك ونصرهم. وقال الزمخشري: لما قال: ﴿نما يبايعون الله﴾ ، أكد تأكيدا على طريقة التخييل فقال: ﴿يد ٱلله فوق أيديهم﴾ ، يريد أن يد رسول الله ﷺ التي تعلو يدي المبايعين، هي يد الله، والله تعالى منزه عن الجوارح وعن صفات الأجسام. وإنما المعنى: تقرير أن عقد الميثاق مع الرسول ﷺ كعقده مع الله تعالى من غير تفاوت بينهما، كقوله تعالى: ﴿من يطع الرسول فقد أطاع الله﴾ [النساء: 80]، و ﴿من نكث فإنما ينكث على نفسه﴾ ، فلا يعود ضرر نكثه إلا على نفسه. انتهى.