﴿وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير﴾
ممن نقل إجماع المسلمين أن الله تبارك وتعالى موجود بلا مكان، الإمام فخر الدين الرازي الشافعي في كتابه “التفسير الكبير” طبع دار الكتب العلمية ط٢\ج٢٩ ﴿وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير﴾ قال:
“قال المتكلمون: هذه المعية إما بالعلم وإما بالحفظ والحراسة، وعلى التقديرين فقد انعقد الإجماع على أنه سبحانه ليس معنا بالمكان والجهة والحيز، فإذن قوله: ﴿وهو معكم﴾ لا بد فيه من التأويل وإذا جوزنا التأويل في موضع وجب تجويزه في سائر المواضع” (أي حيث لا يصح الحمل على الظاهر)
في ” تفسير البحر المحيط”، طبع دار الكتب العلمية ط،١ قال أبو حيان الأندلسي في تفسير قوله تعالى ﴿وهو معكم أينما كنتم﴾:
“﴿وهو معكم أينما كنتم﴾ أي بالعلم والقدرة. قال الثوري: المعنى علمه معكم، وهذه آية أجمعت الأمة على هذا التأويل فيها، وأنها لا تحمل على ظاهرها من المعية بالذات، وهي حجة على من منع التأويل في غيرها مما يجرى مجراها من استحالة الحمل على ظاهرها”
في كتاب تفسير القرطبي
“﴿وهو معكم﴾ يعني بقدرته وسلطانه وعلمه ﴿أين ما كنتم وٱلله بما تعملون بصير﴾ يبصر أعمالكم ويراها ولا يخفى عليه شيء منها. وقد جمع في هذه الآية بين ﴿ٱستوىٰ على ٱلعرش﴾ وبين ﴿وهو معكم﴾ والأخذ بالظاهرين تناقض فدل على أنه لا بد من التأويل، والإعراض عن التأويل ٱعتراف بالتناقض. وقد قال الإمام أبو المعالي: إن محمدا ﷺ ليلة الإسراء لم يكن بأقرب إلى الله عز وجل من يونس بن متى حين كان في بطن الحوت. وقد تقدم. “