قَالَ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَمَنْ أَحْسَنَ الْقَوْلَ فِى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَزْوَاجِهِ الطَّاهِرَاتِ مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَذُرِّيَّاتِهِ الْمُقَدَّسِينَ مِنْ كُلِّ رِجْسٍ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ.
الشَّرْحُ يَعْنِى أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّاتِى فُزْنَ بِعِشْرَتِهِ يَجِبُ تَعْظِيمُهُنَّ وَمَحَبَّتَهُنَّ كَمَا يَجِبُ مَحَبَّةُ الصَّحَابَةِ، وَالرِّجْسُ الْمَذْكُورُ فِى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [سُورَةَ الأَحْزَاب/33] هُوَ الشِّرْكُ، وَالتَّقْدِيسُ التَّطْهِيرُ وَهَذَا الْفَضْلُ شَامِلٌ لِأَهْلِ بَيْتِهِ عَلِىٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَالْعَبَّاسِ وَنَحْوِهِمْ وَلا يُتَوَهَّمُ أَنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ خَاصٌّ بِالذُّكُورِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ [سُورَةَ هُود/73] وَالْخِطَابُ فِى هَذِهِ الآيَةِ إِلَى زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ.