قَالَ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَلَمْ يُكَلِّفْهُمُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا مَا يُطِيقُونَ وَلا يُطَيَّقُونَ إِلَّا مَا كَلَّفَهُمْ.
الشَّرْحُ الْجُمْلَةُ الأُولَى مَعْنَاهَا ظَاهِرٌ وَأَمَّا الْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ فَمَعْنَاهَا لا يُلْزَمُونَ أَىْ لَيْسَ لِلْعِبَادِ أَنْ يُلْزِمُوهُمْ إِلَّا مَا كَلَّفَهُمُ اللَّهُ بِهِ، فَيُطِيقُونَ فِى الْجُمْلَةِ الأُولَى بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الطَّاءِ وَأَمَّا فِى الثَّانِيَةِ فَيَتَعَيَّنُ قِرَاءَتُهَا بِضَمِّ الْيَاءِ وَفَتْحِ الطَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ الَّتِى بَعْدَهَا وَلا يَصِحُّ مَعْنَى هَذِهِ الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ إِلَّا عَلَى هَذَا الْوَجْهِ لِظُهُورِ فَسَادِهِ لِأَنَّ الْمَعْنَى عَلَى ذَلِكَ يَنْحَلُّ إِلَى أَنَّ الْعِبَادَ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَفْعَلُوا سِوَى مَا كَلَّفَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَالْوَاقِعُ أَنَّ الْعِبَادَ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ يُخَالِفُوا مَا كَلَّفَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَذَلِكَ حَالُ أَكْثَرِ الْبَشَرِ.