قَالَ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَكُلُّ دَعْوَى نُبُوَّةٍ بَعْدَ نُبُوَّتِهِ فَغَىٌّ وَهَوًى.
الشَّرْحُ أَىْ أَنَّ مَنِ ادَّعَى النُّبُوَّةَ بَعْدَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعْوَاهُ بَاطِلَةٌ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لا نَبِىَّ بَعْدِى» رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ وَالْحَاكِمُ فِى الْمُسْتَدْرَكِ وَهَذَا حَدِيثٌ ثَابِتٌ فَالْقَادِيَانِيَّةُ يَقُولُونَ ﴿اللَّهُ يَصْطَفِى مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾ [سُورَةَ الْحَج/75] ﴿يَصْطَفِى﴾ فِعْلٌ مُضَارِعٌ فَيُقَالُ لَهُمْ يَصْطَفِى فِعْلٌ مُضَارِعٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الْمَاضِى بِالنِّسْبَةِ لِلْمُصْطَفِينَ أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلَّهِ تَعَالَى الْفِعْلُ يَتَجَرَّدُ عَنِ الزَّمَانِ الْمَاضِى وَالْمُضَارِعِ وَالْحَالِ لِأَنَّ فِعْلَهُ أَزَلِىٌّ لا مَحَالَةَ، لا يُقَالُ عَنِ الأَزَلِىِّ مَضَى وَانْقَطَعَ وَيُقَالُ لَهُمْ وَلِذَلِكَ نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ فِى الْقُرْءَانِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ [سُورَةَ الْبَقَرَة/87] تَقْتُلُونَ أَىْ قَتَلْتُمْ.