الأحد ديسمبر 7, 2025

وفد ثقيف

(ووفد) على رسول الله ﷺ في رمضان من العام التاسع (وفد ثقيف) عند منصرفه ﷺ من تبوك. وقد سبق وفادتهم عليه ﷺ خبر أن عروة بن مسعود الثقفي خرج إلى رسول الله ﷺ وأسلم، ثم استأذن النبي ﷺ في الخروج إلى قومه ليدعوهم إلى الإسلام فقال ﷺ: «إنهم إذا قاتلوك»، فانصرف عروة إلى قومه ودعاهم إلى الإسلام فخرجوا من عنده يأتمرون به، فلما طلع الفجر أوفى على غرفة له فأذن بالصلاة فخرجت ثقيف من كل ناحية فرماه أوس بن عوف من بني مالك فأصاب أكحله فلم يرقأ دمه.

ولحق أبو الـمليح بن عروة وقارب بن الأسود بن مسعود بالنبي ﷺ وأسلما، فسألهما رسول الله ﷺ عن مالك بن عوف فقالا: تركناه بالطائف، فقال: «خبروه أنه إن أتأني مسلما رددت إليه أهله وماله وأعطيته مائة من الإبل»، فقدم على رسول الله ﷺ فأعطاه ذلك، فقال: يا رسول الله، أنا أكفيك ثقيفا أغير على سرحهم حتى يأتوك مسلمين، فاستعمله رسول الله ﷺ على من أسلم من قومه والقبائل فكان يغير على سرح ثقيف ويقاتلهم.

ولما رأت ذلك ثقيف مشوا إلى عبد ياليل وائتمروا بينهم أن يبعثوا إلى رسول الله ﷺ نفرا منهم وفدا، فخرج عبد ياليل وابناه كنانة وربيعة مع شرحبيل بن غيلان في بضعة عشر رجلا، فأخبر رسول الله ﷺ بخبر قدومهم فسر، فنزل من كان منهم من الأحلاف على الـمغيرة بن شعبة ضيفا فأكرمهم، وضرب النبي ﷺ لمن كان فيهم من بني مالك قبة، فدخلوا في الإسلام واستعمل عليهم ﷺ عثمان بن أبي العاص([1]).

([1]) الطبقات الكبرى، أبو عبد الله بن سعد، (1/312، 313).