قَالَ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَعَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ قَدْ سَبَقَ عِلْمُهُ فِى كُلِّ كَائِنٍ مِنْ خَلْقِهِ فَقَدَّرَ ذَلِكَ تَقْدِيرًا مُحْكَمًا مُبْرَمًا لَيْسَ فِيهِ نَاقِضٌ وَلا مُعَقِّبٌ وَلا مُزِيلٌ وَلا مُغَيِّرٌ وَلا مُحَوِّلٌ وَلا نَاقِصٌ وَلا زَائِدٌ مِنْ خَلْقِهِ فِى سَمَاوَاتِهِ وَأَرْضِهِ.
الشَّرْحُ يَجِبُ عَلَى الْعَبْدِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ مَا سَبَقَ فِى عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ يَكُونُ فَقَدْ شَاءَ أَنْ يَكُونَ وَالْمُرَادُ بِهَذَا أَنَّهُ لا يَحْصُلُ شَىْءٌ إِلَّا بِعِلْمِ اللَّهِ الأَزَلِىِّ وَكُلُّ مَا جَرَى وَيَجْرِى لِلْعَالَمِ السُّفْلِىِّ وَالْعُلْوِىِّ فَهُوَ مِمَّا سَبَقَ فِى عِلْمِ اللَّهِ الأَزَلِىِّ.