الإثنين ديسمبر 23, 2024

وصايا النبيّ صلى الله عليه وسلم في مرض وفاته
لا ريب أن اقوال النبيّ العظيم جميعها موضعٌ للعبرة والعِظة والفائدة لكنه عليه الصلاة والسلام اختصّ أمّته ببعض النصح والوصايا وهو في مرض وفاته صلى الله عليه وسلم وهو مقبلٌ على الآخرة مُدبرٌ عن هذه الدنيا الفانية ، ونذكر بعضا من نصائحه ووصاياه صلى الله عليه وسلم للإعتبار والعظة:

_ الوصية بالأنصار:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي في مرض موته) وعليه مِلحفة ( وهو اللباس فوق سائر اللباس) مُتعطّفًا بها ( أي مُتوشّحًا مرتديًا) على منكبيه وعليه عِصابةٌ ( أي ما يشد به الرأس) دَسمَاءُ ( أي سوداء ليست خالصة السواد) جلس على المنبر وكان ءاخر مجلس جلسه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:” أما بعد، أيها النّاس فإنّ النّاس يَكثُرون وتَقِلّ الأنصار حتى يكونوا كالملح في الطّعام فمن ولِي منكم أمرًا يضُرُّ فيه أحدًا أو ينفعه فليقبَل من مُحسِنِهم ويتجاوز عن مُسِيئِهِم” رواه البخاري.
وهذه الوصية من الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم تدل على عظيم فضل الأنصار وهم أهل المدينة المنورة الذين ناصروا النبيّ صلى الله عليه وسلم ودعوته وءاوَوْا المهاجرين واحتضنوا دعوة النبيّ صلى الله عليه وسلم ونصروها، وهذه الوصية من النبيّ عليه الصلاة والسلام بالأنصار تدل على عظيم أخلاق النبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم ومقابلته المعروف والإحسان بالمثل فجزَى الله تعالى نبيّنا محمدًا عن أمته خيرًا على ما نصح ووصّى وعلّم وأرشد.
ومن نصائح ووصايا الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم السّتارة والنّاس صفوفٌ خلف ابي بكر(أي في مرض وفاته صلى الله عليه وسلم) فقال: أيّها النّاس إنّه لم يبق من مُبشّرات النّبوّة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو تُرى له، ألا وإنّي نُهيتُ أن أقرأ القرءان راكعًا أو ساجدًا فأما الركوع فعظّموا فيه الرّبَّ عزّ وجلّ وأمّا السّجود فاجتهدوا في الدّعاء فقمِنٌ ( أي حقيقٌ وجدير) أن يُستجاب لكم” رواه مسلم.

 

الوصية بالصلاة وحقوق مِلك اليمين
وعن عليّ بن ابي طالب رضي الله عنه قال: كان ءاخر كلام النبيّ صلى الله عليه وسلم ” الصلاة وما ملكت أيمانكم” رواه ابن ماجه.
كذلك ورد عن أم المؤمنين أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه الذي تُوفي فيه:” الصلاة وما ملكت ايمانكم” فما زال يقولها حتى ما يفيضُ بها لسانهُ، رواه ابن ماجه. وعن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كانت عامّةُ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة وهو يُغرغِر بنفسه:” الصلاة وما ملكت أيمانكم” رواه ابن ماجه. ومعنى وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه التي حضّ عليها أمته حضًّا بليغًا لعظم أهميتها ، المحافظة على الصلوات بأدائها كما أمر الله تعالى وعدم تضييعها، والمحافظة على حقوق ما ملكت أيمانكم وهم الرقيقُ والعبيدُ الذين لهم في الشريعة الإسلامية أحكام خاصة.