الإثنين ديسمبر 8, 2025

ومن صحيح ابن خزيمة

  • وقال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم والحسيين بن نصر بن المعارك المصريان، حدثنا يحيـى بن حسان، حدثنا يحيـى بن حمزة، عن يحيـى بن الحارث الذماري، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان أن رسول الله ﷺ قال: «صيام رمضان بعشرة أشهر([1])، وصيام الستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة»، يعني رمضان وستة أيام بعده.
  • وقال أبو بكر: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ومحمد بن الوليد، حدثنا سفيان، عن أبي يعفور العبدي عن مسلم وهو ابن صبيح، عن مسروق، عن عائشة قالت: «كان رسول الله ﷺ إذا دخل العشر الأواخر من شهر رمضان شد المئزر([2]) وأحيا الليل وأيقظ أهله([3])».
  • وقال أبو بكر: حدثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا حماد، يعني: ابن زيد، عن عاصم، عن زر قال: قلت لأبي بن كعب: أخبرني عن ليلة القدر، فإن صاحبنا – يعني ابن مسعود – سئل عنها فقال: من يقم الحول يصبها([4])، قال: «رحم الله أبا عبد الرحمن، لقد علم أنها في رمضان ولكنه كره أن يتكلوا([5]) أو([6]) أحب أن لا يتكلوا، والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين([7])» لا يستثني([8])، قال: قلت: أبا الـمنذر([9])، أنى علمت ذلك([10])، قال: بالآية([11]) التي أخبرنا رسول الله ﷺ، قال([12]): قلت لزر: ما الآية؟ قال: «تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع([13]) مثل الطست([14]) حتى ترتفع([15])».

[1])) أي: بصيام عشرة أشهر في مضاعفة الفضل والأجر.

[2])) ذهب الشراح فيه إلى تأويلين: الأول: أنه بمعنى الاجتهاد في العبادات زيادة على عادته r في غير رمضان. والثاني: أنه كناية عن اعتزاله r نساءه للاشتغال بالعبادات، قاله الخطابي والنووي وغيرهما. لكن وإن قيل بالقول الثاني فليتنبه إلى أن النبي r لم يكن متعلق القلب بالنساء ولا كان يترك مصالح الأمة ليمكث مع زوجاته في البيوت؛ بل هو r أشد الناس خشية لله وأكثر الناس انتفاعا بالوقت في الطاعات، ومع ذلك فإنه كان خير الناس لزوجاته معشرا ونفعا في الدين والدنيا، فقال r: «وأنا خيركم لأهلي». ولم يكن تزوجه r من النساء إلا لمقاصد حسنة وغايات محمودة وليس لمجرد الهوى وتعلق القلب بالنساء، حشاه r.

[3])) أي: أيقظ بعض زوجاته للصلاة في الليل نفلا، وثبت عنه r أنه طرق بيت ابنته فاطمة وعلي في الليل أيضا حثا لهما على القيام لصلاة الليل فقال: «ألا تصلون؟!».

[4])) أي: من يقم الليل العام كله في الطاعة يصب ليلة القدر ولو لم ير من علاماتها.

[5])) أي: أن يعلموا أنها في رمضان لا تجاوزه إلى غيره فيتركوا القيام في غير رمضان.

[6])) شك من الراوي.

[7])) يجمع بين هذا القول وما شابه من جهة وبين الأحاديث التي فيها أنها تنتقل في أيام شهر رمضان كله من جهة أخرى بأن الـمراد وقوعها في سبع وعشرين من الشهر كثيرا لا أنها لا تكون إلا في تلك الليلة.

[8])) أي: حلف جازما ولم يستثن في يمينه.

[9])) هي كنية أبي بن كعب t.

[10])) أي: بأية علامة عرفت ذلك.

[11])) أي: العلامة.

[12])) السائل هو عاصم بن أبي النجود الإمام القارئ.

[13])) أي: كالقمر ليلة البدر، لها ضوء وليس لها شعاع كعادتها.

[14])) أي: كأنها طست نحاسي أبيض.

[15])) أي: إلى أن ترتفع في رأي العين قيد رمح أو رمحين، قاله الشهاب الرملي.