مَا مَعْنَى الْمِعْرَاجِ وَمَا الدَّلِيلُ عَلَيْهِ.
الْمِعْرَاجُ هُوَ صُعُودُ النَّبِىِّ ﷺ إِلَى السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَإِلَى مَا فَوْقَهَا وَكَانَ مِعْرَاجُهُ بِالْمِرْقَاةِ وَهِىَ شِبْهُ السُّلَّمِ عَرَجَ بِهَا النَّبِىُّ ﷺ إِلَى السَّمَاءِ وَهَذِهِ الْمِرْقَاةُ دَرَجَةٌ مِنْهَا مِنْ فِضَّةٍ وَالأُخْرَى مِنْ ذَهَبٍ فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ أَىْ أَتَانِى بِهِ جِبْرِيلُ وَهُوَ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ الْجَنَّةِ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ أَىْ يَضَعُ رِجْلَهُ حَيْثُ يَصِلُ نَظَرُهُ قَالَ فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلَقَةِ الَّتِى يَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ قَالَ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ الأَقْصَى فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ أَىْ إِمَامًا بِالأَنْبِيَاءِ ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ أَىْ مِنْ خَمْرِ الْجَنَّةِ الَّذِى لا يُسْكِرُ وَلا يُغَيِّبُ الْعَقْلَ وَلَيْسَ نَجِسًا وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ أَىْ حَلِيبٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ أَىِ تَمَسَّكْتَ بِالدِّينِ قَالَ ﷺ ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ إِلَى ءَاخِرِ الْحَدِيثِ. وَهَذَا الْحَدِيثُ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الإِسْرَاءَ وَالْمِعْرَاجَ كَانَا فِى لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ يَقَظَةً.