الأحد ديسمبر 22, 2024

من تولّى غسل الرسول صلى الله عليه وسلم
لما اجتمع الصحابة عليهم السلام لغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس في البيت إلا أهلهُ : عمُّهُ العبّاسُ وعليُّ بن أبي طالبٍ والفضلُ بنُ العبَّاسِ وقُثَمُ بنُ العبَّاسِ وأسامةُ بنُ زيدِ بنِ حارثة وصالحٌ مولاهُ، نادى من وراء الباب أوسُ بنُ خولِيِّ الأنصاريّ وكان من أهل بدر نادى عليّا بن أبي طالبٍ رضي الله عنه فقال:” يا عليُّ ناشدتُكَ الله حظَّنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له عليّ عليه السلام : ادخُل، فدخل هذا الصحابي الجليل وحضرَ غُسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لم يَلِ من غسلهِ صلى الله عليه وسلم شيئًا، وأسند عليّ رضي الله عنه النبيَّ العظيم صلى الله عليه وسلم إلى صدرهِ وعليه قميصُهُ يدلكه به من ورائه لا يُفْضي بيده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان العباس عمُّ النبيّ صلى الله عليه وسلم ومعه ابنان الفضلُ وقُثَم يُقلّبونهُ مع عليّ بن ابي طالبٍ رضي الله عنهم وكان أسامة بنُ زيدٍ وصالحٌ يصبّان الماء على الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعل ابن عمه عليّ رضي الله عنه يُغسّله صلى الله عليه وسلم. ولم يُرَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم شىءٌ مما يُرى من الميّت وكان عليّ رضي الله عنه وكرم وجهه أثناء غسله وتدليكه للرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يشمُّ الأعطار والروائح الزكية وهي تعبَق من النبيّ عليه الصلاة والسلام فصار رضي الله عنه يقول: بأبي أنت وأُمّي ما أطيبَكَ حيًّا وميّتًا.

فائدة: رُوي أنه أثناء غسل النبي صلى الله عليه وسلم كان الماء يستنقعُ في جفون النبيّ صلى الله عليه وسلم فكان عليّ رضي الله عنه يحسوه تبركًا بالنبي عليه الصلاة والسلام.