الأحد ديسمبر 22, 2024

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي قيض للإسلام أفذاذًا من الرجال، يذودون عن حياضهِ كل مبتدع دجال، ويمتثلون أمر الله عز وجل أحسن امتثال، لهم البشرى في الحياة الدنيا ولهم العقبى وحسن مآل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب الإكرام والإجلال، وعلى من اتبعه بإحسان من صحب وءال، والتابعين لهم في الحال والمقال والافعال.

قال الله تعالى: {من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليهِ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً} [سورة الأحزاب/23]. فإنه يسعدنا أن نضع بين يدي القارئ كتابًا يحتوي على جملة من أخبار أعلام، كان لهم الفضل في نشر هذا الدين الحنيف، فمنهم من نشره بالبيان والسنان، وهم رجال كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من نشره باللسان وإقامة الحجج والبراهين والرد على المبتدعة المارقين، وهم العلماء العاملون، ومنهم قادة خصهم الله تعالى بالحمية في المحافظة على الأمة المحمدية، بكل ما أعطوا من حكمة ورويَّة وهمة قوية، ومنهم أولياء عارفون ساهموا في تثبيت دعائم الدين، وفقهم الله عز وجل، وجعلهم من المناصرين المدافعين عن طريق أهل السنة الموصل إلى الجنة.

لذا فإن هذا الكتاب يشتمل على شيء من سيرة بعض هؤلاء الرجال الأكابر، ممن ذاع صيته في البلاد وكثر ذكره بين العباد فغدا الكتاب جوهرًا ثمينًا لمن اقتناه، وتمعّن في محتواه أسميناه: الجوهر الثمين فيمن اشتهر ذكره بين المسلمين”. وقد عمدنا إلى تقسيم الكتاب إلى سبعة أبواب:

الأول: “المختار من سيرة العشرة الأخيار” وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد في مسنده “أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة…” الحديث.
الثاني: “الإعلام في مناقب بعض الصحابة الأعلام” وقد تميز هذا الباب في أخبار بعض الصحابة الكرام ممن كانت لهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمال جميلة ومواقف جليلة.
الثالث: “الأنباء فيما لبعض الصحابة من الأبناء” اقتصرنا فيه على ذكر ثلاثة من أبناء الصحابة لما لهم من شهرةٍ وميزة بين الخاص والعام.
الرابع: “الضياء في ذكر من اشتهر من العلماء” بدأناه بعلماء التابعين ومن تبعهم بإحسان وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم” رواه الترمذي.
الخامس: “الدرر النادرة في أعيان الأشاعرة” وذلك لما لهم من الفضل والمنّة في المحافظة على عقيدة أهل السنة.
السادس: “الإرشاد في أحوال العارفين والزهاد”. وفيه ذكر أحوال المشتهرين من الأولياء والعارفين والزهاد وذكر أحوالهم وكراماتهم.
السابع: “تعطير الأنام في أخبار بعض الخلفاء والحكام”. نسلط فيه الضوء على أحوال بعض الخلفاء والحكام ممن كانت لهم سيرة صالحة وعدل بين الرعية وأحوال سنيّة.
راجين الله عز وجل أن يسدد خطانا لما فيه خير هذه الأمة إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير.