معاني الاستواء في لغة العرب:
اعلم أخي المسلم أن الاستواء في لغة العرب له خمسة عشر معنى كما قال الحافظ أبو بكر بن العربي ويطلق ويراد به الاستقرار كقوله تعالى “واستوت على الجودي”، والتمام كقوله تعالى: “ولما بلغ أشده واستوى” أي تمت قوته الجسدية، والاستقامة التي هي ضد الاعوجاج كقوله تعالى “فاستوى على سوقه” أي الزرع، والاستواء قد يراد به العلو، والعلو على وجهين: علو مكان وعلو قدر، والذي يليق بالله هو علو القدر، ألا ترون أن حملة العرش هم أعلى مكانا من سائر عباده وليسوا أفضل خلق الله، بل الأنبياء الذين مكانهم تحت أفضل منهم، ويطلق الاستواء ويراد به الاستيلاء أي القهر كقول الشاعر في بشر بن مروان: قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق، ثم هذه المعاني بعضها تليق بالله وبعضها لا تليق به. فما كان من صفات الأجسام فلا يليق بالله. فلا تكون ءاية “الرحمٰن على العرش استوى” حجة لإثبات الإستقرار لله على العرش، فلا بد أن يفهم من الاستواء الوارد في هذه الآية القهر، لأن الله وصف نفسه بأنه قهار قال تعالى “وهو الواحد القهار”، فلا يجوز أن يترك ما هو لائق بالله تعالى إلى ما هو غير لائق به وهو الجلوس والاتصال والاستقرار. وتخصيص العرش بالذكر لتشريفه، إذ إضافة بعض الأشياء إلى الله تعالى تكون لتعظيم ذلك الشىء.
