الأربعاء ديسمبر 4, 2024

مشاركتُهُ ﷺ لزوجاته الفرحَ والسعادةَ في مواضعِ كثيرةِ

يا عُشّاق الحبيب مُحمّد… يا أحباب الله ورسوله

لقد أحسن نبيّنا المصطفى ﷺ معاملة نسائه وعاملهن بالرّفق واللين والخلق الحسن وشاركهنّ الفرح والسعادة وأدخل على قلوبهن البهجة والسرور من خلال سيرته العطرة ومعاملته الحسنة لهن في حياته الزوجية معهن.

فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: دخل الحبشة (أناس من الحبشة) المسجد يلعبون فقال لي (أي الرسول ﷺ): “يا حُميراء… أتحبين أن تنظري إليهم؟” فقلت: نعم، فقام ﷺ بالباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه، وأسندتُ وجهي إلى خده، ومن قولهم يومئذٍ: أبا القاسم طيّباً، فقال رسول الله ﷺ: “حسبك”، فقلت: يا رسول الله لا تعجل فقام ﷺ ثم قال: “حسبك” فقلت: لا تعجل يا رسول الله، قالت عائشة رضي الله عنها: وما بي حبُّ النظر إليهم، ولكن أجببتُ أن يبلغ النساء مقامه لي أو مكاني منه ﷺ.

وروت أيضاً السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله ﷺ وعندي جاريتان (أي شابتان) تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهزني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي ﷺ، فأقبل عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: “دعهما”. فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان (جنس من الناس) بالدرق، فإما سألت النبي ﷺ وإما قال: “تشتهين تنظرين”، فقلت: نعم. فأقامني وراءه، خدي على خده وهو يقول: “دونكم يا بني أرفدة”، حتى إذا مللتُ قال ﷺ: حسبك، قلت نعم قال فاذهبي.

وأخبرت أيضاً السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تلعب بالبنات، (وهنّ اللعب)، في بيته ﷺ، قالت: وكانت تأتيني صواحبي (أي أصدقائي) فكن ينقمعن([1]) من رسول الله ﷺ فكان رسول الله ﷺ يُسر بهنّ([2]) إليّ.

ومن حسن عشرته ﷺ لزوجاته وإدخال الفرح والسرور على قلوبهن تكنية زوجته، ومن ذلك ما ورت السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي ﷺ: يا رسول الله كل نسائك لها كُنية غيري، فقال لها رسول الله ﷺ: “اكتني أنت أم عبد الله”، فكان يقال لها أم عبد الله حتى ماتت رضي الله عنها ولم تلد قطّ.

ومن حسن عشرته ﷺ أيضاً لزوجاته وإدخال الفرح والسرور على قلوبهن مناداته ﷺ لزوجته الجليلة عائشة رضي الله عنها بأسماء تسرها متودّداً إليها ومُدخلاً السرور والفرح على قلبها قائلاً لها ﷺ: “يا عائشة هذا جبريل يُقرئك السلام”. فقالت رضي الله عنها: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى، تريد رسول الله ﷺ.

وكذلك كان عليه الصلاة والسلام ينادي زوجته السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها مُتودّداً إليها فيقول لها: “يا حُميراء”، (أي بيضاء وذلك لأنّ وجهها كان أبيض مشرباً بالحُمرة).

([1] ) (أي يستترنَ).

([2] ) أي يأمرهن بالذهاب إليّ.