الجمعة مارس 7, 2025

مراعاةُ النبي طباع المرأة ومشاعرها وأحاسيسها الأنثوية

لقد كان نبينا المصطفى ﷺ بما أعطاه الله تعالى من علم ومعرفة ودراية عارفاً خبيراً بطبيعة المرأة وأحاسيسها ومشاعرها الأنثوية والفطرة التي خلقها الله تعالى عليها، ولذلك اتبع ﷺ مع زوجاته الطاهرات رضي الله عنهن من خلال معاشرته لهن في الحياة الزوجية سياسة حكيمة وأسلوباً رشيداً يتناسب مع طبيعة النساء وما فطرهن الله تعالى عليه من صفات ومشاعر وأحاسيس أنثوية، فأحسن ﷺ عشرتهن وصحبتهن في حياته الزوجية معهن، وعاملهن بالرحمة والحكمة والشفقة والتواضع والمداراة والخلق الحسن، وتجلى لنا ذلك في مواقف كثيرة وجوانب متعددة من خلال سيرته في حياته الزوجية ﷺ مع زوجاته الطاهرات البارات رضي الله عنهن وما رُوي عنهن في ذلك حيث إنهن حظين رضي الله عنهن بحبهن ومودّتهن له ﷺ  في حياتهن الزوجية معه ﷺ.

إنّ الرسول الأعظم ﷺ كان عارفاً بطبيعة المرأة ومشاعرها وأحاسيسها الداخلية والأنثوية، ولذلك أحسن ﷺ معاملته لزوجاته الطّاهرات في حياته الزوجية وعاملهن بالخلق الحسن والتواضع والمداراة، ومما يدل على معرفة الرسول الأعظم ﷺ بطبيعة المرأة وما خلقها الله تعالى عليه من مشاعر وأحاسيس وطباع وما رُوي عن السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها زوج النبي ﷺ أنها قالت: قال لي رسول الله ﷺ إني لأعلم إذا كُنتِ عني راضية وإذا كنت علي غضْبى، قالت: فقتلُ ومن أين تعرف ذلك، قال: “أما إذا كنتِ عني راضية فإنك تقولين لا وربّ محمّد، وإذا كنتِ غضْبى قلت لا وربّ إبراهيم”، قال: أجل والله يا رسول الله ما أهجُر إلا اسمك، رواه مسلم.

لقد كان النبي الأعظم ﷺ يعلم أن من طبيعة المرأة، ومن جملة أحاسيسها ومشاعرها الداخلية التي فطر الله تعالى المرأة عليها الغيرة على زوجها من غيرها من النساء وخاصة إذا كانت هذه المرأة عاشقة لزوجها وبينها وبينه مودة حميمة ومحبة قوية زائدة، لذلك عامل النبي الأعظم ﷺ زوجاته الطاهرات رضي الله عنهنّ معاملة حسنة قائمة على الرحمة والشفقة والحكمة والمداراة، وقدّر وراعى ﷺ بعقله النير الثاقب غيرتهنّ وشدة تعلقهنّ وحُبهنّ له ﷺ وعاملهنّ بالخُلقُ الحسن والحكمة والمداراة.

ومما يدل على ذلك ما ورد في الصحيح أن النبيّ الأعظم ﷺ كان مرة عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى زوجاته أمهات المؤمنين بصحفة (وعاء للطعام كالقصعة) فيها طعام، فضربت التي كان النبي ﷺ في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة فانفلقت (أي شُقّت وكُسرت)، فجمع النبي ﷺ فلق الصحفة (أي ما تفلق وانشق منها) ثم جعل يجمع فيها الطعام التي كان في الصحفة ويقول: “غارت أمكم”. ثم حبس الخادم حتى أُتي بصحفة من عند التي هو في بيتها فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كُسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت.