مجلس كتاب “سمعت الشيخ يقول” – 98
الدنيا مزرعة الآخرة
الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدي محمدٍ رسول الله وعلى آلِ بيتِه وصحابته ومَن والاه
يقول الشيخ جميل حليم الحسيني غفر الله له ولوالديه ومشايخه
*وقال الإمام الهرري رضي الله عنه: إنّ اللهَ تبارك وتعالى جعلَ هذه الحياةَ الدنيا مزرعةٌ للآخرة.
(اليوم إن شاء الله سنحاول أنْ تكون التعليقات قليلة ومختصَرة لأنّ البعض من الأخوة والأحبة قال لنا خمس دروس في أسطر قليلة، فلأجل أنْ يشعرَ أنه أخذ شيئًا كثيرًا من الكتاب اليوم سنختصر وتكون القراءة أطول إن شاء الله)
*فمَن زرعَ فيها ما ينفعُه في الآخرة ويكونُ له ذخرًا باجتنابِ المعاصي.
(هذا الزرع مِنْ حيثُ استعمال العبارة للتشبيه يعني كأنك تزرع فتحصُد، فتقديم الزرع في الدنيا هو كأنك تزرع للآخرة، وهذه العبارة مُستعمَلة عند السلف والخلف وهذا شىءٌ لا ينكرُه مَن يعرف اللغة والبلاغة والأمثال، هذا للتشبيه.
وكذلك في قولِ بعضِ الوُعّاظ عندما يقولون الدنيا مزرعةُ الآخرة، فأنتَ ما تقدِّمُه في هذه الدنيا تحصُدُه في الآخرة، على هذا المعنى.
الله يقول في القرآن {ووجدوا ما عمِلوا حاضرًا ولا يظلِمُ ربُّكَ أحدًا}-سورة الكهف/49- معناه وجدوا ثوابَ ما عمِلوه من طاعةٍ في الدنيا في الآخرة، الجزاء يجدونَه في الآخرة على ما عملوه في الدنيا).
*فمَنْ زرعَ فيها ما ينفعُه في الآخرة ويكونُ له ذُخرًا باجتنابِ المعاصي وأداءِ الطاعات فمزرعتُه صارت خيرًا له ونجاةً وفوزًا في الآخرة.
(معناه الذي قدّمه كأنه زرعَ، فهذه المزرعة والزراعة التي زرعَها كانت نجاةً وذخرًا وفوزًا ورُبحًا وفرحًا وسعادةً وأنسًا وسرورًا في الآخرة.
فالعاقل هو الذي يُقَدِّم في هذه الدنيا ما يُفرِحُهُ هناك، أنت فقط تخيّل أنك تقف أمام الأنبياء والأولياء والملوك والأمم وكل البشر والجن والملائكة تحيطُ بك فالذي تقدّمه في ذلك اليوم ليُعرضَ على رؤوسِ الأشهاد أنْ يكونَ مما يُفرِح، إنْ عُرضَ عليك تُسرّ وتفرح وتربح ولا تخجل ولا تستحي، تقوى الله الطاعة والعبادة علمٌ وعملٌ جهادٌ في خدمة الدين.
الجهاد منه جهادٌ بالعلم، فأنت عندما تنشر الدين والإسلام وتحذّر من الكفريات والضلالات هذا أعظم الجهاد اليوم، عندما تُدخل الكفار في الإسلام وتحذّر من الكفر وتبيّن للناس أنّ هذا القول المنتشر هو من الأقوال الكفرية، هذا القول المكذّب للدين مَنْ قالَه أو اعتقدَه عليه أنْ يتشهّد، هذا أعظم الجهاد اليوم.
يعني مثلًا اليوم مختار من مخاتير بيروت أراني مقطع فيديو واحد كأنه شيخًا –من حيث الظاهر- يلبس هذه البذلة والكرافات والنظارات عمل برنامج أسئلة وأجوبة تطلع واحد تسأله إذا كانت المرأة طلبها الزوج وأبَت عليه لغير عذر بدون سبب شرعي تلعنُها الملائكة حتى تُصبح، فقالت له: بعض الناس يسألون عن هذه المسئلة، قال هذا العفريت الشيطان الشيخ الكافر لعنة الله عليه لعنات تترى متتاليات: قال الملائكة تلعنُه وتلعنُ أبوه وتلعن الذين خلّفوه، ما دخل أبوه يا ملعون مع أنه لم يعصِ، تنسب للملائكة هذا الظلم والفسق والفجور جعلتَ الملائكة ظلمَة وفسَقة، جعلـتَ الملائكة يلعنون المسلمين بلا سببٍ شرعيٍّ بلا حق بلا ذنب، الملائكة الأطهار يفعلون ذلك يا فاجر يا مُتهتك يا محرِّف لدينِ الله؟؟؟ يا معتدي على الملائكة بالكلام تنسب إليهم الفجور؟ أليس قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم [لعنُ المسلم كقتلِه] مِنْ عِظَم الذنب الذي يلعن المسلم بغير حقٍّ شرعي شبّهه الرسولُ بالقتل، هو ليس بنفسِ حكمِ القتل ولا بمرتبةِ القتل تمامًا إنما مِنْ عِظَم الذنبِ شبّهه بالقتل، ولا شك أنّ القتل أكبر وأعظم وأشد، فأنت يا متهتّك يا ملعون يا مفتي بلا علم يا مفتي جهنم يا داعيًا للكفر تشتم الملائكة تسبّ الملائكة تفتري على الملائكة تنسب إليهم الفسوق والظلم والفجور وأنه سفَهاء سفَلة وتقول يلعنوه ويلعنوا أبوه وأبواه الذين خلّفوه، ألا لعنات الله عليك بين عينيك، هذا افتراء على الملائكة مَنْ ينفيه؟ هذا الافتراء على الملائكة مَنْ يرُدُّه؟ هذا الافتراء على الملائكة مَن يُحذِّر منه؟
انظروا كم تكلّمت عن هذا الملعون دقيقة ونصف؟ دقيقتان؟ هذا أفضل عند الله من صلاة ألف ركعة من السنة لأنه دفاعٌ عن العقيدة عن الملائكة نفيٌ لهذا الافتراء.
الذي يقول إنّ الملائكة يلعنوه ويلعنوا أبوه ويلعنون مَن خلّفه يكون نسب إلى الملائكة الفجور واللهُ يقول في القرآن {لا يعصونَ اللهَ مآ أمرَهم}-سورة التحريم/6-
يعني أنت تكذّب القرآن يا ملعون يا شيخ شيطان يا شيخ عفريت، مثل هذا يجب التحذير منه لا تنغشوا يطلع على الفضائية ويلبس الطقم والنظارات السوداء العريضة، هذا الجاهل المتهتك المفتري لعنةُ الله عليه وعلى مَنْ يُرَوّج له، مَن أوْلى بالدفاع هو أم الملائكة؟ الملائكة، نحن ندافع عن ملائكة الله، إذا أتى واحد شيطان مثله يدافع عنه وزرُه عليه وعليه أما نحن نعتز ونتشرّف بالدفاع عن الملائكة الكرام العظَماء الأولياء الذين قال اللهُ فيهم {بل عبادٌ مُكرَمون}-سورة الأنبياء/26-
وقال الله فيهم في القرآن {وهم بأمرِه يعملون}-سورة الأنبياء/27- يعني على زعمِك لعنوا المسلم ووالده ومَن خلّفهُ بأمرٍ من الله يا ملعون يا شيطان؟
اليوم رأيتُه وجبَ عليّ التحذير لأنه طعنٌ في الملائكة ونسبة الفجور والفسوق إليهم وهذا معارضٌ للقرآن، الله يقول {لا يعصونَ اللهَ مآ أمرَهم}-سورة التحريم/6- كيف إذا واحد مسلم يصوم ويتعبّد ويصلي ولم يعصِ اللهَ الملائكة تلعنُه وتلعن أبوه والذين خلّفوه؟
ألا لعنةُ الله عليك يا قليل الأدب مع ملائكة الله الكرام العِظام.
إذا واحد الآن يريد أنْ يدافع عن هذا الشيطان يكون خسيسًا مثلُه وصغيرًا مثله وأما نحن هدفُنا عظيم وهو الدفاع عن ملائكة الله الكرام.
رأيتم؟ فقدّموا ما ينفعكُم للآخرة سنموت سنموت لماذا نكون شياطين خُرس؟
أقول الحق ولا أبالي فإنْ قصّرتُ ورأيتُ الكفر والمنكرات وأنا قادر على الإنكار والتحذير والتبيين وإظهار الحق للناس وتحصين الناس وسكتتُ بلا عذر ماذا سأقول لربي يوم القيامة؟ ماذا سأقول لخالقي يوم القيامة؟ أيُّ عذرٍ لي يومَ القيامة؟
لا تبالوا حاموا عن دين الله دافعوا عن الأنبياء والملائكة لا تنظروا إلى هؤلاء السفَلة الذين يكذّبون الدين، كل يوم يطلع لنا شيطان من ناحية في موضوع جديد، هؤلاء لا شىء لا تلتفوا إليهم شياطين الفضائيات).
*قال: فاغتنموا في هذه الأيام القلائل لتلك الأيام الطوال ما يكونُ ذُخرًا لكم.
(كم ستعيش في هذه الدنيا؟ أيام الدنيا قلائل، لاحظوا الآن دخلنا في السنة الثانية مع كورونا، انظروا كيف يمر العمر.
اليوم رأيت واحدًا من أحبابِنا قال لي هيديك اليوم كنت بعرسِنا، قلت له ماذا؟ معه ولدُه شاب صار عمرُه 18 سنة، بعض أهل ماردين عندهم عبارة تعبّر عن سرعة مضيِّ الزمان يروْن واحدًا مثلًا عمره عشر سنوات يقول له كم عمر هالولد؟ يقول: برمة كمي عشر سنوات، انظروا إلى سرعة مضيّ العمر.
فإذًا الواحد منا ليَعتبر انظر لنفسك في المرآة كم صار عمرَك؟ وهكذا العمر يمضي بسرعة، فأيام الدنيا قلال قصيرة وتمضي بسرعة وأيام الآخرة طوال، فالخلود في الجنة إلى غير نهاية والخلود في النار للكفار إلى غير نهاية، فاربحوا الآخرة اربحوا السعادةَ الأبدية التي لا تنتهي في الجنة بالوفاة على الإيمان بالثبات على تقوى الله إلى الممات، ختم اللهُ لي ولكم بكامل الإيمان).
*قال: وهو الدُّؤوبُ على تعلّمِ ما فرضَه اللهُ تعالى منْ علم الدين
(الدؤوب معناه الثبات والاستمرار والبقاء على ذلك، عدم التراجع)
*منْ حيثُ الاعتقاد ومِن حيثُ الأحكام والعمل بذلك
(الاعتقاد يعني اعتقاد أهل السنة والجماعة الأشاعرة والماتريدية نصرهم الله الذين هم مجموع الأمة الذين قال اللهُ فيهم في القرآن {كنتم خيرَ أمةٍ أُخرِجَت للناس تأمرونَ بالمعروف وتنهَوْنَ عن المنكر وتؤمنونَ بالله}-سورة آل عمران/110-
وكما قال الأستاذ الفقيه النحويُّ الحافظ خاتمةُ اللغويين محمدُ مرتضى الزبيدي الحسيني رحمه الله في إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين في المجلد الثاني، -توجد طبعة 14 مجلد وطبعة 10، حسب الطبعة- قال “وحيثُ أُطلِقَ أهلُ السنة والجماعة فالمرادُ بهم الأشاعرة والماتريدية”
فيا إخواننا كلام مولانا الشيخ رحمه الله “من حيثُ الاعتقاد” يعني يبقى الإنسانُ ثابتًا على عقيدةِ أهلِ السنة والجماعة لا يتزحزح ولا يتزلزل وليس كل ما طلع له شيطان من شياطين الإنس يوسوس له يشك وينقلب ويتراجع ويصير والعياذ بالله عدوًّا لأهل السنة لأنه كما هناك شياطين في الجن هناك شياطين في الإنس نعوذ بالله منهم جميعًا، مثل ما شياطين الجن يوسوسون شياطين الإنس أيضًا يوسوسون ويعملونَ على زرعِ ونشر الفتنة. وبعض السفهاء الماجنين الساقطين يتأثرون في أكاذيبِهم وفي تشويشاتِهم فينقلبونَ على أعقابِهم خاسرين داحرين عن عقيدةِ أهل السنة والجماعة عن عقيدة الأشاعرة والماتريدية.
يا إخواننا دليل تاريخي نظري سريع كلمات خفيفة تُظهرُ لكم مَن هم أهلُ الحق من غير أنْ ندخل بتفاصيل وأدلة وشروحات لأننا قبل أربع دروس تكلمنا عن حقية أهل السنة وأهمية علم التوحيد، الآن نظرة سريعة لتعرفوا من هم أهل الحق:
الوهابية مثلًا منذ كم طلعت؟ من 280 سنة مثلًا؟
حزب الإخوان جماعة سيد قطب طلعت من 70 سنة، في الخمسينيات؟
حزب التحرير جماعة تقيّ الدين النبهاني متى طلعوا؟ إلى الآن ما زالوا في بعض البلاد يؤسّسون عن جديد وينتشرون في ماليزيا وأندونوسيا وبالأردن وبلبنان لهم وجود وللأسف أعطوا رخصة صار لهم حزب أو مؤسسة رسمية مع أنهم يدعون إلى تكفير الحكام والذين يحكمون بالقانون يدعونَ إلى عقائد كفرية كتكذيب المشيئة في القضاء والقدر فهم في مسئلة المشيئة على عقيدة المعتزلة ويروْنَ أنّه إنْ لم يوجَد خليفة لا يوجَد إسلام، يعني المسلمون كفار عندهم، والحكام الذين يحكمون اليوم من المسلمين بالقانون كفار، لأنّ أحد خلفائِهم بإنكلترا قال في خطبة الجمعة “لا إسلامَ بدونِ خلافة” هذه الكلمة لوحدِها كافية لتعرفوا أنهم ضُلّال.
الرسول قال [بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ] هل فيها الخليفة؟ هم جعلوا أركان الإسلام ستة على زعمِهم، انظروا للأسف أعطوهم رخصة.
انظروا إلى المودودية إلى جماعة أبي يعلى المودودي الذي أخذ من أفكاره التكفيرية سيد قطب، انظروا إلى البهائية يعتقدون أنّ اللهَ حلّ في شخص يسمّونَه بهاء الله على زعمِهم، انظروا إلى جماعة غلام أحمد القادياني الذين يعتقدون النبوة في زعمائهم، كل هؤلاء الذين ذكرناهم الآن وغيرهم وغيرهم ظهروا الآن، أبعد فرقة منهم ظهرت يمكن من 280 سنة لكنْ أهل السنة والجماعة عقيدتُهم بدأت بالنبي، نتكلم في هذه الأمة وإلا فكل المسلمين في الأمم السابقة أخذوا من الأنبياء.
فانظروا امتداد عقيدة أهل السنة إلى النبي الصحابة التابعين أتباع التابعين وهكذا إلى يومِنا هذا، كم يكون كل هؤلاء بالنسبة لأهل السنة والجماعة؟
اليوم أليس يقال في بعض الإحصائيات الجديدة صار عدد المسلمين 2 مليار؟ بعضُهم يقول مليار ونصف وشىء بعضهم يقول 2 مليار.
كل هؤلاء الذين ذكرناهم وكل فرق الضلال الذين حولهم ومعهم كم يطلع عددهم بالنسبة لأهل السنة والجماعة؟
فمن الذي على حق؟ ومن الذي جاء بالحق؟ ومن الذي سندُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويرجع دليلُه إلى القرآن والسنة والإجماع؟ هم أهلُ السنة والجماعة الأشاعرة والماتريدية.
هذه النظرة السريعة والتقرير السريع يُظهر لكم مَن هم أهل السنة والجماعة أنهم أهل الحق الذين مدحهم القرآن والسنة والإجماع.
إذا واحد قال لا هؤلاء جاءوا اكتشفوا الحقيقة وعرفوا الدين الصحيح قل له يا أحمق يا مغفل تكون كفّرتَ النبي والصحابة وكل مَن جاء من المسلمين قبل أنْ تقوم هذه الجماعات، وهل هذا يقولُه عاقل؟ هل هذا يقوله مسلم؟
فالحق مع أهل السنة والحق مع أهل السنة الأشاعرة والماتريدية.
عرفتم ما معنى العقيدة؟ يعني العقيدة السنّية التنزيه والتوحيد وأنّ اللهَ ليس كميةً ليس حجمًا ليس جسمًا منزَّه عن الانتقال والكون في الجهات والأماكن أو أنْ يكونَ في مكانٍ واحد أو في كلّ الأماكن، هذا كلّه مستحيل على الله.
أما الأنبياء من آدم إلى محمد جاءوا بالإسلام وأنه لا دينَ مقبول عند الله أو صحيح أو سماوي إلا الإسلام، هذا معنى العقيدة الإسلامية التوحيد ومعرفة الأحكام، أعطيتُ مثالًا قبل البارحة عن الأحكام وتكلمنا عن بعض الأحكام وبعض المسائل وتكلمنا في قضية المسعى وفي بعض المسائل التي تتعلق بالطهارة بالغسل بالصلاة.
فإذًا لا بد للإنسان الذي يريد النجاة والحق أنْ يكون على عقيدة أهل السنة والجماعة منْ حيثُ الاعتقاد ومن حيثُ الأحكام الفروع العملية).
*اغتنموا هذا الفراغ اغتنموا شبابَكم لتحصيلِ هذا الذخرِ العظيم وإياكم والغفلةَ بالتنعم وتعلّقِ الهممِ بتكثير المال فإنّ ذلك حجابٌ قاطعٌ لكم عن اتخاذِ هذا الذخر العظيم.
(حجاب: يعني معنوي يصير الإنسان قلبُه متعلق بالدنيا كيف يجمّع المال، مثل الإنسان الذي عنده غرفة يشتغل ثلاثين سنة يصير عنده بيت، يقول أزوّجُ ابني فيعمل ليزوّج ابنه لأنه يريد بيتًا ثانيًا، وهكذا للثالث، ويجهّز لابنتِه، هذا يحتاج لصرف العمر وصرف الوقت والزمن بتحصيل المال والدنيا والعمل للدنيا.
واحد مثلًا اشتغل وجمع 60 ألف دولار ليُجهّزَ ابنتَه، واحد مثلًا صالون بيته 60 ألف دولار، هذا حاصل، واحد آخر يقول كيف أترك ابني بلا جامعة فيشتغل ثلاثين أو اربعين سنة ليتخرج ابنه فيصير بحاجة لعيادة أو مكتب هندسي، يشتغل ويشتغل ويقول أريد تزويجَه، يضيع العمر يصير الأب تحت التراب والابن ينسى أبوه وما زال يشتغل غرق في الدنيا قسى قلبُه صار عنده حجاب معنوي في قسوة القلب عن الترقي في مقامات الجنة.
أنا لا أطعن ولا أذم فيمن يجمع بين الأمرين بالحلال يشتغل مع المحافظة على الدين والطاعات والواجبات لا مانع لكنْ كلامُنا في الذم فيمن يضيّع الفرائض فيمَن يخسر الآخرة، كلامُنا عن هذا، أما مَن جمع بين الأمرين لا بأس بدون أنْ يضيّع الفرائض اشتغل بالحلال هذا لا بأس عليه.
والأصل هي قناعة النفس، ورد في الحديث الصحيح [ما قلّ وكفى خيرٌ مما كثُرَ وألهى] يجمع يجمع يقول أريد أيضًا، يموت ويصير في القبر وكان يريد، ترك الدنيا وراح هو وعملهُ.
والحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم [ليس الغنى عن كثرةِ العرَض ولكنّ الغنى غنى النفس]
تذكرون ماذا قلت لكم في قصة سليمان عليه السلام مع الفلاح لما مر في الفضاء وتحملهُم الريح على البساط قال واحد مزارع: ما أعظم ما أوتيَ آلَ داود!!!
سيدنا سليمان في الفضاء والفلاح في الأرض، سمعه سيدنا سليمان الريح حملت هذه الكلمة إلى أذن سليمان عليه السلام، أمر الريح أن أبطئي وانزلي بنا نزلت، جاء عند الفلاح، مع أنه كان يوجد على هذا البساط نحو ستمائة ألف من الجنود والقادة والأتباع، وربما يكونون أكثر في بعض المرات وربما أقل، حتى الخيول والقدور التي تكون على النار يُطبَخ لهم وهم في الفضاء، أيّ طائرة تستطيع أنْ تعمل هذا في هذا الزمان؟
إيتوا لي بكل عضلات الصين وعضلات أميركا وروسيا والدول كلها معهم يعملوا طائرة مكشوفة يطيرون بها كما كان سليمان يطير في الفضاء على هذا البساط على زعمِهم، لا يستطيعون، ولا يقدرون على تحريكها بدون موتورات، بعض منهم مع ما يسمى القمر الاصطناعي والطائرات وكل يوم تسمع الطائرة نزلت في الوادي غرقت في البحر انفجرت احترقت، هذا مع الموتورات الأصلية وموتورات الاحتياط، ويسمون أنفسهم دول عظمى.
نزل سيدنا سليمان بكل هذا الموكب على البساط والفلاح يعمل في أرضه، مع كل هذا الموكب العظيم الذي نزل إلى الأرض زرعُ هذا الفلاح لم يتحرك، جاء سيدنا سليمان لعند هذا المزارع قال له: لتسبيحةٌ واحدةٌ يقبلُها اللهُ منك خيرٌ لك من الدنيا وما فيها، يعني لا تعلّق قلبك بما لا تقدر على تحصيلِه، هل تستطيعون أن تحصّلوا على كل الدنيا؟ لا والله، لو صرتم أغنياء لكن تتمنون أكثر ولا تحصّلون كل ما تريدون من الدنيا.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم [ليس الغنى عن كثرةِ العرَض ولكنّ الغنى غنى النفس]
والحديث الأول [ما قلَّ وكفى خيرٌ مما كثُر وألْهى]
الذي لم يتعلم الفرض العيني ويتتبع الدنيا فقط ويركض وراءها كالصياد الذي يركض وراء الغزال والأسد يركض وراء الصياد وأنت راكض وراء الدنيا والدنيا تهرب منك والموتُ يطلبُك، اتّعظوا واعتبروا.
الغزال مثل الدنيا هي راكضة وأنت راكض وراءها هي تركض أمامك وأنت تركض وراءها، والصياد راكض خلف الغزال والأسد راكض خلف الصياد ليقتله وهكذا الأجل يطلبُك فتموت وأنت تركض وراء الدنيا والدنيا تهرب كما يهرب الغزال من الصياد.
صار عنده بيت يريد بيتين صار عنده بيتين يريد ثلاثة، صار عنده قصر يقول لك جاري عنده قصرين، صار عنده بناية يقول لك جاري عنده ثلاثة.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال [لو أنّ لابنِ آدمَ واديًا من ذهب لتمنّى الثاني ولا يملأ فاه ابن آدم إلا التراب ويتوبُ اللهُ على مَن تاب] لكن الأنبياء والأولياء لا يدخلون تحت هذا الحديث لأنّ الدنيا إذا جاءتهم تكون في أيديهم يُنفقونَها في البر والخير أما نحن فدخلت إلى قلوبِنا وعشعشت فيها وأكلتنا وبلَعتنا.
الرسول عليه الصلاة والسلام يحذِّرُنا [ما قل وكفى خيرٌ مما كثُرَ وألْهى]
في لحظة يموت ويصير تحت التراب ويأتيه منكر ونكير وقبل أن يموت يأتيه عزرائيل ماذا قدّمتَ ماذا قدّمتَ لنفسِك وأنا ماذا قدّمتُ لنفسي؟
إذًا فلْنتّعظ ولنعتبر، نبفى نعمل للدنيا ليلًا نهارًا هذا يعمل قسوة للقلب حجاب معنوي.
يُحكى أنّ صيادًا ينزل كل يوم باكرًا بعد أن يصلي الفجر يطلع له عدد قليل من السمك يبيع منه جزء ويأتي بحاجيات بيتِه وأهله والباقي يتصدق به على الفقراء، مرتاح مطمئن والرزق يأتيه. نزل يومًا من الأيام اصطاد سمكاته ورجع، رآه صيادًا يقول له إلى أين؟ يقول له حصّلتُ على رزقي اليوم، قال له: ارجع فتصطاد سمك أكثر، قال له: إذا رُزقتُ سمكًا أكثر ماذا يصير؟ قال له :تشتري قصبة، ويصير معك مال أكثر وتشتري شبكة ثم تشتري زورق ثم تحصّل سمكًا أكثر فتبيعهم فيصير معك مال بعدها تذهب فترتاح، قال له: أنا الآن ذاهب لأرتاح، هذه نتيجة القناعة.
ورد في حديث في إسناده ضعف [القناعة كنزٌ لا يفنى] يعني كأنه كنزٌ تنتفعُ به إلى آخر حياتِك، القناعة بالقليل الحلال من الرزق فيها سلامة الدين والدنيا والبدن والبال، لا يضعونَك على شاشات التلفزة لأنك سارق ولا يضعونَك وجهك على الحائط وضهرك للكاميرا وللشاشة وعالأخبار، لا يضعونَ لك رموز اسمك حرامي وسارق، لا يضعونَك في سجن في غرفة متر بمتر ونصف مع 17 شخص غيرك مع السارقين ونحوهم، مرتاح لا يفضح نفسهَ لا في الدنيا ولا يتعذب في الآخرة على السرقة، رضيَ قَنِع سلّمَ، القناعة بالقليل الحلال من الرزق فيها سلامة الدين والدنيا والبدن والبال، إياك أنْ تمدّ يدك للحرام بحجة أنْ تغنى أو ترتاح، الآخرةُ أمامكَ والقبرُ أمامك، واذكروا هذه الأحاديث وصياد السمك واذكروا الصياد والغزال والأسد لنعتبر ونتّعظ، لا تبقَ تنظر إلى فوق بل انظر إلى قبرِك إلى تحت إلى الحفرة لتعتبر وتتّعظ).
*وقال رضي الله عنه: سكراتُ الموت هو أشدُّ ألمٍ يذوقُه الإنسانُ في هذه الحياة الدنيا.
(مرادُه الألم، سكرات الموت يعني الإنسان عندما يُحتضَر ويعاني من سكرات الموت يجد آلامًا شديدة صعبة جدا جدا جدا، بعض الناس يمكن لا يخطر في بالِهم أنّ الأنبياء والأولياء والصالحين يشدَّد عليهم عند الموت، هذا ليس انتقامًا منهم وليس لهَوانِهم على الله حاشى، وهذا ليس كعذاب القبر لا، في القبر لا يصيبُهم أدنى عذاب ولا نكد ولا هم ولا غم بل فرح وسعادة كما تكلمنا، أما قبل أنْ يموتوا في سكرات الموت يُشدّد عليهم وتكون هذه آخر ساعات ولحظات في الدنيا فيفرحون فيها بالصبر مع مقامات عالية وحسنات وثواب ونعيم وأجر لذلك اللهُ يُنزّل عليهم هذه المشقات والآلام في سكرات الموت لأنه يحبّهم ليس ينتقم منهم بل رفعةً لهم في مقاماتِهم هذا فوزٌ وزيادة في الحسنات وليس لهوانِهم على الله.
فسكرات الموت صعبة جدا، الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أفضل خلق الله وأعظم خلق الله وأشرف خلق الله وأطهر خلق الله وأعلى العالمين مقامًا ورتبةً وشأنًا وشرفًا وجاهًا وكرامةً ومنزلةً صلى الله عليه وسلم كان يقول [إنّ للموتِ لسكرات اللهم أعني على سكرات الموت] ويضع يده الشريفة في كوب ماء، يغمس يده الشريفة في الماء ويمسح على وجهه ويدعو [اللهم أعني على سكرات الموت إنّ للموت سكرات] فهذا لترتفع مقاماتُهم وتُعظَّم وتُكثَّر لهم الحسنات لذلك يُشدَّد عليهم في الدنيا، هنيئًا لمن كان من الأتقياء والصلَحاء لأنه بذلك يرتفع وينتفع ويحصّل الأجر العظيم قبل الموت).
*هو سكرةُ الموت ألمُه كألفِ ضربةٍ بسيف.
(تخيّلوا أنتم ضربة واحدة بالسيف أحيانًا بعض الأشخاص بضربة واحدة يُقطَع إلى قطعتين أو يطير رأسُه عن جسده أو تُقطع يده مثلًا أو تدخل هذه الحديدة من بطنه وتخرج من ظهره، أشد من ألف ضربة بسيف ليس ضربة واحدة معناه كم يُشدد عليهم عند الموت؟)
*لكن تلك الساعةَ الإنسانُ كأنّ مفاصلَه تنْحلّ
(تسترخي، أحيانًا بعضُهم لا يستطيع أنْ يقول لابنه أريد ماء أريد أنْ أشرب لا يستطيع أنْ يقول لأولاده سامحوني، فمن كان واقعًا في الذنوب والمعاصي والمظالم مع زوجتِه مع أولاده مع جيرانه مع إخوانه الآن ليستسمح قبل أنْ يصل إلى سكرات الموت.
يا إخواني بعضهم في سكرات الموت بعضهم لا يستطيع أنْ يقول لمَن ظلمَهم سامحوني الآن استعجلوا إنْ كان مع الأبوين مع الزوجة مع الأولاد أو الزوجة مع زوجِها أو الزوجة مع أولادها أو الزوج مع زوجتِه، يعني مَن كان ظلم الناس الآن ليستسمح، بعض الناس بسبب شدة آلام سكرات الموت أعصابُه تسترخي مفاصله كأنه انحلّت لا يستطيع أن يقول كلمة سامحني، الآن عجّلوا.
وأنا أقول لكل إخواني وأحبابي واصحابي مَن كان حصل مني إيذاء له لو بكلمة إن كان عن طريق عمدٍ مني وكان فيها إيذاء لأي مسلم من المسلمين أنا أطلب منه المسامحة وأرجوه أنْ يسامحني لأننا لا نقوى على عذاب الله، الآن المسامحة سهلة أنْ تقول لمَن ظلمتَه سامحني هذا سهل، ماذا سينقص منك؟ عين أو أذن أو يد؟ أما في الآخرة ماذا ستفعل؟ في مواقف القيامة ماذا ستفعل؟ وإذا كان القصاصُ يوم القيامة بالحسنات والسيئات ماذا ستفعل؟
أما الآن قل لمن أذيته سامحني وتتوب إلى الله تُقلع تعزم في قلبك أنك لا تعود لهذا الظلم لهذا الإيذاء الذي حصل منك عمدًا لهذا المسلم، لذلك أرجو من كل مَنْ حصل مني إيذاء له أنْ يسامحَني الآن قبل الموت لأننا في لحظة قد نموت، أما عند الموت بعض الناس كلمة سامحنى وأريد ماء لا يقدر عليها، كلمة صلوا عليّ صلاة الجنازة لا يقدر عليها).
*كأنها ليست متصلةً بعضَها مع بعض
(يعني المفاصل والأعضاء من شدة آلام سكرات الموت)
*واللسانُ يرتبط أغلبُ الناس لا يتكلمون لا يستطيعون أن يتكلموا من شدة الألم تتفكك أجسامُهم ثم لا يُساعدُه جسمُه على التجوّل في البيت
(لا يتكلمون معناه حتى بالاستغفار حتى بالنطق بالشهادتين بذكر الله بقراءة القرآن إلا أنّ ثمّةَ أناس اللهُ يمكّنُهم من ذلك، يعني بعض الناس يبقى لسانه منطلقًا بقراءة القرآن بالذكر بالتسبيح بالصلاة على النبي بالاستغفار بذكر النبي صلى الله عليه وسلم أو بالمدائح النبوية الصحيحة الشريفة،، بعض الناس يبقى يشتغل في هذا عند سكرات الموت لكن هذا قليل بالنسبة لأكثر الناس.
بعض الأولياء والصلحاء كانوا يقرأون القرآن عند الموت كهذا الولي الصالح الإمام الجليل العالم العابد الذي كان من أئمة السلف رضي الله عنه وأرضاه الحسن بن حيّ وهو يموت كان يقرأ القرآن وقرأ هذه الآية {أولئك مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيين والصديقين والشهدآءِ والصالحين وحسُنَ أولئكَ رفيقًا}-سورة النساء/69- قال له أخوه يا أخي تقرأ قراءةَ تلاوة أم ماذا؟ قال لا يا أخي إني أرى الجنة وأرى الحورَ العين، وهو يموت في آخر لحظاتِه ويرى الملائكة يبشرونَه.
كان هو وأمه وأخوه يقومون الليلَ كلّه من بعد العشاء إلى الفجر، لما ماتت أمه أخذ هو وأخوه الحصة التي كانت تقرأُها، انظروا كيف كان حالُهم، ثم لما مات هو أخوه صار يقوم كل الليل يقرأ الحصص الثلاثة.
الله عز وجل أعطاهم هذه النعم والبشائر، الله يقول في القرآن الكريم {إنّ الذين قالوا ربُّنا الله ثم استقاموا تتنزّلُ عليهم الملآئكة أنْ لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}-سورة فصلت/30-
هؤلاء الأتقياء والأولياء والصلحاء بعضُهم عند الموت يرى خمسمائة ملَك من ملائكة الرحمة يقعدون منه على مدى حوله وأمامه وجوههم كالشموس والأقمار يشع منها النور يضحكون إليه يراهم يمتلىء فرحًا وأنسًا وسرورًا وسعادة واطمئنًانًا، هذا للأتقياء ليس لكل الناس، هذا للصلحاء والأولياء ليس للعامة.
وبعض الأولياء يذكرون الله وهو يموت يشتغل بالتهليل، لكن هذا قليل نُدرة بالنسبة لأكثر الناس عند الموت مفاصلُهم كأنها تنحل أعصابُهم تسترخي فلا يقدرون على النطق بلا إله إلا الله ولا بالاستغفار ولا أن يقول لابنه سامحني أو صلوا عليّ صلاة الجنازة أو لا تنوحوا علي أو لا تشتغلوا بالندب.
لذلك أنتم أوصوا بالخيرات والخروج من المظالم قبل أنْ تموتوا وأنتم في صحة قبل أن تصلوا إلى سكرات الموت، الآن كل واحد يوصي بما يريد من الخيرات أن تُفعل له عند الموت وبعد الموت وإنْ كانت مظالم ليخرج منها ويتوب ويستسمح قبل أن يصل إلى سكرات الموت).
*وقال رضي الله عنه: المؤمنُ يموتُ بعرق الجبين، الميتُ الذي يعرقُ جبينُه عند الموت هذا علامةُ خير يظهرُ عرقٌ هنا وهنا ليس الجبهة.
(ويظهر أحيانا العرق مع اصفرار وهذا أيضا من العلامات الحسنة للميت المسلم، أما انتفاخ الأنف وخروج تلك السوائل منه أو أنْ تخرج الرغوة من فمِه مع صديد وقيح فهذه العلامات لا تدلّ ما يدل الموت بعرق الجبين والاصفرار، تلك العلامات الموت بعرق الجبين والاصفرار هذا يدل على حسن حال الميت لأنه عند الموت يصير عنده حياء من الله عز وجل يخاف من الله ويستحي أنه عصى الله، فهذا المؤمن يرحمه الله ويغفر له فيصير يتصبب عرقًا وأحيانًا يكون في الشتاء في البرد أو في الغرفة المكيفة فيصير العرق عند جبينِه الأيمن والأيسر ليس على الجبهة فهذه علامةُ خيرٍ له، كذلك الاصفرار الذي يظهر عليه، نسأل اللهَ النجاة والسلامة وحسن الختام لنا ولكم بحرمة وكرامةِ وجهِ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم وبحرمة القرآن العظيم وبحرمةِ وجود كل الأنبياء والملائكة والأقطاب والأغواث والصلحاء والأخيار والأطهار، نسأل اللهَ تعالى أنْ يغفر لنا وأن يرزقَنا التقوى والصلاح والولاية في الدنيا والكرامة في الآخرة وأن يرزقنَا أنواعًا من الشهادات وأن يحسن ختامنا وأنْ يُخرجَنا من الدنيا سالمين مسلمين راضٍ عنا سبحانه وتعالى وأنْ يحفظَنا من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن أهوال القيامة، نسأله سبحانه أنْ نكون ممن يأخذون كتابَهم من أمامِهم فيقولون هآؤُم اقرءوا كتابيَه، نسألهُ سبحانه أنْ يجعلنا على منابر من نور في ظل العرش ءامنين مطمئنين فرحين مسرورين نسأله سبحانه أنْ يجعلَنا في أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقًا
والحمد لله رب العالمين