مجلس كتاب “سمعت الشيخ يقول” -95
أهمية علم التوحيد والعقيدة وتنزيه الله عن مشابهة المخلوقين
بسم الله الرحمن الرحيم
قال فضيلة الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني حفظه الله تعالى وغفر له ولوالديه
من الناس مَن يروّجون للكفر والضلال لا يستحون ويروّجون لما يكذّب الإسلام وما هو تكذيبٌ للقرآن، بعض المواقع فيها ما فيه تكذيبٌ لله والقرآن، بعض أدعياء العلم الذين يدّعون أنّهم يكتشفون أشياء جديدة في القرآن مما يؤدي إلى الطعن في القرآن على زعمِهم أو التناقض فيه بزعمِهم أو أنّ ما وصل إليه كل علماء الأمة من النبي إلى اليوم بزعمِهم لم ينتبهوا له، هذا الإنسان الله أعلم مَنْ وراءَه والله أعلم بمرادِه، الله أعلم مَن دفعَه ليطعنَ في الدين والإسلام ليُكذّبَ القرآن ليوسوسَ لشياطينِه ولأتباعِه بأنّ القرآنَ فيه تناقضات أو يُنكر عذاب القبر أو يشبّه اللهَ تعالى بالحجر أو بالجسم المتماسك، هذا لا شىءَ له في الإسلام ولا نصيبَ له من الإيمان وإنْ كان له مواقع وفضائيات تستقبلهُ وتعمل له لقاءات ومحاضرات كل هؤلاء في ميزان الشريعة لا شىء، بل يجب التحذير منهم.
وأنتم في المقابل عندما تروّجونَ لعلمِ أهل السنة والجماعة وتشجّعون على نشر علم أهل السنة وتروّجون لعقيدةِ النبي صلى الله عليه وسلم وعقيدة الأشاعرة والماتريدية فأنتم على خيرٍ عظيم على هدى على نور على بركة، أنتم تدعونَ الناسَ إلى الخير ترشدونَ الناس إلى السعادة إلى الرشاد بتحصيلِهم علم أهل السنة والجماعة.
لذلك لا تبخلوا على أنفسِكم بأنْ تروّجوا لهذا العلم وأنْ تدعوا الناس لحضور هذا المجلس لأنكم تحصّلون من الأجر أكثر وتساهمونَ في نشر العلم والتوحيد والعقيدة الأحكام الصحيحة.
فأنتم كلما ساهمتم كلما أعطيتم كلما اجتهدتم كلما بذلتم من الجهد بحيثُ تُخبرون الناس تدعونَهم تشجعونَهم لحضور هذا المجلس فالثواب لكم أكبر، ثم إذا عملتم على نشر هذا المجلس وعلى توزيعِه للناس بعد ذلك أيضًا الثواب يُضاعَف والبركةُ والأجرُ أعظم، فلا تبخلوا على أنفسكم.
الواحد قاعد قاعد ليصرف الوقت فيما ينفعه، بدل أنْ تجلس على التلفزيون وأحيانًا بعض الناس يصرفون الأوقات ربما في الغيبة والنميمة والكلام المحرّم، بل تعالوا لنشتغلَ بالعلم.
أنت الآن إن كنتَ تستطيع أن تدعو عشرة ليحضرا معك إنْ كان بصفحتك بموقعِك أو أنْ تعطيهم كيف يدخلون إلى هذه الصفحة الآن أو أنْ تحضر مائة أو أكثر أو أنْ تحوّل الدرس إلى موقعِك وفيه ألف شخص تخيّل كم يكون لك أجر، بدل أنْ تحضر لوحدكَ هذا الدرس صار معك ألف شخص يحضرونه، أنتَ كنت سببًا لهم لتعلّم هذا الخير.
إذًا حضورًا ودعوةً وجلبًا وتشجيعًا للناسِ على الحضور ثم بعد ذلك نشرًا وتعميمًا لهذه المجالس على الغير ليَعمَّ الخير على الغير لتُحصِّلوا الخير والثواب والبركة والأجر.
*قال الشيخ الإمام الهرري رضي الله عنه وأرضاه: في هذه الدنيا أخذ زادًا عظيمًا أما مَن فاتَه ذلك فهو على خطرٍ الذي مات منْ غير أن يعرفَ اللهَ ومن غيرِ أن يؤمنَ بنبيِّه هذا ليس له شىءٌ في الآخرة إلا النكدَ والعذاب.
)إخواني وأخواتي أعزّكم الله أكرمكم الله حفظكم الله رعاكم الله ختم لي ولكم بالحسنى أراكم نبيَّه صلى الله عليه وسلم الآن عندنا موضوع جد مهم في غاية الأهمية وهو أنّ الشيخ رحمه الله ورضي عنه يبيّن لنا أنّ مَنْ كان تزوّدَ بالتقوى من الدنيا وأخذ الزاد من الدنيا للآخرة ربح ربحًا عظيمًا واستفاد ونجا، وقد تكلّمنا عن التقوى ومعناها وما للأتقياءِ من الفوز في القبر وفي الآخرة، لكن الآن شق آخر من الموضوع قال رضي الله عنه إنّ الذي خرج من الدنيا ولا يعرف الله ولا يعرف الرسول صلى الله عليه وسلم هذا ليس له شىءٌ في الآخرة إلا النكد والعذاب، يعني شىءٌ خطير.
كم وكم من الناس اليوم يعيشون على الجهل ويموتون على الجهل ماذا يظنون؟ أنهم اكتفَوا أنْ وُلِدوا في عائلةٍ إسلامية.
بعض الناس عندهم كأنه مجرد تقليد عادي أنّ جدّه شيخ وجدته حاجة ترقي الأولاد وهو اكتفى، لا.
إذا جدك أكل وشبع أنتَ تكون شبعتَ؟ لا، إذا جدتك توضأت وصلت تكون أنت توضأت وصليت؟ لا، إذا والدك تعلّم الفرض العيني أنتَ تكون تعلمتَه؟ لا، إذا كانت أمك حجت تكون أنت حججت؟ لا، إذًا انتبه لا تفتخر بأعمال غيرِك من الأعمال والعبادات وأنت عنها بعيد لا تؤدي الفرائض.
إذا كان جدك تقي صالح وأنت شقيٌّ فاجر هل لك أن تقول لي جدك أين وأنت أين؟ لا تنظر إلى مَن في عائلتِك من الأتقياء إلى الأصفياء، لا تنظر إلى مَن حولَك من العلماء.
أنت انتبه حصّل أنت الفرض العيني واعمل به وهذا يُحتاج فيه إلى الأخذ عن العلماء، وأعظم وأكبر ما ينبغي الاعتناءُ به والاهتمام له هو التوحيد والإيمان والإسلام والتنزيه، لذلك قال مَن خرج من الدنيا وهو لا يعرف الله هذا ماذا يكون فعل؟ خسرَ الدنيا والآخرة، لو كان في الدنيا معه ما يسمى سبع شهادات عالمية إذا كان في كل فن تخصص فيه وعمل دكتور وأستاذ دكتور لكن لم يحصّل معرفة الله لم يحصّل الإيمان بالله عز وجل ما عرف التوحيد ولا عرف الإيمان ولا الإسلام ماذا تنفعُه كل شهادات الدنيا وماذا ينفعُه إذا كان أهله من الصلحاء الأخيار وهو إلى الآن بعدُ لا يعرف التوحيد.
لو قال أحدهم لماذا يا شيخ تتكلمون كثيرًا في هذا الموضوع؟ كلكم على نفس الوتيرة في الأعراس في الأتراح في الأفراح في المناسبات في الخطب في المحاضرات في مواقع التواصل تتكلمون في التوحيد، نحن الآن تقريبًا قاربْنا الوصول إلى مائة مجلس في هذا الكتاب لاحظوا كم موضوع تكلّمنا من فن وعلم وقضية من تفسير الآيات وشروح الأحاديث والطهارة والصلاة في البيوع في الأخلاقيات في الآداب في السلوك في تراجم الأولياء والأنبياء في المعجزات في الكرامات وفي العقيدة، أينما ذهبنا وأينما رحنا نرجع إلى العقيدة لأنها هي الأصل والأساس، نرجع للتوحيد.
واحد من أحبابنا من الطيبين في إنكلترا صار مفرّغ وكاتب من دروس مجالس سمعت الشيخ ثلاث مجلدات.
الإنسان المتعطش للعمل يأخذ يكتب يسمع ينقل إلى غيره مع الأمانة، ونركّز على التوحيد لأنه الأصل.
هل هناك أحدًا يسأم ويضجر من قراءة قل هو اللهُ أحد؟ يمكن كل يوم في كل صلاة أو في أكثر الصلوات المسلمون يقرأونها من أولِها لأخرِها توحيد وعقيدة، معظَم آيات القرآن توحيد وعقيدة وتنزيه وأدلة وردود.
ثم اسمعوا إلى الأذان الشريف المبارك العظيم الذي يدعو إلى الإسلام والطاعات والفلاح والنجاح والخير إلى تعظيم وتمجيد وتوحيد الله ويدعو إلى الوضوء والصلاة وإلى طريق الجنة، كم مرة نسمع الأذان في اليوم وفيه توحيد ودعوة إلى التوحيد؟ من يسأم من هذا؟ وهكذا علم التوحيد.
علم التوحيد والعقيدة والتنزيه هو تعظيمٌ لربِّ العالمين، هناك أولياء صالحون في اليوم يعمل سبعين ألف تهليلة وهي توحيد.
علّمَنا شيخنا رحمه الله أّنه في الماضي كانوا يبدأونَ للمبتدئين في اليوم ب12 ألف تهليلة، الشيخ رحمه الله وهو يدرّس يشتغل بالتهليل بين الجملة والجملة والذين يعرفون الشيخ وعاشروه وكانوا يقعدون قريبًا منه يسمعون كيف بين الجملة والثانية يشتغل بالتهليل، يقول الجملة ثم يقول أعِد هذه الفترة يكون هو يشتغل بالذكر يرجع يأخذ الكلام ويُعطي جملة جديدة نكون نبلّغ وراءَه وهو يشتغل بالذكر، علّمنا أنّ المبتدىء عند المشايخ 12 ألف تهليلة كل يوم وهذا توحيد، مَن يسأم من التوحيد إلا الكافر؟ مَن يقرأ التوحيد ويتضجر وينزعج ويسأم منه إلا الكافر؟ هذا تعظيم لله، لو اشتغلنا ليلًا نهارًا بالتوحيد شرف وعز تعظيمٌ وتقديسٌ لرب العالمين.
مرةً من المرات كان شيخنا رحمه الله جالسًا منشغلًا فيما أظن في التأليف والعلم نظر إلى أحد الشباب الصغار، انظروا الذكاء والأسلوب والتسليك والتعليم والحرص على الوقت سأله الشيخ يا فلان كم تهليلة تستطيع أن تعمل في الدقيقة؟ رأيتم الذكاء؟
قال له أخونا لا أعرف، قال له: انظر جرّب، معناه بدل أنْ يمضي هذا الوقت بلا فائدة اشتغل بالتهليل والذكر.
الرسول عليه الصلاة والسلام الذي هو أشرف خلق الله أشرف العالمين مَن رتب الشرف والشأن والعظمة والمنزلة ما لم يبلغه مخلوقٌ قط لا بلغَه مخلوق ولن يصل إليه مخلوق، أعلى رتبة للخلق والعالمين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال [لا يزالُ لسانُك رطبًا بذكرِ الله]
وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين مَن كانت بحرًا في العلوم رضي الله عنها وأمدّنا بأمدادِها ولعنةُ اللهِ على مُبغضيها، قالت عن رسول الله “كان يذكر اللهَ على كل أحيانِه” قائمًا قاعدًا ماشيًا جالسًا للطعام مضطجعًا بين الصحابة بين الناس، يذكر اللهَ في كل أحوالِه.
إذًا يا إخواننا التوحيد تعظيمٌ لله، عظمةُ اللهِ أنه لا يشبه شيئًا من خلقِه، هو الإله الذي لا شبيه له ولا مثيل.
أحكي لكم عن فوائد أسرار التوحيد وعن فوائد أسرار العقيدة يقول مولانا الشيخ رحمه الله وهذا سمعته منه مباشرة وهذا مرّ معنا في الكتاب وسيمر معنا بعد وذكرناه في الدروس والخُطب قال الذي يعطي درسًا في التوحيد قد يأخذ معه ربع أو نصف ساعة إذا كنتَ تريد أن توسّع وتفصّل في بعض القضايا، قد يأخذ منك عشر دقائق على حسب الحال والمصلحة وحسب ما ترجو من الطالب أن يسمع، يقول رحمه الله إعطاءُ درس في العقيدة أو في الأحكام الضرورية أفضل من صلاة مائة ألف ركعة من صلاة السنة، ويقول الشيخ: مَن علّم هذه الأسطر الأربعة تعرفونَها أو تذكرونَها كانت على اللوح الأخضر الذي كان في بيت الشيخ وصُوِّرَ وصار في بعض البيوت والمراكز والآن انتقل إلى مقام الشيخ رحمه الله كل الزوار يروْن هذا اللوح.
هذا اللوح الأخضر عليه فوائد قول سيدنا علي وقول الغوث الرفاعي وبيت من الشعر وتعريف الحجم وكلام الطحاوي وفوائد، يقول مولانا تدريس هذه الأسطر الأربعة التي هي في العقيدة الطحاوية التي قالها الحافظ الإمام الطحاوي رحمه الله وهي “تعالى –يعني الله- عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ولا تحويه الجهاتُ الستُّ كسائرِ المُتبدَعات ومن وصف اللهَ بمعنًى من معاني البشر فقد كفر” هذه الأسطر يقول الشيخ مَنْ علّمها بمعناها الصحيح له ثواب أكثر من مائة ألف ركعة من صلاة السنة وأفضل من حجّ وعمرةِ النفل.
الذين يذهبون اليوم لأجل حج أو عمرة النفل كم يدفعون من الأموال؟ وكم يستغرقون وقتًا وجهدًا وسفرًا واقتحام المخاطر والشمس والتعب والزحمة، تعليم هذه الأسطر الأربعة كم يأخذ من الوقت ليس فيه دفع مال، هذه الأسطر الأربعة تدرّسها أينما وصلت وأينما قعدتَ بكل مَن اجتمعتَ به، تقول له هل تعرف ما قال الطحاوي رحمه الله؟ وتذكر له هذه الكلمات “تعالى يعني الله تقدّس تنزه الله منزّه عن كلّ صفات النقصان، لا مشابهةَ بينَه وبين خلقِه يعني الله لا يشبه شيئًا لا من الأحجام ولا من الأجسام ولا من المخلوقين بالمرة، عن الغايات أي النهايات الأطراف، والحدود الكمية لها حد إنْ كانت صغيرة أو وسط أو كبيرة كل كمية لها حد أكبر المخلوقات حجمًا العرش له كمية وحد ومساحة مسافة، تعالى يعني الله عن الحدود والغايات والأركان أي الجوانب مثلًا الغرفة لها أربع زوايا هذه أركان الغرفة أو أركان القاعة أو المسجد أو المصلى أو ما شابه، والأعضاء هي الجوارج الكبيرة كالرأس يقال له عضو اليد الجارحة يقال لها عضو الرجل الجارحة يقال لها عضو، والأدوات الأجزاء الصغيرة مثل الأنامل أو اللهاة قطعة اللحم المتدلية في آخر الحلق هذه التي تراها عندما تفتح فمك على المرآة ترى قطعة لحم متدلية هذه يقال لها لهاة أو حتى الأضراس أو اللسان هذه أجزاء صغيرة، لا تحويه الجهاتُ الستُّ كسائر المبتدعات، الجهات الست هي فوق تحت أمام خلف يمين ويسار، إذا طلعت في الطائرة تكون محاطًا بست جهات، إذا نزلتَ بالغواصة في قاموس البحر ست جهات تحاصرُك، إذا طلعت على الجبل أو نزلتَ الوادي إذا اختبأت في المصعد إذا نزلت تحت الغطاء تحاصرُك ست جهات، أينما ذهبت أو طلعت أو نزلت، هذه الجهات الست تحاصر المخلوقات اللهُ خالقها والمخلوقات التي تحاصرُها الجهات الست الله خالقُها، تعالى تقدّس تنزه عن الحدود والغايات والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات كسائر المُبتدعات، المُبتدعات يعني المخلوقات الحادثات العوالم هذا كله معناه المخلوقات، بديعُ السموات والأرض الله الذي أبدع الكون والعالم وكل هذه المخلوقات خالقُها هو الله لا يشبهُها، موجِدُها هو الله لا يحتاج إليها، الذي أحدثَها لا يسكنُ فيها ولا يسكن في ضمنِها، كيف يكون فيها أو يسكنها وهو الذي أوجدها؟ يعني كان قبلَها، إذا قلت العرش أو السماء أو الفضاء أو هذه الأرض أو الجنة أو الكعبة أو قلوب الأولياء أو أجساد الأنبياء أو أجسام الملائكة كل هذه العوالم كل هذه الأماكن والجهات والمخلوقات الله أوجدَها يعني كان قبلَها لا فيها ولا في بعضِها ولا في شىء منها لأنّه لو كان فيها كيف يكونُ خالقًا لها؟ يعني على زعمِهم والعياذ بالله تعالى هو خلق نفسَه أيضًا هذا كفر على كفر، فإذا قيل لا لم يكن فيها خلقَها ثم صار فيها، يقال إذًا هو متغيّر بزعمكم والتغيّر أكبر علامات الحدوث، هذه قاعدة احفظوها وتُغنيكم عن مجلدات، إذا قال لك لم يكن في السماء ثم صار فيها لم يكن قاعدًا على العرش ثم قعد لم يكن حالًّا في الأجسام ثم حلّ يعني يتغير والتغيّر أكبر علامات الحدوث، يقول لك لا خلقها فصار فيها، يعني تغيّر والمتغير مخلوق والمخلوقُ لا يخلق.
لو كان متغيّرًا كمية جسمًا شكلًا كيفية قاعدًا جالسا حالًّا لكان مخلوقًا والمخلوقُ لا يخلق، والعالمُ موجودٌ بالحس والمشاهدة فمُوجدُه لا يشبهُه.
بطريقةٍ أخرى يقال لهذا المشبّه المجسم الذي ينسب إلى الله التغير أو الجهة أو القعود أو الجلوس في الأماكن أو الأشخاص يقال له إما أنْ تقول إنه مخلوق كما أنّ هذا المكان مخلوق وهذا كفر ونحن لا نطلب منه أن يقول ذلك ولا نحثّه على ذلك إنما نحن الآن نقول في معرض التبكيت وإخراسِه وإسكاتِه، فإنْ قال هو مخلوق كما أنّ المكان مخلوق ليكونَ فيه فقد كفر بالله لأنه جعل اللهَ مخلوقًا ضعيفا محتاجًا عاجزًا مُخصَّص بمخصِّصٍ له، يعني جعل مَن خصصَه بالوجود ثم بالتغيّر هذا كفر وضلال، يعني جعله مجعولًا لجاعل جعله مخصَّصًا من مخصِّصٍ أن يكون في الجسم أو في المكان وهذا من أبشع الكفر، فإذا قال لا أنا لا أقول هذا لكنْ يبقى عنده أن يكون المكان أزلي أو الشخص أزلي ليكونَ الله فيه فيُقال له وبهذا كفرتَ لأنك بهذا جعلت مع الله شركاء في الأزلية والله يقول في سورة الحديد {هو الأولُ والآخر}-سورة الحديد/3-
وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم [اللهم أنت الأولُ فليس قبلك شىء] وأجمعت الأمة على أنّ اللهَ أزلي، الإمام أبو الحسن الأشعري نقل الإجماع على صفة القِدَم أي الأزلية، كذلك أبو منصور البغدادي والحافظ الزبيدي كل هؤلاء نقلوا الإجماع على أنّ اللهَ أزلي وعلى صفة القِدَم أي الأزلية.
الذي يقول المكان أزلي مع الله ليكون الله في المكان جعل لله شركاء في الأزلية فبهذا هو مشركٌ بالله لأنه كذّب اللهَ وجعل له شركاء، وكذّب الرسول وجعل لله شركاء فلا يكون من المسلمين.
هذه الأسطر الأربعة الحلوة الجميلة الرائعة النافعة المفيدة التي هي أغلى من الجواهر والماس واليواقيت احفظوها وحفّظوها لأبنائِكم وهذا اللوح الذي كلّمتكم عنه في مقام الشيخ موجود على بعض المواقع اسحبوه على بعض الكرتون وعلّقوه في البيت في الصالونات وغرفة الجلوس واقرأوه كل يوم مراجعةً وحفظًا للعلم وتعليمًا للضيوف والزوار قل للضيف تستطيع أنْ تقرأ هذه الأسطر الأربعة؟ فيقرأها وأنت تشرح له، أو تقول له تعرف هذا اللوح أين كان وببيتِ مَن كان والآن أين موجود؟
عندك مدخل جميل وملاطفة ومسايرة للضيوف تعطيهم درسًا بالتوحيد مع الفوائد الأخرى التي على اللوح.
هذا اللوح فيه فوائد كثيرة وعظيمة وينبغي أنْ تحفظوا منه هذه الكلمات والأسطر التي قلناها وشرحناها لتعمَّ الفائدة، هذا اللوح الشيخ رحمه الله رحمة واسعة كلّ ما دخل ضيف أو زائر يقول له قرأتَ الذي على اللوح؟ يقول لا، فيقول له الشيخ اقرأه، وأحيانًا الشيخ كان يقول لأحد الشباب اقرأ بصوتٍ مرتفع فيبدأ الشاب يقرأ “تعالى –يعني الله- عن الحدود” يُوقِفُه الشيخ فيشرح، يُكمِل الشاب قراءة الشيخ يشرح.
إذًا انظروا هذه الأسطر شرحْناها بسلاسة بليونة هكذا ينبغي أن لا يسأم من علم التوحيد.
ثم قلتُ لكم عن أسرار وفوائد وأجر وثواب علم التوحيد وفي إعطائه وأذكرُ لكم مِنْ جملة ما حصل لنا في تكرار هذه الدروس والعقيدة أنا مرةً كنتُ خطيبًا في مسجد في لبنان وكان مكتظًّا بالناس في منطقة شعبية وفيه ناس كثُر كبارًا وصغارًا وشبابًا تكلّمتُ نحو ثلث ساعة في التوحيد في العقيدة شرح بعض الآيات، نزلتُ، بعدَما نزلتُ وصليتُ واللهِ لا زلتُ جالسًا في المحراب بعدُ لم أقم ولم أخرج من المسجد شاب يمكن عمره 14 سنة جاء لعندي لم ينتظرْني حتى ألتفت قال لي: يا شيخ قبل أنْ أسمعكَ تتكلم في التوحيد والعقيدة والتنزيه وأنّ اللهَ لا يشبهُنا قال أنا كنتُ أعتقد أنّ اللهَ تعالى في المئذنة يحلُّ فيها، بعض الناس صرّحَ أنّ اللهَ يحُلُّ في الكعبة، وبعض الناس هو قال لي قال لما كنتُ في بيروت قبل أنْ أتعلم من جماعة الشيخ في ألمانيا قال كنت أرى الغيوم فأظنّ أنّ هذه الغيوم هي الله وكنتُ أرفع يدي وأدعو قال في بيروت ما تعلمتُ في ألمانيا تعرّفتُ إلى جماعة الشيخ ودرستُ التوحيد والعقيدةَ عندَهم فعرَفتُ الصواب، بعض الناس هنا في لبنان وفي سوريا والأردن نشأوا على عقائد هي من عقائد اليهود والنصارى بعضُهم يقول والعياذ بالله ابن الله وبنت الله امرأة الله، بعضُهم يقول في الشوارع أفعل كذا وكذا بامرأة الله والعياذ بالله، انظروا إلى بشاعة وقذارة وحقارةِ هذا الكفر، هذا هنا كان منتشرًا بعضُهم ينسب الفرج والعضو لله وبعضُهم يقول عن المطر الذي ينزل بولُه ويقولون بال علينا وبعضُهم يصرّح مع ذكر لفظ الجلالة، هذا هنا سمعناه وغيري سمع والكثير سمع.
واحدة حكت لي من أهل بلودان والزبداني عن قريبتِها قالت كانت بزعمِها تتهجد في الليل وهي كبيرة ومسنة، قال سمعناها تقول يا كذا وتنسب الفرج العورة إلى الله، قالت فقلت لها يا عمتي هذا كفر هذا تشبيه لله بخلقِه اللهُ ليس كمثلِه شىء، قالت هذه العجوز التي بزعمِهما تتهجد في الليل وتقرأ القرآن وتشتغل بالذكر قالت لها: أليس له هذا الشىء؟ والعياذ بالله، هذا سمعته من هذه المرأة ومن أخيها حكى لشيخنا الشيخ نزار حلبي ولشيخنا الشيخ عبد الله وأنا أعرفُهم زرتُهم هناك في بلودان والزبداني.
بعض الناس والعياذ بالله هنا في بعض المناطق اللبنانية بعض الناس كان يقول ذلك، حتى لا يقول قائل لماذا تقول الزبداني بلودان، بل في بيروت بعض الناس كانوا يتلفظون بالكفريات الصريحة والعياذ بالله تعالى.
إذًا لم التوحيد والعقيدة هو الأساس، هذا الشاب إن مات وهو يعتقد الكفر والتشبيه وأنّ الله يحلّ في المئذنة أيُّ كفرٍ هذا؟
وذاك الذي قال لطبيب أسنان كنتُ أعتقد أنّ الله على سطح الكعبة في هوائِها، وبعضُهم يعتقد أنّ اللهَ داخلَ الكعبة وبعضهم يعتقد أنّ اللهَ هو هذه الغيوم وبعضُهم يعتقد أنّ الله يسكن السماء أو يجلس على العرش وهؤلاء منهم مَن يدّعون العلم وأنهم أئمة وعلماء وهم يسبونَ اللهَ يشتمونه يكذّبونَه يشبّهونَه بخلقِه، واللهُ تعالى لا شبيه ولا مثيلَ له، فمَن كان عائشًا في هذه الدنيا على الجهل في أمور الدين والعقيدة لا يعرف الله لا يعرف التوحيد والتنزيه يشبّه الله بخلقِه ولو بصفةٍ واحدة ومات على ذلك لو عنده سبعون شهادة دنيوية لا تنفعُه في القبر ولا في الآخرة ولا يتجرأ يقول لمنكر ونكير معي شهادة من السوربون، ولا من الجامعة الأميركية، ولا يخطر ببالِه ولا يذكرُها إنما يُسأل عن الشهادتين لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله عن اعتقاد هذه الكلمة العظيمة المباركة، أن يثبت عليها ويخلُص من كل الكفريات عن هذا يُسأل، من ربُّك ما دينُك مَن نبيُّك ماذا كنتَ تقول في هذا الرجل محمد، عن هذا يُسأل في القبر ليس عن شهادة تخصص فرنسي أدب إنكليزي هندسة ديكور هندسة مدنية معمارية طب شرايين الدماغ تخصص بشرايين القلب تخصص في العين، كل هذا لا يُسأل عنه في القبر، يُسأل عن الإيمان بالله ورسوله عن لا إله إلا الله محمد رسول الله.
الأمس رأيت مقطع فيديو يُحزِن القلب ويبكيه الواحد يتأسف مذيع نزل على الشارع طلاب جامعات وشباب كبار وعمال وشابات يقول لهم ولهن ما هي أركان الإسلام، اذكروا لنا أول ركن، قال له واحد أنا ما درست دين، والثاني يقول له لا أعلم، والآخر يقول له لا تسألني، وأحدهم يقول اسأل غيري، شىءٌ يؤسف.
اسألوهم عن مقياس حذاء لاعب الكرة الفلاني يجيبونَكم فورًا، عن قياس سرواله وماركة الساعة والشامبو وما شابه الخاص بهذا اللاعب يجيبونَكم، أما لا إله إلا الله محمد رسولُ الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان لا يعرفونَهم، شباب وشابات شىء يُبكي القلب يُحزِن يُتأسّف له، انظروا هذا الذي يريده منا الكفار والدول أنّ أبناء المسلمين يصيرون بعيدين عن الشريعة والعلم وينشأ جيل بعد جيل بعد جيل لا يعرفون التوحيد ولا الأركان ولا الصلاة ولا الوضوء ولا الغسل من الجنابة، رأيتم الخطر أين؟
في الثمانينات بدأ الناس يهاجرون إلى بلاد الغرب بعض البلاد قالوا للمهاجرين، كان الشيخ يقول لهم لا تذهبوا مَنْ وجدَ في بيروت خبزًا ولبنًا ومخدة من قش وسقف يبيتُ تحتَه كأنه ملك الدنيا، هذه النتيجة التي يحصل عليها الملِك أليس ينام تحت سقف أليس ينام على المخدة؟ أليس شبِعَ؟ أكل خروفًا محشيا وذاك أكل خبز ولبن، النتيجة أنه شبع، قال الشيخ كأنه ملكَ الدنيا، ماذا تريد أيضًا؟
الشيخ عبد الله إمام المسلمين ذكي ينظر بنور الله يرى لبعيد من الثمانينات قال لهم لا تذهبوا بأولادكم سيتغيرون سيأخذونَهم منكم لم يردّوا على الشيخ، باعوا بيوتَهم وعفشَهم واقترضوا وراحوا يظنون أنهم سيقطفون المال من الشجر وفي الشارع وعلى الرصيف، أخذوا أولادهم وذهبوا من أولادهم مَن طلعوا زناة وأولاد مخدرات وسرقة وعصابات واحتيال وغضب واغتصاب فسَدوا.
أنا كنت في منطقة في الغرب حكت لي امرأة صاحبة البيت قالت جاءت ابنُنا من المدرسة رأى والدَه يصلّي قال لها ماما ماذا يفعل أبي؟ قالت له يصلي، فهجم على والدِه وصار يدفشُه قال ما هيك بصلّوا، ثم عمل على نفسِه إشارة التصليب وقال هكذا يصلّون، اليوم كم يوجد بنات لا يعرفن آباءَهم أين هم، يضعونَهم في هايم يشجعونَهن على الفساد ويضعونَه لهن ممرضات يخدمنهن لخدمة الولد، أما إذا تزوجت وعمرها ستة عشر عاما يقولون على زعمهم حقوق الأطفال حقوق البهائم حقوق الحمير أما إذا عربدوا وزنوا يشجعونهم ويعطونهم جوائز، إذا تزوجت بولي أمر وشهود وتوجد مصلحة لها وتنستر وزوجها يحبها ويكرمها يعملونَ محاكمة لوالدِها على زعمِهم يقولون اغتصاب، لعنة الله عليهم، يقولون على زعمِهم انتهاك حقوق الطفولة 16 سنة تكون قادرة على الزواج لا نقول تنضر وتتأذى، أما يكون عمرها 10 سنوات وتطلع من المدرسة حبلى وتجيب ولد لأمها بدل أنْ تحمل شهادة المدرسة تحمل ولدًا على يدِها من الزنا، هذه يشجعونها ويعطونها جائزة وممرضة تخدمها وتخدم الولد، فسَدوا ضاعوا، بعض الأولاد والآباء.
آخر مرة كنت في بلد غربي من نحو ثلاث سنوات ونصف فقط في مدينة واحدة في يوم واحد بلغني 16 عائلة والعياذ بالله تنصّروا، صار يوزّعونَ لهم للشباب المهاجرين ما يُستعمَل للزنا ويُعطوهم بونات ليزنوا ويعطوهم أكل وتلفون وبيت، خراب دمار هلاك.
هذه الدنيا ومفاسدها، الشيخ كان يقول لهم لا تسافروا لأجل أبنائكم لأجل أولادكم وبعدها صار الشيخ رحمه الله يدور عليهم من بلد لبلد، ذهب إلى فرنسا إلى سويسرا إلى السويد الدنمارك هولندا إلى بلاد كثيرة ألمانيا النمسا إسبانيا يدور على الجاليات العربية والإسلامية يدرّسهم التوحيد والعقيدة والأحكام ويدور من قرية إلى قرية ومن مدينة إلى مدينة في اليوم الواحد كان يعطي أحيانًا أربع مجالس كبيرة غير الصغيرة التي كانت في البيوت، لكنْ للأسف بعض الناس همّهم الدنيا لا يسألون،
شباب وشابات خريجو جامعات لا يعرفون معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله.
لا يعرفون أنْ يقولوا أصل الإسلام؟
أنا مرة سمعتُ امرأة كفرَت والعياذ بالله تعالى تكلمتُ معها ونصحتُها واللهِ يا إخواني قلتُ لها تشهدي قالت إي، تشهدي تقول إي، في الآخر أنا قلتُ في نفسي لعلها لا تعرف ما معنى تشهدي، رأيتم في أيّ زمن نعيش؟ وبعض الحمقى المغفلين يعترضون علينا لماذا لا زلنا ندرّس توحيد وعقيدة.
إلى الآن إلى اليوم يأتي إلى المساجد والدروس مَن لا يعرف التوحيد، في الدروس في الخطب هناك جُدد غُرُب بعضُهم لم يسمع عن التوحيد، اليوم كانت الخطبة عن الصبر أدخلتُ فيها التوحيد والعقيدة والثبات على الإسلام مع أنها كلها قريب 13 دقيقة لكن هناك حاجة ضرورة، قلت للمرأة التي لا تعرف ما معنى تشهدي: يا فلانة هذا الكلام الذي قلتيه كفر عليك أنْ تتشهدي لتعودي للإسلام يعني تقولين لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله، تفاجأت، صرتُ أقول وهي تعيد وهي أكبر مني في السن وهذا هنا في شوارع بيروت، الآن تغيّر حالُها وصارت تحضر المجالس والحمد لله.
فإذًا يا إخواني مهم مهم مهم أنْ لا نترك مجلسًا من المجالس إلا ونتكلم فيه في التوحيد والعقيدة ومعرفة الرسول وإلا فالخطرُ كبير وعظيم.
والحمد لله رب العالمين