السبت سبتمبر 7, 2024

مجلس كتاب “سمعت الشيخ يقول” -107

               تقديم الفرائض على النوافل ومعنى صلاة الفرض وصلاة النفل

قال فضيلة الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني غفر الله له ولوالديه

 

الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا محمدٍ طه النبيِّ الأميِّ الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاه

وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم وبارك وعظّم وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين ورضي الله عن جميع الأولياء والصالحين

 

*قال الإمام الهرري رضي الله عنه: إنّ اللهَ فرضَ فرائضَ كلّفَ عبادَه بها فمَن تركها فهو يستحقُّ العقوبة ومَن فعلها فله أجرٌ جزيل

)يستحق العقوبة  لأنه عصى ربَّه ربَّه وخالفَ أمرَ اللهِ تعالى هو مكلف هذا الرجل هذه المرأة والله تعالى فرض عليهم هذا الأمر، فهؤلاء تركوا هذا الفرض ضيّعوه أهملوه قصّروا فيه صاروا تاركين لهذا الفرض فخالفوا ما أمرَهم اللهُ به لذلك صاروا مستحقين لعقوبة الله لعذاب اللهِ تعالى لأنّ الفرض هو ما في فعلِه الثواب العظيم وفي تركِه العقاب، يعني يستحق هذا الإنسان المكلف الذي ترك الفرض العقاب(

 

*وشرعَ أعمالًا هي ليست فرائضَ على العباد إنما هي قُرباتٌ إلى الله عز وجل

)قرُبات إلى الله من غير الفرائض وإلا فالفرائض أيضًا قرُبات والفرائض هي أعظم القرُبات يُتقرَّب إلى الله بالفرائض أكثر مما يُتقرَّب إلى الله بالنوافل، هذه قرُبات وهذه قربات لكنْ هذه الفرائض فرض واجب فأمرُها مؤكّد في الإسلام والنوافل يعني السنن  في مقابل الفرض هذه السنن ليست فرائض ليست واجبات لكنْ هي قرُبات، وما معنى القربة إن كان الفرض أو النفل؟ هو ما يُتقرَّب به إلى الله.

وهنا المراد بالقرب أي القرب المعنويّ يعني هذا المسلم يطلب من الله الثواب والأجر بهذا العمل الصالح.

وأعظم وأفضل ما يتقرب به العبدُ  لربِّه الفرائض هي مقدّمة على كل النوافل لأنّ اللهَ قال في الحديث القدسي الصحيح [[وما تقرّبَ إليّ عبدي بشىءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه]] معناه عمل الفرائض يقرِّب إلى الله أكثر من النوافل، لكنْ الكامل في التعريف هو الذي يؤدي الواجبات ويجتنب المحرمات هذا صار تقيًّا فإذا زاد على ذلك شرطًا وهو الإكثارُ من نوافل الطاعات صار وليًّا، أما مَن كان تاركًا للفرائض وجاء بكلِّ النوافل هذا ممقوتٌ مخدوعٌ لعبَ به الشيطانُ وضحك عليه كبعض المشايخ يتركون الفرض ويشتغلون بالنوافل مثلًا إنكار المنكرات فرض، هو  في الأصل من فروض الكفاية لكنْ اليوم لأنّ اليوم الذين يُنكرون المنكرات قلّوا في العباد صاروا قلّة قليلة وهؤلاء المشايخ في البلاد وفي البساتين والجبال والقفار والوديان والمدن بلغَتهم هذه المنكرات وهم قادرون على الإنكار وتعيّنَ عليهم ما قاموا بهذا الفرض ولا وكّلوا غيرَهم صاروا تاركين للفرض، فهؤلاء لو صلَّوا في اليوم والليلة ألف ركعة من السنة أو اشتغلوا بمائة ألف تهليلة هؤلاء لعبَ بهم الشيطان ليس لأجل أنه ذكر الله لا، إنما لعب به الشيطان لأنه ترك الفرض، ومع تركِه للفرض لو أكثر من النوافل لا يصيرُ وليًّا ولو كان رُسمَ عند الناس أنه شيخُ طريقة أو أنه مسلّك مُرشد لكنْ هذا حالُه، هذا مخدوع لعبَ به الشيطانُ وضحك عليه، ترك الفرائض وأكثر من النوافل.

اعتراضُنا الآن نحن ليس على الذكر ليس على النفل ليس على صلاة التهجد إنما على تركِه للفرض، هو لو كان يفهم كان جاء بالفرائض وأكثر من النوافل لكن هو ضعيفُ الفهم ترك الفرائض وأكثر من النوافل، هذا عند الله ملعون.

لذلك الله عز وجل قال في الحديث القدسيّ [[وما تقرّبَ إليَّ عبدي بشىءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه]]

بعض المشايخ يفعلون ذلك؟ نعم، وغير هذا بعض المشايخ يتركون الصلاةَ المفروضة يكونون أحيانًا تعرفون في الأسفار مشقات وتعب وأحيانًا لا يوجد مكان للوضوء أو للخلاء فبزعمِه يترك الظهر والعصر والمغرب يصليها في الليل قبل الفجر في الفندق هذا شيخٌ فاسق بعمامة بلفة ملعون، فهذا لو كان في سفر الحج صار مثلُه كما قال بعض العلماء كمَن هدَم مصرًا وبنى قصرًا، ماذا يكون القصر بالنسبة للبلد؟ هذا الذي ترك الصلاةَ المفروضة ولو كان في سفر الحج مثلَهُ كمَن بنى قصرًا وهدم مصرًا بلدًا ليبنيَ قصرًا، هذا يكون ضررُه أعظمُ من نفعِه.

بعض المشايخ في الأسفار يتركون الصلوات هؤلاء صاروا فاسقين.

ليست العبرة بمسمى الشيخ بل العبرة بالتطبيق والالتزام العبرة بتقوى الله.

كم من المشايخ يأكلون الربا؟ شيخ ويأكل الربا ويعمل بالربا شيخ ملعون وهذا موجود، يكون يضع أموالَه بالبنك يشغّلها بالربا ويأكل عليها الربا، الله قال في القرآن {يآ أيها الذين آمنوا اتّقوا اللهَ وذروا ما بقيَ من الربا إنْ كنتم مؤمنين -يعني إن كنتم مؤمنين كاملين- فإنْ لم تفعلوا فأذَنوا بحربٍ من اللهِ ورسولِه}-سورة البقرة/278-

هذا الشيخ عليه حربٌ من الله عليه، حربٌ بينَه وبين الرسول، ومَن حاربَه الله قصَمه وأهلكَه ودمَّره.

خطيب جمعة وآكل الربا شيخ جامع وآكل الربا شيخ جامعة ويأكل الربا شيخ مدرسة ويأكل الربا شيخ فيس بوك ويأكل الربا شيخ تلفزيون ويأكل الربا وليست عبرة، العبرةُ بالتطبيق والالتزام، شيخ ملعون فاسد وحربٌ من الله عليه.

{وإنْ تبتُم فلكم رؤوسُ أموالِكم لا تَظلمونَ ولا تُظلَمون}-سورة البقرة/279- هذا القرآن، {وأحلَّ اللهُ البيعَ وحرَّم الربا}-سورة البقرة/275-

وورد في الحديث أنّ آكلَ الربا ومُوكِلَه ومَانعَ الزكاةِ ملعون، هذا ملعون عند الله لو كان يلبس ثلاث لفائف. لذلك كم وكم من الناس يتركون الفرائض، هذا الذي يترك الفرائض لو اشتغل بالسنن مائة سنة لا يصيرُ وليًّا، تارك الفرائض ويشتغل بالنوافل لا يصيرُ وليًّا، فاسقٌ ملعونٌ تارك للصلاة آكل للربا.

لذلك قال رحمه الله هناك قرُبات غير الفرائض، الفرائض هي أعلى رتبةً ثم قربات أخرى وهي النوافل المستحبات، هذه النوافل مَن جاء بها فخيرٌ ونعمة وبركة وثواب وأجر ونور وضياء ورحمة ومطلوب أما إنْ تركها فليس عليه عقاب عند الله.

العلماء في تعريف النفل يقولون ما في فعلِه ثواب وليس على تاركِه عقاب، يعني إذا عملَه له ثواب أجر وإنْ تركَه ليس عليه وزر أما الفرض هذا إنْ عملَه لو ثوابٌ عظيمٌ وإنْ تركَه فعليه عقاب، يعني ما بفعلِه الثواب وفي تركِه العقاب.

هذا الإنسان اشتغل بالسنن له أجر تركَها ليس عليه وزر، نحن  لا نقول اتركوا السنن لكنْ نقول أوّلًا أدّوا الفرائض لا تكونوا كالإنسان المغرور المُتَهَتِّك الذي يترك الفرائض ويشتغل فقط بالسنن، هذا لعب به الشيطان كما قلنا(

 

*مَن فعلَها له أجر ومَن تركَها ليس عليه عقاب.

)هذه القُربات غير الفرائض –يعني السنن- لما تقول سنة مندوب مستحب قربة غير الفرائض كل هذا في هذا المعنى فيه أجر فيه ثواب لكن إنْ تركتَها ليس عليك عقاب.

بعض المشايخ الشياطين الدجالين شىءٌ محزن أن نقول هذا شيخ عفريت وشيخ ظالم وشيخ ظالم وخائن، هؤلاء بعضُهم يقول نحن نكذب لنُرَغّب الناس في صلاة السنة فنقول قال رسول الله مَن لم يصلِّ سنتي ليس من أمتي، ما أجهلَه!!!! هذا صار عند الله فاسقًا ملعونًا ليُرغّبَ إنسانًا بصلاة السنة، هذا الغبي مثل إنسان في ظلمة ويوجد قطة تمر لأجل أنْ يضيءَ لها حرق أصابعَه وقميصَه الذي يلبسه، أحرقَ نفسَه وعرّضَ نفسَه للهلاك ليضىءَ للقطة هذا مريضٌ العقل والنفس، فيأتي ويكذّب ويفتري على الرسول صلى الله عليه وسلم ويكذب على دين الله وعلى شريعة الله ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن لم يصلِّ سنتي فليس من أمتي، أو يقول مَن لم يصلِّ سنتي لا تنلْه شفاعتي أو يقول من لم يصلِّ سنتي يأتي يومَ القيامة وليس على وجهِه مُزعةُ لحم، هذا ملعون ظالم مجرم فاسق كذب على الله وعلى رسولِ الله وكذب على الوحي وعلى الدين وعلى الشريعة وصار من الكافرين لأنه قال إنّ مَن لم يصلِّ السنة لا تنله شفاعة الرسول وهذا تكذيبٌ للرسول لأنّ الرسول قال [شفاعتي لأهلِ الكبائر من أمتي] رواه الترمذي، وتارك صلاة السنة ليس عليه لا كبيرة ولا صغيرة فكيف لا يشفع له الرسول؟

أنت كذّبتَ الرسول وكذّبت الشريعة، مَن هو الذي لا يشفع له الرسول بالمرة ولا تنالُه شفاعةُ الشفعاء؟ هو الكافر وأنت جعلتَ هذا المسلم كافرًا حُرِمَ من الشفاعةِ بزعمِك، الكافر هو الذي يُحرَم من الشفاعة، هذا مسلم ما ارتكبَ كبيرة ولا صغيرة كيف تقول الرسول قال لا أشفع له؟ إذًا أنت كذّبتَ الرسول وكذبت على رسول الله بما يُحرّف الدين فلذلك أنت صرتَ من الكافرين.

وهذه الأحاديث الثلاثة مكذوبة على الرسول وتخالف القرآن والقاعدة والمُجمَع عليه والأحاديث.

الله يقول في القرآن الكريم {إنّ الله لا يغفرُ أنْ يُشرَكَ به}-سورة النساء/116- هذا الكافر، كيف جعلتَ هذا المسلم كافرًا لا يُشفَعُ له يوم القيامة، هذا تكذيب للقرآن والرسول عليه الصلاة والسلام قال [شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي]

والإجماع على أنّ تاركَ صلاةِ السنة ليس عاصيًا فكيف أنت تفتري على الرسول والوحي والقرآن وعلى الشريعة؟ قال ليُرغّبَ الناس بصلاة السنة، يمكن لو كان أبو جهل موجودًا لضحك عليك، هؤلاء أدعياء مشيخة إنْ كان مشيخة طريقة أو مشيخة علم على زعمِهم، بعض هؤلاء على المنابر يقولون هذا الكلام، على منبر المسجد يكذبون على الله، على منبر الجمعة -كما يقال- يكذبون على رسول الله بل بعض الناس يكونون على منبر رسول الله يكذب على رسول الله، هذا شيخ؟ هذا شيطان عفريت بلفة، هذا شىءٌ مُخزي ومحزن.

تريد ترغيب الناس بصلاة السنة قل لهم ورد في الحديث الصحيح من حديث أم المؤمنين السيدة ميمونة رضي الله عنها أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال [مَن صلّى في اليومِ اثنتيْ عشرةَ ركعةً من غير الفريضةِ بنى اللهُ له بيتًا في الجنة]

ماذا تريد؟؟؟ أن تعملَ شريعةً على حسابِك؟ أن تعملَ دينًا جديدًا تؤلّفُه أنت؟ هذا دين جديد.

في دين الإسلام أنّ هذا المسلم ليس فاسقًا وليس عاصيًا وليس مرتكبًا للكبيرة ولا للصغيرة لأنه ترك السنة، فكيف تقول النبي لا يشفع له وهذا يكذّب الرسول ويكذّبُ شرعَ الرسولِ صلى الله عليه وسلم.

فإذًا لك أنْ تقول مَن توضّأ وصلّى ركعتين غفر اللهُ له، هناك أحاديث كثيرة تحثُّ على صلاة السنن [مَن صلى قبلَ العصرِ أربعًا غُفرَ له] [مَن صلى قبل الظهرِ أربعًا غُفرَ له]

قل لهم صلوا في اليوم مائة ركعة من السنة بدون أنْ تكذب على الرسول.

هذا صار شيخًا كافرًا شيطانًا ليس فقط مسلمًا عاصيًا أفتى بدون علم لأنه كذّب الرسول ومَن كذّبَ الرسولَ والقرآن كافرٌ بالإجماع، ومن كذّب الإسلام كافرٌ بالإجماع.

هذه الأحاديث الثلاثة مكذوبةٌ مُفتراةٌ مُفتعَلة مُختلَقة موضوعة الرسول ما قالها ولعنةُ الله على من افتراها على الرسول، لعناتُ اللهِ تترى على مَن افتراها وعلى مَن قال قال رسولُ الله في هذه الأحاديث المكذوبة، هؤلاء لو كانوا مشايخ وعلى المنابر يسمعوا هذا حكمُهم صاروا مكذّبين للإسلام لأنهم كذّبوا الشريعة والإجماع والحديث.

ثم الرسولُ صلى الله عليه وسلم كما  في صحيح البخاري وغيرِه من حديث ضِمام بن ثعلبة وعند غيره من طريق آخر قال أخبرني بما افترض اللهُ عليَّ من الصلاة فعلّمه شرائع الإسلام خمس صلوات في اليوم والليلة، في آخر الحديث ولّى الرجل وهو يحلف يُقسم بالله عز وجل يقول والذي بعثَك بالحق، وفي رواية للحديث والذي أكرمَك بالنبوة، قال لا أزيدُ على هذا ولا أَنقُصُ منه سألتزمُ الفرض، قال إنه لا يصلي السنة، الرسول ما قال له لن تنالكَ شفاعتي أو لستَ من أمتي أو تأتي يوم القيامة وليس على وجهِ مُزعةُ لحم، ما قال هذا بل قال أفلح الرجل إنْ صدق، كيف أفلح ولا تنله شفاعتي وكيف أفلح وليس من أمتي؟؟ وكيف أفلح ويأتي يوم القيامة وليس على وجهه مُزعةُ  لحم؟ ما هذا الكذب؟ هذه أحاديث مكذوبة تُعارض هذا الصحيح الذي في البخاري وتُعارض الآيات والأحاديث والإجماع.

ثم في رواية قال [دخل الجنةَ إن صدق] هذا الصحيح عند البخاري وعند غيرِه.

وهناك حديث آخر قال [خمسُ صلواتٍ كتبهنَّ اللهُ على العباد] أنتم جعلتموها عشرون؟ إذا ترك السنن الراتبة والضحى والوتر على زعمِكم كم صارت الفرائض؟ إن كان سيتركُها ليس من أمة النبي بزعمِكم ولا تناله شفاعة النبي ويأتي يومَ القيامة وليس على وجهِه قطعة لحم، على زعمِكم الفرائض صارت أربعين أو عشرين أو خمسة عشر؟ ما هو قولُكم بزعمِكم الفاسد؟

النبيُّ يقول [خمسُ صلواتٍ كتبهنّ اللهُ على العباد] أي فرضهن، والفرض ما بفعله الثواب وفي تركه العقاب، أنتم تقولون ترك السنة فعليه عقاب يعني جعلتم السنة فرضًا يعني حرّفتم الشريعة.

ثم إذا أردنا التكلم في المصطلح وفي التصحيح والتضعيف أليس التصحيحُ والتضعيف وظيفة الحفاظ؟ مَن من الحفاظ صحّح هذه الأحاديث الثلاثة المكذوبة؟ لا يوجد واحد ولا نصف واحد، أرونا على زعمكم، لأنها مخالفة لقواعد الدين والعقيدة والآيات والأحاديث والإجماع، هذا حديث البخاري [أفلح الرجل إنْ صدق] [دخل الجنةَ إنْ صدق] والحديث الآخر [خمسُ صلوات] وهذا أيضًا صحيح، ماذا تقولون؟

كيف يقول هؤلاء الجهلة الغوغاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يصل سنتي لا تنله شفاعتي، حاشا، الرسول ما قال هذا جعلوا النفلَ فريضة وجعلوا الخمس فرائض الله أعلم كم على زعمِهم خمسة عشر أو عشرين أو أكثر لأن النوافل كثيرة هناك النوافل الراتبة والنوافل المُطلَقة والتهجد وقيام الليل ماذا يقولون؟ أيّ نوافل مَن تركها لا تناله الشفاعة وليس من أمة محمد بزعمِكم؟ وهل هو كافر كي لا يكون من أمة محمد على زعمِكم؟ ما هذه الجهالة العريضة؟

رأيتم كيف نسفتم الدين وحرّفتم العقيدة والشريعة والآيات والأحاديث والإجماع وعملتم دينًا جديدًا أنتم ألّفتموه، يقول لنُرغبَ الناس بصلاة السنة، أنت لا تؤتَمن على دجاجة كيف تُؤتمَن على دين الله وأنت محرّف لدين الله؟

تريد تشجيعَ الناسَ على صلاة السنة ذكرتُ لك حديث السيدة ميمونة أم المؤمنين ماذا تريد أكثر من هذا؟

ورد الكثير في فضائل من صلى كذا من عمل كذا من النوافل تعال إليها إلى الأحاديث الصحيحة والثابتة، كل هذا ما ملأ عينك الفارغة جئت بأحاديث مكذوبة تكذّب الشريعة والدين والعقيدة والقواعد القرآنية والحديثية والإجماعية؟

الرسول عدوُّك أنت كذّبتَه وكذبتَ عليه، اعرف ما هو حالُك بعد هذا الحكم والأدلة، قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن [مَن يقل عليّ ما لم أقل فليَتبوّأ مقعدَه من النار] وهناك لفظ للحديث [مَن تعمّد عليّ الكذب فليتبوّأ مقعدَه من النار] وهناك لفظ [فليفترِشْ لنفسِه مكانًا في النار] يعني أنت تستحق أنْ تعذَّب في جهنم كذّبتَ الرسول وقلتَ إنه قال من لم يصل سنتي فليس من أمتي ولا تنالهُ شفاعتي، على أننا لا نقول في كلّ حديث مكذوب أنّ مَن قاله كفر إنما في الأحاديث المكذوبة التي معناها يكذّب الدين والقرآن والرسول هذا يكفر مَن قاله لأنه يكون نسب للرسول ما يكذّب الدين وما يكذّب الشريعة والقرآن، أما بعض الأحاديث المكذوبة الأخرى مَن قالها ولا تؤدي إلى هذا المعنى فهو فاسقٌ خبيثٌ ملعون لكنْ لم يصل إلى حد الكفر، أما الذي يستحل الكذب على الرسول كافر عند كل العلماء، هذه مسئلة ثالثة وتفصيل ثالث لأنه استحل الكذب على الرسول.

ثم الذي ورد في أنه يأتي يوم القيامة وليس على وجهه قطعة لحم ليس مَن ترك صلاة السنة إنما قال صلى الله عليه وسلم [مَن شحذَ وكذبَ يأتي يومَ القيامةِ وليس على وجهِه مُزعةُ لحم] يأتي ساقطًا لحمُ وجهه الذي يشحذ من الناس يستعطي يسأل يطلب وأحيانًا يحلف بالله للناس كذبًا يقول لهم والله العظيم صار لنا ثلاثة أيام في البيت ما عندنا طعام ولا خبز أو يقول والله العظيم ابني مريض ويموت ولا أقدر أن أجلبَ له الدواء أو تقول والله العظيم عندي أيتام وهي كاذبة هي تشحذ على رصيف وزوجها يشحذ على رصيف ثاني وتقول أرملة وعندي أيتام، مثل الذي يقول والله العظيم ليس معي ثمن الدواء لأمي التي تموت، يكذبون وفوق الكذب يحلفون بالله كذبًا ويأكلون أموالَ الناسِ بالباطل، هذا الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم [مَن شحذ وكذبَ يأتي يوم القيامة وليس على وجهِه مُزعةُ لحم] لأنّ هذه كبيرة يأكل أموال الناس بالباطل بالحرام وهم لا يرضَوْن لو علموا الحقيقة ولا تطيب نفوسُهم، وهؤلاء اليوم كثُر وقيل لنا إنّ بعض هؤلاء اتّخذوا الشحاذة مهنة صاروا يذهبون إلى بعض الناس لهم اسم معروف في البلد على زعمِهم يقول أنه يستأجر أولادًا صغارًا وبناتًا ويأتي ببنات شابات يُلبسهنّ السواد ويوزعونهم في الطرقات بين السيارات ولا سيما في رمضان، يأتي بعد العصر أو مساء يجمعهم يأخذ الغلّة ويعطيهم القليل ثم يوصلهم إلى المنطقة التي يعيشون فيها، صاروا يتفننون في الاحتيال وعلى زعمهم صارت مهنة الشحاذة ويكذبون على الناس وبعضُهم يكون قويًّا في التمثيل مثلًا تكون مارًّا في الطريق ترمي بنفسِها أمام السيارة وتبكي وتصرخ أولادي يموتون من الجوع الناسُ يعطونَها يتأثرون وهي كاذبة أو تشتغل مع هذا الخبيث وهم يكونون ميسورين مكتفين وأحيانًا لهم أزواج وآباء في الخيم وبناتُهم في الطرقات تشحذ وتكون سيارته بسبعين ألف دولار أوقفها قرب الخيمة ويقعد ويتناول الأركيلة، ميسورون وعندهم أموال يرسلون البنات والأولاد للشحادة ويكذبون وأحيانًا يعملون انتشارًا على البنايات أو في الشوارع كذبًا مع الحلف بالله على الكذب.

نحن لا نُسيء الظن بل نحسّن الظن بعباد الله وأنا لا أقول لكم عن واحدة بعينها أو واحد بعينه لا، أنا بالنسبة لي أحسّن الظن لكن أقول مَن يفعل هذا فهذا حكمُه أنا لا أقول لكم أن تُسيئوا الظن.

أنا مرةً رأيتُ شيخنا رضي الله عنه كنتُ معه في السيارة وصلنا إلى إشارة سير أضاءت حمراء، وقفت السيارة وجاء رجل مسن على العكاز لحيتُه بيضاء والظاهر أنه يعرج وقف على زجاج السيارة ومد يدَه، الشيخ رحمه الله وضع يدَه في جيبِه أنا قاعد قرب الشيخ في الخلف، السائق لم ينتبه مشى ومعنا واحد من إخواننَا يجلس أمامنا، الشيخ مد يده إلى جيبه ليعطي هذا العجوز الذي مدّ يدهَ كانت إشارة السير في الطريق على الأوتوستراد مشت السيارة الشيخ انزعج قال هذا الرجل الكبير ما أعطيناه، ثم وصلنا إلى البيت هذا الأخ الذي كان معنا في السيارة كان جالسًا في الأمام سأله الشيخ في البيت تعرف ذاك الرجل الذي مد يده قال نعم، وهذا أخونا الذي معنا هو شيخ ومن بيروت يعرف ذاك الرجل، قال له الشيخ رأيتَه عرفتَه قال نعم، الشيخ عبد الله رحمه الله أخرج مائة دولار قال له خذ واذهب إليه وأعطِه إياها.

هذا في الشارع تحسّن فيه الظن، أليس سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ونفعنا ببركاتهما وأمدّنا بمددهما، عبد الله بن عمر بن الخطاب كان بعض العبيد والأرقاء يعرفونَه رقيق القلب وتقي صالح يحب من الأرقّاء أنْ يتعبّدوا فكانوا يُكثرونَ من العبادة فإذا رآى رقيقًا يُكثر من العبادة والقيام والصيام عبد الله بن عمر يُعتقُه يحرّرُه وهكذا أعتق كثيرًا وحرّر كثيرًا فقيل له انتبه هؤلاء بعضُهم يخدعُك، قال مَن خدَعَنا بالله انخدَعْنا له، معناه مَن أظهر لنا سيرة حسنة نحن نحسّن به الظن هو يصلي لله يتعبد له أنا لم أطّلع على قلبه أنا أحسِّن به الظن قال انخدَعنا له بمعنى نحسن به الظن  ليس على معنى الخديعة التي هي ذم وقدح، أنا لا أقول لكم تسيئوا الظن بواحدٍ  ممن يستعطون في الشوارع لا، لكنْ أقول مَن كان حالُه أنه ليس محتاجًا وأنه يكذب ويجمع المال بالكذب ويحلف بالله كاذبًا هذا الذي ورد فيه الوعيد، قال صلى الله عليه وسلم [مَن شحذَ وكذبَ يأتي يوم القيامة وليس على وجهه مُزعةُ لحم] هذا ورد في الحديث لأنه يأكل أموال الناس بالباطل أما من لم يصل سنتي على زعم مشايخ الشياطين والعفاريت يقول يأتي يوم القيامة وليس على وجهِه قطعة لحم لأنه لم يصلِّ السنة هذا ما قاله الرسول، رأيتم كيف؟

فإذًا انتبهوا، نرغّب الناس بصلاة السنة نشجّع الناس على صلاة السنة ونصلي السنة لكنْ لا نكذب على الرسول.

لو واحد في كلّ عمره وحياته وعاش 337 سنة ومات وكان يؤدي الفرائض ويجتنب المحرمات ولم يصل ركعة واحدة من السنة ليس عليه عذاب في الآخرة، وأنت يا شيخ جاهل يا مَن تصلي في اليوم والليلة مائة ركعة سنة وجئت وافتريتَ على الرسول وقلتَ هذه الأحاديث الثلاثة المكذوبة أنت في جهنم وذاك في الجنة إن متّ على ذلك لأنك كذّبتَ الرسول وكذّبتَ شريعةَ الرسول.

فلا تُؤخذوا بالأشكال والمناظر يكذبون على الرسول يقول لأرغّب الناس في صلاة السنة حسبنا الله ونعم الوكيل ألا يسعُك أن ترَغِّبَ الناس بصلاة السنة بما ورد في الشرع؟ تريد أنْ تكذّب الشرع لترَغّبَ الناس بصلاة السنة؟

أمرُك عجيب قد يقال عملت كتلكَ التي تزني لتتصدق، أعوذ بالله العظيم ما هذه الحماقة؟ تكفر وتكذّب الشريعة لأجل أن تقول للناس صلوا السنة؟ أهلَكتَ نفسَك(

 

*قال: وهي أي ومن الفرائض الصلواتُ الخمس السبعةَ عشرةَ ركعة أما ما سوى السبعة عشرةَ ركعة فلا يُسألُ عنه الإنسانُ يوم القيامة

(يعني التي هي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح هذه الفرائض [خمسُ صلواتٍ كتبهنّ اللهُ على العباد] هذا هو)

 

*قال: لأنها ليست فرضًا (حتى الوتر القول الراجح المعتمد وقول الجمهور أنه سنةٌ مؤكدة فإذا قلتَ  لي عند الحنفية يقولون واجب أقول لك عندهم الواجب ليس هو الفرض الواجب عندهم أقل من الفرض لكن القول المعتمد والذي تؤيّدُه الأحاديث والذي عليه جماهيرُ العلماء أنها مستحبة ليست فرضًا حتى الوتر)

 

*ثم هذه السنن قسمٌ منها ذكرَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقسمٌ منها العلماءُ الصالحون أحدثوها لأنهم وجدوها متوافقةً للقرآنِ والحديث غيرَ مخالفة فمن ذلك عملُ المولدِ في شهر ربيعٍ الأول.

(هنا الآن انتقل رحمه الله من الكلام عن صلاة الفرض وصلاة النفل إلى معنى البدعة الحسنة إلى معنى السنة الحسنة يعني الذي أحدثَه أئمة علماء أتقياء من أهل الاجتهاد وهؤلاء لهم مستندٌ في الشريعة يعني الرسول صلى الله عليه وسلم أذِن لهم في ذلك كما في حديث مسلم قال صلى الله عليه وسلم [مَنْ سنّ في الإسلام سنةً حسنة فله أجرُها وأجرُ مَن عملَ بها بعدَه لا ينقُص من أجورِهم شىء[

هنا بدأ يتكلم عن السنة الحسنة على شكل أوسع بشكل أكثر مما تكلم فيه لأنه كان يتكلم عن الفرائض والنوافل من الصلوات الآن صار يتكلم عن البدعة الحسنة، يعني توسّع في المسئلة الآن(

 

*فمن ذلك عملُ المولدِ في شهرِ ربيعٍ الأول هذا أحدثَه ملِكٌ عالمٌ يقال له الملكُ المظفّر

)هذا الملك كان شهمًا شجاعًا بطلًا غازيًا سخيًّا جوادًا كريمًا محبًّا للعلم محبًّا للعبادات محبًّا للتصدّقِ على الناس والفقراء وكان يفك الأسرى من يد الأعاجم ويدفع الأموال الباهظة في ذلك وكان زوج أخت السلطان صلاح الدين الأيوبي يعني هذا ملك إربل هو ملكٌ عادل وكان صهر صلاح الدين الأيوبي زوج أختِه(

 

*يقالُ له الملكُ المظفرُ (هذا كان ملك إربل يعني في عراق العجم هذا من التركمان رحمه الله رحمة واسعة. حتى أحباب المشبهة المجسمة ابن كثير والذهبي مدحاه وقالا في فضله ومدحِه الكثير في البداية والنهاية وفي سيَر أعلام النبلاء)

 

*بعد أنْ مضى من تاريخ الهجرة النبوية نحو ستمائة سنة فوافقَه العلماءُ على ذلك

-(تقريبًا في 675 للهجرة)- لأنه ليس في ذلك ما يخالفُ القرآنَ والحديثَ

)الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ماذا يحصل فيه؟ قراءة القرآن، ذكرُ الله عز وجل قصائد زهدية مدائح نبوية وأحيانًا ملخص قصة المولد وقد يحصل ذكر جماعي حسب البلاد، ثم يوزَّع الطعام والشراب الحلال على الناس وكل هذا يدخل في أبواب الخيرات والله قال في القرآن {وافعلوا الخيرَ لعلكم تفلحون}-سورة الحج/77- هذا الذي يحصل في المولد، لكنْ هؤلاء المشبهة أعداءُ المولد الذين تبِعوا إبليس في بغض المولد، كما في كتب التاريخ أنّ إبليس يوم المولد رنّ رنةً عظيمةً عندما ولدَ الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد إبليس المشبهة والمجسمة الذين يضلّلون الأمة ويُبَدِّعونَها لأنها تحتفل بالمولد ويصرخون في المؤتمرات والاحتفالات في المحاضرات في القاعات على المنابر في المواقع في الفضائيات يصيحون في حربهم على المولد، فهم أتباع إبليس الذي رنّ رنةً عظيمةً عندما وُلد الرسول وهم إلى الآن يرِنّون ويصرخون بغضًا بالمولد كراهيةً بالمولد الشريف، فنقول لهم لماذا؟ يقولون كم يحصل في بعض البلاد كمصر من منكرات في المولد، هم يذهبون عند الجهال الذين مثلهم في بعض الأشياء وهؤلاء يكونون أخف من المشبهة في أشياء فيُحضرون صور فيديو لرجال ونساء يرقصون ويتضامون ويشربون الخمر وطبل وزمر وسعادين وقرود يقولون رأيت ماذا يفعلون في المولد؟ أقول لك لا ليس هكذا المولد وليس هكذا الاحتفال بالمولد هؤلاء جهال جهلُهم لا يُحسَب على المولد ولا على أهل المولد أهل السنة والجماعة أهل العلم إنما الذي يحصل في المولد هذا الذي قلتُه لكم قراءة قرآن ذكر الله الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قصائد زهدية مدائح نبوية موعظة دينية وهذا كله داخلٌ تحت الآية (وافعلوا الخيرَ لعلكم تفلحون)-سورة الحج/77-

أقول لك إذا كنت ستحتج بهؤلاء الجهلاء لتحكم على المولد وعلى أهل المولد بالتفسيق والتبديع فتنهى عن المولد بالكلية أقول لك تعال كم في المساجد من مؤذنين جهلاء يزيدون ويحرّفون ويبدّلون فهل ننهى عن أصل الأذان أم ننهى عن التحريف؟ أجيبوا، ننهى عن التحريف وليس عن أصل الأذان.

إذا جاء جاهل في مسجد من المساجد المشهورة في الدنيا وقال الله أكبار مدّ الباء حرّف المعنى والعياذ بالله صار المعنى قبيحًا فاسدًا فيه خطر وضرر على مَن يفهم المعنى، لنقل هذا المؤذن جاهل لا يفهم المعنى لكنّه حرّف المعنى هل نحرّم الأذان بالإطلاق ونهجم على أصل الأذان أم نعلّم هذا الجاهل وننهاه عن هذا الجهل ونوكّل مَن يفهم ويعرف في الأذان؟ وهكذا في المولد ننهى عن الجهل وننكر على الجاهلين وليس على عمل أصل المولد.

خطباء الجمعة كم فيهم من جهلاء وعندكم هذا موجود بل كل خطبائكم جهلاء، أنا أتكلم الآن مع المشبهة المجسمة كل خطبائكم في الأرض جهلاء تكفّرون أمة محمد تحرّمون التوسل والتبرك وتحرمون قراءة القرآن على الأموات المسلمين تتكلمون بالتشبيه وبالتجسيم وبتحريف معنى آيات القرآن فهل بسبب جهلكم العريض الذي ملأ الدنيا من شرقِها إلى غربِها نحرّم خطبة الجمعة من الأصل ونلغي خطب الجمعة ونلغي يوم الجمعة بسب جهلكم العريض؟ لا، إنما ننهى عن جهلِكم وننهى الجهلاء من الخطبة ولا نحارب خطبة الجمعة.

تعالوا إلى قرّاء القرآن كم يوجد في قراء القرآن من يزيد ويحرّف ليس في النغم فقط بل أحيانًا يزيد في الحروف لأجل النغم، في قراءة القرآن بعضهم يزيد حروفًا لأجل النغم وبعضُهم يحرّف في القراءة وبعضُهم يُنقِص وبعضهم يقول يوجد همس فيضع تاء مركبة على الكلمة، بسبب جهل هؤلاء الجهلاء هل نحرّم قراء ة القرآن بالإطلاق؟ هل ننهى عن  قراءة بالإطلاق؟ هل نمنع من قراءة القرآن بالإطلاق؟

أم نمنع جهل الجاهلين ونحذّر من زيادة الزائدين ومن تحريف المحرّفين؟ وهكذا في المولد نحذّر من تحريف المحرّفين وليس من أصل عمل المولد مثال:

كم في المصلين من لا يُحسن الصلاة فيزيد وينقص ويحرّف ويغيّر ويبدّل فهل نحرّم الصلاة بالإطلاق أم نقول لهذا الجاهل اتّقِ الله أفسدتَ صلاتكَ نقول لهذا الجاهل تركتَ ركعةً، نقول لهذا الجاهل ما صحّت الصلاة صلِّها على الوجه الصحيح، ماذا نفعل؟

مع المحرّفين في الصلاة هل نحرّم الصلاة من أصلِها وننهى عن الصلاة ونحارب الصلاة أم ننهى عن التحريف؟ بل ننهى عن تحريف المحرّفين في الصلاة.

مثلًا الجهول الذي على زعمِه في السفر يصلي المغرب ركعة ونصف على زعمِه يقصر صلاة المغرب، شىء عجيب، مثل هذا نقول له ما صحّت صلاتك واتّق الله وتب إلى الله وصلّ المغرب ثلاثًا وهي لا تُقصَر، نعلّمه أم نقول له اترك الصلاة الصلاة صارت محرّمة؟ نقول اتقِ الله صلّ المغرب ثلاثًا هي لا تُقصَر، لكن إذا جاء واحد قال له صارت الصلاة حرام وهي بدعة ومنكرة وضلالة ولا يُصلّى هذا صار كافرًا ويظنّ بنفسه ينهى عن تحريف المحرّفين صار ينهى عن الصلوات المفروضة ويعتبرُها ضلالة صار من الكافرين، رأيتم الفرق؟

وهكذا في تحريف المحرّفين في المولد وهكذا في الحج وهكذا في إخراج الزكاة وهكذا في كثير من الأعمال والعبادات يوجد محرّف، هذا المحرّف نمنعُه من التحريف وننهاه عنه ونعلمُه الصواب لكنْ لا نحرّم الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا الزكاة ولا قراءة القرآن ولا الأذان ولا خطبة الجمعة ولا صلاة الجماعة لأنّ هذه من الدين والدينُ شرعَها لكنْ ننهى عن تحريف المحرّفين.

وهكذا عملُ المولد ننهى عن التحريف وعن زوائد الزائدين المحرّفين الذين وقعوا في المنكرات وليس عن أصل الاحتفال في المولد النبوي الشريف، هذا مثل هذا فإذا أصرّيتم على الإنكار على أهل السنة في الاحتفال بالمولد فكل هذا الذي ذكرتُه ينطبق عليكم في بقية القضايا والمواضيع

                                       والحمد لله رب العالمين