الخميس ديسمبر 12, 2024

مجلس تلقي كتاب “سمعت الشيخ يقول” رقم (٥٢)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ طه الأمين وعلى آلِ بيتِه وصحابتِه ومَنْ تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين

صحيفة (190)

 

يقول الشيخ جميل حليم الحسيني حفظه الله تعالى

فضلُ تعليمِ علمِ أهلِ السنة

قال الإمام الهرري رضي الله عنه: العلمُ علمُ الدين دليلُ الفلاحِ والنجاح والنجاةِ في الآخرة وبه يُعلَمُ شكرُ اللهِ تعالى لأنّ شكرَ اللهِ تعالى هو طاعتُهُ أداءُ الواجباتِ واجتنابِ المحرّمات، هذا الشكر.

وقال رضي الله عنه: طلبُ الازديادِ منَ العلم دليلُ الفلاح ونشرُ علمِ الدينِ بين الناس أفضلُ مِنْ توزيعِ المالِ عليهم

(المال قد أنت تعطيه لإنسان فيصرفُهُ فيما لا فائدةَ فيه فيما لا خيرَ فيه، فيما لا مصلحةَ تعود عليه وعلى أهلِهِ، بل ربّما صرفَهُ على أمورٍ قد تضرُّهُ، أما أنتَ إنْ علّمتَه الدين قد تكون أنْقَذْتَهُ ثمّ هو يعلّم أهلَه يكون أنْقَذَهم ثم هم يعلّمونَ غيرَهم فيُنْقِذونَ غيرَهم.

وهذا ليس معناه أنّنا لا نساعد بالمال لا، ليس معناه أننا لا نعطي الفقير لا، ليس معناه أننا لا نعاون المحتاج لا، بل نعطي ونساعد بالمال والثياب والدواء والطعام والشراب ما استطعْنا، لكنْ هنا يكون أفضل يعني الثواب أعظم لأنك إنْ نشرْتَ التوحيد والعقيدة والإسلام وحذّرْتَ منَ الكفرِ والضلال فهذا الذي يكونُ سببًا للسعادةِ الأُخرَوية لِمَنْ ثبتَ عليه.

وهذا الكلام ليس معناه أنْ لا تساعدوا الفقراء لا، بل يجبُ إنقاذُ المسلمِ المضطر إنْ كان بالمال أو بالثياب أو بالطعام أو ما شابه وكان لا يُنقِذُه إلا هذا وليس شرطًا أنْ يكونَ منْ أرحامِكَ قدْ يكونُ هذا الإنسان غريبًا عنك وعنْ أهلِكَ وعن عائلتِك لكنّكَ إنْ لمْ تُعْطِهِ إنْ لم تُنْقِذْهُ يهلِك يموت مثلًا من الجوع من العطش منَ العُرِي منَ البرد لأنه مشرّد مثلًا في الشوارع، فهذا يجب إنقاذُهُ بلا شك، أليس الله يقول {والذين في أموالِهم حقٌّ معلوم* للسآئلِ والمحروم}[المعارج/٢٤-٢٥] وهذا يدخلُ فيه الزكوات الواجبة وأحيانًا غير الزكَوات، يعني زيادةً على الزكوات يجب على الأغنياء على الميسور أنْ يدفعَ منْ مالِهِ لإنقاذِ المضطرين ولسدِّ الضرورات، ومِنْ أعظمِ وأهم الضرورات إنقاذ الناس منَ الكفر والجهل فإنْ كان بالمال فبالمال أو باللباس أو بالطعام، تعطيهم تعلّمُهم الإسلام يدخلونَ فيه، تُعطيهم تعلّمُهم العقيدة تعلِّمهم الصلاة.

إذًا إنكارُ المنكرات هذا أحيانًا يُحتاج فيه للمال إنقاذ المضطرين يُحتاج فيه للمال.

انتبهوا لأجلِ أنْ لا يتقوّل متقوِّلٌ على شيخِنا رحمهُ الله ويقول انظروا يقولون لا تساعدوا الفقراء، نحنُ ما قلنا ولا الشيخ قال، يقول الشيخ تعليم الناس العقيدة التوحيد الأحكام الضروريات العقائد هذا أفضل، أمّا لو أكلَ المال ثم بعدَ قليل قعدَ لا علم ولا أنقذَ نفسَه بالمال أين الفائدة المَرجوّة؟

ونحنُ تربَّيْنا عند شيخِنا وكنا نرى منه العجائب في الكرم والسخاء والكرم والجود في سبيل الله. مِنْ صغرِنا منْ طفولتِنا كنا نرى منه العجَب وبعد ذلك إلى أنْ ماتَ رحمه الله.

مرة أنا كنتُ معه وكان مُنشغِلًا بالتأليف، كان بين يديه كتابًا يشتغلُ بتأليفِهِ ويريد أنْ يُرسِلَهُ إلى الطبع فقال لبعضِ إخوانِنا في ذلك اليوم (أنا كنت معه) اليوم اعتذروا لي منَ الزوار، انظروا البيت بيتُه والمجلس مجلسه وهو يعتذر، وكان أحيانًا يطلبُ بعض المصادر بعض المراجع أو شىء يحتاجُه نساعدُهُ فنحنُ نشتغل معه اتصل بعضُ الإخوة كلّمَني قال قل للشيخ يوجَد رجل ضرير جاء منْ خارج بيروت ويقول له حاجة ضرورية عند الشيخ، فأنا قلت له أليس الشيخ قال لكم اعتذروا وهو مُنشغِل بالتأليف كما تعرِفون؟ قال ماذا أفعل هذا رجل ضرير، قلتُ له انتظر، فدخلتُ على الشيخ وكلّمتُهُ، قلتُ له يا شيخَنا رجل ضرير جاء منْ مكانٍ بعيد ويقول له حاجة ضرورية عندكم، ماذا نفعل؟ فنظر الشيخ لحظات ترك الأوراق ترك الكتاب ترك التأليف ودخلَ إلى غرفتِهِ ثم جاء يُمسِكُ مالًا كثيرًا في يدِه قال لي لُفَّهُ في ورقة، انظروا لأجلِ أنْ لا يرى الناس، وهذه عادتُهُ كان، ففعلتُ، قال انزِلْ إليه سلِّمْ لي عليه وأعطِهِ هذا وقل له الشيخ يعتذرُ منك هو مُنشغِل، انظروا قضى حاجتَهُ وأعطاه الكثير وبطريقةٍ لطيفة مع الاعتذار.

وحالات كثيرة رأيْناها وكان أحيانًا يُنقِذُ بعض الناس منْ مشاكل مالية هم فيها منْ ضائقة منْ شدة هذا كنا نراه ونحنُ حضور معه في المجلس.

فإذًا لا يفتري كذّابٌ دجال فيقول ويحرّف كلام الشيخ انظروا لا تدفعوا المال للفقراء، لا الشيخ ما قال هذا ولا هو كان يفعل بل كان يعطي ويساعد ويعلّمُنا العطاء والبذل في سبيل الله، لكنْ هنا يقول أين الأفضل أين الأحسن تعليم الدين العقيدة التوحيد الأحكام الضروريات نعم، لأنّ الإنسان أحيانًا ربّما أخذ المال وصرفَهُ في ما يضرُّه، فليست المسئلة متوَقِّفة على عينِ المال إنما الأصلُ والأعظمُ والأنفعُ والأرْجَى للآخرة نفعًا دائمًا هو أنْ تعلِّمَ الناس والمضطر المحتاج تُعطيه بما تستطيعُهُ بما تقدر عليه)

وقال رضي الله عنه: بشرى عظيمة لِمَنْ يهتمُّ بأمرِ الدين هذا أفضل في هذا الزمن منْ بناء ألفِ مسجد لأنّ المسجدَ يكونُ عامرًا بالمصلّينَ الذين عقيدتُهم صحيحة أما المسجدُ الذي يَؤُمُّ فيه مَنْ عقيدتُهُ فاسدة منَ الوهابية أو منْ حزبِ التحرير أو منْ هؤلاء المتصوِّفةِ كالشاذليةِ اليَشرُطية

(هنا عندما قال الشيخ وهابية وقال عقيدتُهم فاسدة يعني الذين اعتقدوا هذه العقيدة، الشيخ لا يتكلم عمّن انتسبَ إليهم ولا يعرفُ عقائدَهم ولا يقول بها ولا يعرف ما يقولون لا، إنما يتكلم عنْ مَنْ صارَ منهم وعرَفَ عقيدتَهم التشبيه والتجسيم والقول بقيامِ الحوادثِ في ذاتِ الله والتغيُّر والتطوّر والعياذُ بالله في حقّ الله والقول بنسبةِ الجلوس والتحيُّز إلى الله وتكفير المتوسّلين والمُسْتَغيثين وانتقاص الأنبياء والأولياء، هذه عقيدة الوهابية، فهؤلاء لو كانوا مليون إنسان وعمّروا مسجدًا وجاءوا إليه كالعدم لأنّ المسجدَ لا يكونُ عامرًا بالجدران ولا بالثريّات ولا بالسجاجيد فقط، إنما العِمارة الحقيقية للمسجد بالمصلّينَ الذين يعرفونَ الإسلام والعقيدة والوضوء والصلاة يعني مَنْ فِعلُهم طاعتُهم عِباداتُهم على الشريعة أما الذين على عقائد كفرية لو كانوا مليون إنسان كالعدم.

وهكذا عندما قال حزبُ التحرير مرادُهُ جماعة تقيّ الدين النبهاني  الذين هم في مسئلةِ المشيئة صاروا معتزلة والعياذُ باللهِ تعالى ولهم طامات ومفاسد عجيبة وغريبة تشمئز منها النفوس.

وأما الشاذلية اليشرطية فلا يعني الأصل لأنّ الأصل أبو الحسن الشاذلي من الأولياء رضي الله عنه، من كبار الصلَحاء الأخيار منْ أهلِ المقاماتِ السَّنية والأحوال الرّضية مِنْ أهلِ العلم والمقامات العالية، إذًا هو الشيخ لا يعني الأصل ولا يعني مَنْ كانوا على الشريعة إنما يتكلم فيمَن جاءوا بعد ذلك وحرَّفوا وغيّروا وبدّلوا وقالوا بعقيدةِ الحلول والاتحاد وقالوا بعدمِ فرضيةِ الصلوات واستَباحوا المحرّمات، كما حكى عن كفرياتِهم وعنْ قبائحِهم وفضائحِهم الفقيه مؤرّخ حلب الشيخ محمد راغب الطّباخ الحلبي في كتابِهِ إعلام النبَلاء بتاريخ حلب الشهباء في المجلد الرابع في حرف العين علي نور الدين اليَشرُطي تكلّم عنهم بالعجائب – يعني عن الذين انحرفوا ينتسبون للشيخ علي نور الدين انتسابًا مزوَّرًا أما الشيخ علي برىءٌ منهم – قال في هذا الكتاب كانوا يعتقدون بأنّ الزنا بالأمهات وبالبنات واللواط بالأبناء على زعمِهم حلال، وارجِعوا إلى الكتاب أنا لا أقول هذا منْ عندِ نفسي إنما أذكرُ لكم المصدر والمرجِع ومَن القائل.

ويقولون إنّ الطاعات حجابٌ تُبعِد عن الله، ويقول إنّ الشيخ علي نور الدين كان يحذِّر منهم يعني منَ الذين انحرفوا وشذّوا عنه هو ما كان راضيًا عنهم ولا عن فعلِهم بل كان رحمه الله بريئًا منهم لأنّ الشيخ نور الدين رحمه الله أيضًا كان من الأولياء وكان من الصالحين جاء منَ المغرب العربي وقعدَ في فلسطين وكان له تلميذ في بيروت وكان مفتي بيروت الشيخ مصطفى نجا رحمه الله.

هذا الشيخ مصطفى نجا كان من الصادقين والتزم بالشيخ علي نور الدين وانتفعَ منه واستفادَ وتخرجَ وصار وليًّا وصارت له كرامة بعدَ وفاتِهِ، هو مدفونٌ عندَنا هنا في جبانةِ الباشورة في غربي الباشورة أيام مستشفى فرنسا كان بعض الراهبات عند الشرفة فرأيْنَ عمود نور ينزلُ منَ السماء إلى القبر، والمستشفى تُشرِف على المقبرة، فنزَلْنَ إلى المقبرة وسألْنَ حارس الجبانة قبرُ مَنْ هذا؟ فقال لهنّ قبرُ الشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت، فدخلْنَ في الإسلام لأنهنّ رأيْنَ هذه الكرامة.

الشيخ علي نور الدين كان من الأولياء وبعضُ الذين صحِبوه صاروا من الأولياء مثل الشيخ مصطفى نجا، لكنْ الكثير ممّن انتسبوا إليه انحَرفوا وشذّوا وغيّروا وبدّلوا وتركوا الصلوات وصار عندَهم عقائد الحلول والاتحاد والشذوذ والانحراف وترك الواجبات ويرتكبون المُوبِقات، وكان شيخ لهم هنا في بيروت يقول إذا وصلَ المُريد عندَنا إلى اعتقاد أنّ الفاعل والمفعول به هو الله لا يجب عليه الغُسل منَ الزنا واللواط، انظروا ما أبشعَ هذا الكفر، يمكن اليهود لا يقولون هذا الكفر العجيب.

فإذًا الشيخ عن هؤلاء يتكلّم عن الذين شذّوا وانحرفوا وغيّرا وبدّلوا وليس عن الأصل عن أبي الحسن الشاذلي اليشرطي رحمه الله لا، بل الشاذلي كان من الصالحين الأولياء العلماء كما قلنا، ولا عن الشيخ نور الدين اليشرُطي إنما عن الذين انتسبوا إليه وغيّروا وحرّفوا وبدّلوا.

فهؤلاء الوهابية وحزب التحرير ومعهم جماعة سيد قطب وكذلك الشاذلية اليشرُطية المُنحرِفة هؤلاء لو كانوا بالآلاف وجودُهم في المساجد كالعدم لأنَّ المسجد يكونُ عامرًا بالمصلين الذين هم على مذهبِ أهلِ السنةِ والجماعة).

قال الإمام الهرري: أما المسجد الذي يؤُمُّ فيه مَنْ عقيدتُهُ فاسدة منَ الوهابية أو منْ حزبِ التحرير أو منْ هؤلاء المُتصوِّفة كالشاذليةِ اليشرُطية الذي يؤُمُّ فيه واحد من هؤلاء هذا خراب لو كان يحضُرُ فيه مائةُ ألفِ إنسان كأنه خراب كأنه لا يُصلّى فيه.

وقال رضي الله عنه: الذي يتقاعسُ اليوم عن نشرِ علمِ أهلِ السنة كالفارِّ منَ الزحفِ ذنبُهُ كبير فإياكم والتوانيَ والتكاسل

(أليس وردَ في الحديث الشريف أنّ الفِرارَ من الزحفِ من الكبائر؟ لذلك هنا يقول إنّ الذي كان مستطيعًا على نشرِ العقيدة والتوحيد والعلم والإسلام وقصّرَ وتكاسل وتخاذل بِلا سبب بِلا عذر هذا ذنبُهُ عظيم لأنه تعيّنَ عليه ولا يوجَد مَنْ يقومُ مقامَهُ في هذا الواجب فسكتَ وتكاسلَ وقصّرَ وضيّعَ وأهملَ ولمْ يُنِبْ عنه غيرَه ولا سلّمَ غيرَه ليقومَ بهذا الواجب هذا صار مرتكِبًا لهذا الذنب العظيم الذي شبّهَهُ هنا رحمه الله بالفرار منَ الزحف.

وقدْ وردَ أيضًا أنه منَ السبعِ المُوبِقات يعني كلّ واحد من هذه الذنوب وحدَهُ يكونُ مُهلِكًا لِمَنْ فعلَهُ ويستحقّ أنْ يدخلَ به النار ويعذَّب والعياذُ بالله.

فالفِرار من الزحفِ منْ كبائر الذنوب وهذا الذي تكلَّمْنا عنه الآن الذي ضيَّعَ وتركَ وأهملَ هذا الواجب بلا عذر وكان مستطيعًا ولا أنابَ عنه مَنْ يقومُ بهذا الواجب صار مرتكِبًا للكبيرة ذنبُهُ يُشبه ذنبَ الفارّ منَ الزحفِ يعني من الكبائر، نسألُ اللهَ السلامة.

فماذا يفعل هؤلاء المشايخ الذين هم منْ أهلِ السنة والجماعة وعقيدتُهُم صحيحة لكنْ رَكنوا إلى الدنيا تكاسلوا ضربَ الكسلُ في قلوبِهم صاروا كُسالى قعَدوا في البيوت وتركوا الخروجَ للناس وتركوا إنكارَ المُنكَرات هؤلاءِ أمرُهم مُحزِن وخطير ومُخيف والعياذُ بالله)

 

وقال رضي الله عنه: الذي يقومُ اليوم بحمايةِ عقيدةِ أهلِ السنةِ والدفاعِ عنها ونشرِها بين الناس وبمحاربةِ فِرَقِ الضلالِ والتحذيرِ منْ كفرياتِهم ويأمرُ بالمعروفِ وينهى عن المنكر ويلتزِمُ مذهبَ أهلِ السنةِ والجماعة له أجرُ خمسينَ منَ الصحابةِ في الأمرِ بالمعروفِ  والنهيِ عنِ المنكَر.

(يعني ليس في كلِّ شىء ولا يكون أعلى مقامًا منْ أولياء الصحابة وخواصِّهم ولا يكونُ صحابيًّا ولا يكونُ أفضل منَ الصحابة على الإطلاق لا، إنما يتكلم في قضيةٍ معيّنة وهي أنّ الذي يقومُ بهذا الأمر العظيم في هذا الزمن الذي قلَّ فيه مَنْ يقومُ بهذا الواجب وكثُرَ فيه أهلُ الضلالِ والكفر والزندقة والحلول والاتحاد والتشبيه والتجسيم وقلَّ فيه أهلُ الحق، الذي يقومُ اليوم بهذا الواجب وهو نشر مذهبِ أهلِ السنةِ والجماعةِ ويكسِر فِرَق الضلالةِ في الأدلةِ والعلومِ والبراهين هذا في قضيةِ الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر له أجر كخمسين من الصحابةِ في هذه القضية ليس على الإطلاق.

 وهذا له دليلٌ من الحديثِ الشريف كما في حديثِ الترمذي عنْ أبي ثعلبَة الخُشَني رضي اللهُ عنه أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال [إنَّ مِنْ ورائكم أيامَ الصبر للمُتمَسِّكِ بمِثلِ الذي أنتم عليه أجرُ خمسين، فقالوا منّا أو منهم يا رسولَ الله فقال: بل منكم] هذا في جامع الترمذي. إذًا  ليس في كلِّ شىء إنما في قضيةِ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكر

في الماضي كان إذا قامَ المسلم في أقصى الأرض يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يقوم الكلّ لتأييدِه اليوم ربّما إذا إذا قام المسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يُمكن أهلُ بيتِهِ يقومونَ ضدّهُ ويُحاربونَهُ ويتَبرّأونَ منه وأهلُ البلد والبلاد التي حولَهم، فاليوم الفساد كبير.

لذلك المسلم الذي يقوم بهذا العمل العظيم الشريف الزكي الطيب الطاهر الكبير المُنيف له هذا الأجر الكبير أخبرَ عنه الرسول صلى الله عليه وسلم)

وقال الإمام الهرري رحمه الله: لحديثِ أبي ثعلبةَ الخُشَنيّ الذي رواه الترمذي وثوابُهُ أكثر منْ مائةِ ألفِ حجةٍ نافلة  (والحديث ذكرْناه قال [إنّ مِنْ ورائكم أيامَ الصبر للمتمسكِ بمِثلِ الذي أنتم عليه أجرُ خمسين] الصحابة تعجّبوا قالوا منّا أو منهم يا رسولَ الله؟ قال [بل منكم]

الحجة النافلة يعني سنة ليست واجبة ليست فرضًا ليست حجة الإسلام التي هي فرضٌ واجبٌ على المستطيعِ لا إنما هذا كان حجّ حجة الفرض إنْ كان مستطيعًا وأدّاها ثم بعدَ ذلك صار يذهب للحج كل سنة لأجلِ زيادةِ الثواب نفلًا، يعني هذا من النوافل والسنن غير الواجبات. أما القيام بهذا الواجب العظيم الذي هو حمايةُ الإسلام ونشرُ العقيدة والتوحيد والتنزيه ومكافحة الكفر والضلال والتحذير منْ أهلِ الضلال والقيام بكسرِهم وفضحِهم بالعلم والأدلة والبراهين هذا مِنْ أوجبِ الواجبات، هذا من أفرضِ الفرائض هذا من الواجبات المؤكدة في الإسلام وهذا ثوابُهُ أكثر منْ ذاك النفل)

وقال الإمام: وأكثرُ منْ ثوابِ مائتيْ ألفِ ركعة نافلة (يعني سنة) ومن بناءِ خمسمائةِ مسجد إنْ لمْ تدعُ الضرورةُ لبنائِها (يعني بناها لا لحاجةٍ، كم منْ مساجد اليوم مقفَلة، بعضُ المساجد ربما لا يصلي فيها إلا خمسة بعضُها ربما عشَرة، بعضُ المساجد مهجورة.

هنا لا يتكلم عنْ مُطلَق المساجد وبناء المساجد إنما عن المساجد التي لا حاجةَ لبنائِها لأنّه إنْ بناها لغيرِ حاجة سيكون هذا المسجد مقفلًا، أما هذا الثاني يدور بين الناس وينشر الإسلام ويعلّم العقيدة هذا ثوابُهُ أكبر)

وقال الإمام: وأكثرُ منْ ثوابِ مائةِ ختمةٍ منَ القرآنِ وإنْ ماتَ ولوْ على فراشِهِ له أجرُ شهيد وله في الجنة مسافة خمسينَ ألف سنة ولو كان مُرتكِبًا لبعضِ الكبائرِ تُغفَرُ له ويكونُ له شأنٌ ومرتبةٌ عاليةٌ في الجنة (وله في الجنة مسافة خمسينَ ألف سنةٍ هذا معناه بعد الجمعِ للدرجات التي وردَت في الحديث للشهيد مائة درجة ما بين درجة ودرجة خمسمائة سنة، يعني بعد الجمع لهذه المسافات والدرجات يكون الرقم الذي ذكرَهُ خمسين ألف سنة)

وقال الإمام: والذين يدرِّسونَ بمدارسِنا كتدريسِ اللغةِ العربية (اللغة العربية شىءٌ مهم وأمرُها مؤكّدٌ لفَهمِ القرآن ولفَهمِ الحديث الشريف لأنّ الذي لا يعرف لغةَ العرب ولا يفهم اللغة العربية هذا كيف يفهم القرآن كيف يفهم الأحاديث كيف ينقُل القرآن لغيرِهِ كيف ينقل الأحاديث لغيرِهِ كيف يعمل على تفهيم الناس القرآن والحديث إنْ كان هو لا يعرف ولا يفهم لغة العرب؟

كم وكم مِنْ أهلِ الضلالِ منْ مشبِّهةٍ ومجسّمة الذين وقعوا في التشبيه والتجسيم الصُّراح البَواح لأنهم لم يفهموا حقيقةَ العقيدة ولا حقيقة لغة العرب لأنهم لو عرَفوا لغةَ العرب ما قاسوا الخالق بالمخلوق، لو عرَفوا لغةَ العرب ما نسبوا لله القعود لو عرَفوا لغةَ العرب ما نسبوا الجلوس والقعود إلى الله، لو عرَفوا لغةَ العرب ما نسبوا المكان لله.

فكم وكم ممّنْ يدّعونَ العلم والمشيَخة وأنه إمام وعالم ومفسّر وفقيه وما شابه ثم تراه يصَرِّح بالتشبيه والتجسيم. هذا الأمر يُتعَجَّب منه لأنك تسمعُ أحيانًا عن إنسان صيتُهُ انتشرَ بين الجهال وفي المكتبات وفي الإنترنت لكنْ  إذا نظرْتَ في عقيدتِهِ في كتبِهِ تتعجّب، الطفل الصغير المميّز الذي يفهم لا يقول ما يقولُهُ هذا لأنه ضرب العقيدة والقرآن والحديث والإجماع ولغة العرب في عُرضِ الحائط لم يلتفتْ إلى كلّ ذلك.

ومنْ هؤلاء على سبيل المثال هذا ابن كثير الذي له تفسير، والذي دعاني لأضرِبَ به المثل الآن ما سمِعْتُه منْ بعضِ مشايخِ أهلِ السنة يقولون هو لا يقول بالتجسيم لا يقول بالتشبيه أين صرّحَ بالتشبيه؟ هم يستنكرون يتعجّبون يستغربون.

بعضُ الناس هم منْ أهلِ السنة لكنْ يتكلمونَ بلا تحقيق بلا تدقيق، يتكلمونَ لظنِّهم أو لأنهم سمِعوا إنسانًا مدحَ ابن كثير أمامَهم وقال لهم أنا ما رأيتُ له تجسيمًا في كتبِهِ، أنتَ ما رأيتَ غيرك رأى، أو يقول أنا ما اطّلعْتُ، غيرُك اطّلع.

فبعضُ الناس يأخذونَ منْ هذا الشيخ وهو سنيّ أشعري ماتريدي ويتكلم بالعقيدة الصافية لكنْ لماذا تتكلّم إنْ لمْ تطّلِعْ أنتَ فتُشوِّش على غيرِك؟

هذا للأسف يحصلُ منْ بعضِ المشايخ وأنا اطّلعْتُ في مواضعَ عديدة وكثيرة لابنِ كثير في تفسيرِهِ وفي غيرِ تفسيرِه، هذا كتابُهُ ….

تفسيرُه المسمّى تفسير القرآن العظيم دار ومكتبة الهلال بيروت، المجلد الرابع

يقول ابن كثير في هذا الكتاب في تفسير سورة طه صحيفة 48 على زعمِهِ يقول “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهُ تعالى للعلماء يومَ القيامةِ إذا قعدَ على كرسيِّهِ”

هذا ماذا يكون؟ يكونُ تشبيهًا وتجسيمًا صريحًا أم لا؟

إذًا لماذا يقولون هو ليس مجسِّمًا لماذا يقولون ليس مشبِّهًا؟ لماذا يقولون ليس له تجسيمٌ صريحٌ في كتبِهِ؟ هذا كتابُهُ أم كتاب مَنْ؟ هذا تأليفُهُ أم تأليف مَنْ؟ هذا قولُهُ أمْ قولُ مَنْ؟

هل تركَ من التجسيم منْ بقية؟ هل تركَ من التشبيه منْ بقية؟ هل هذا يرضي الحاخامات أم لا؟ هذا عين عقيدة ابن تيمية الذي كان شيخًا له، هذا تلميذُه.

فلماذا بعض مشايخ أهل السنة الذين ما اطّلعوا يقولون لا يصرّح بالتجسيم؟ بلى يصرّح بالتجسيم.

إذا كنتم ما سمعتم غيركم سمع إذا كنتم ما رأيتم غيرُكم رأى إذا كنتم ما اطلَعتم غيرُكم اطّلع.

وهناك مواضع عديدة ومسائل كثيرة ليست مسئلةً واحدة، لكنْ هذه  لأنها بشعة قذرة حقيرة في الكفر والتجسيم وأنّ اللهَ تعالى لمْ يكنْ قاعدًا يقول قعد، ثم ينسب هذا الكفر إلى الله يقول إنّ اللهَ يقول، ثم ينسب هذا الكفر إلى رسولِ الله أيضًا.

انظروا كم بلية في نصف سطر، ماذا ترك منَ التشبيه والتجسيم؟

انظروا يا إخواني الذي لا يعرف لغة العرب هذا حالُهُ، الذي لا يعرف العقيدة الصافية هذا حالُه، الذي لا يصدّق القرآن هذا حالُه ولو عمِلَ تفسيرًا للقرآن ماذا ينفعُه؟

عملَ تفسيرًا للقرآن ويكذّب القرآن ويشبّه اللهَ بخلقِه؟

إذًا ليست العبرة أنه عمِل تفسيرًا للقرآن، كم مِنْ أهلِ الضلالةِ والكفر والتجسيم والتشبيه والاعتزال عمِلوا تفاسير؟ ماذا ينفعُهم؟

لغةُ العرب أصلٌ مهم في فهمِ القرآنِ والحديث وهنا أُشجّع الذين يريدونَ أنْ ينتسبوا أو أن يتقَوَّوا أو يدرسوا أو يأخذوا باللغة العربية دورات قوية ومكثّفة وأحيانًا مجانية وأحيانًا مباشرة في الجامعة أو في الصفوف أو في النت أو المواقع عن طريق الغلوبل الجامعة العالمية قسم اللغة العربية فرسان اللغة العربية بإدارةِ وإشراف ورئاسة الدكتور وافي صلاح الدين الحاج ماجد الذي حققَ إنجازات للمسلمين وللعرب وللغةِ العربية في لبنان والمُنتدَيات والمؤتمرات وصار محَكَّمًا في عدد منَ اللجان الدولية والمجلات في العالم وفي المؤتمرات الدولية، فهذا الموقع انتسبوا إليه وادخلوا فيه وقوّوهُ أنتم.

هؤلاء يخدمونَ اللغةَ اليوم ويعملون على نشرِها وتقويتِها وإفهامِها للناس لأنّ فهمَ اللغةَ العربية أمرٌ مهم لا بدّ منه لفهمِ القرآن ولفهمِ العقيدة.

لذلك الشيخ ضربَ مثلًا هنا بالأساتذة الذين يدرّسونَ في المدارس اللغةَ العربية لأنّ هذا أمرٌ مهم لفهمِ الدين والعقيدة والقرآنِ والحديث).

وقال الإمام: والذين يدرّسونَ بمدارسِنا كتدريسِ اللغةِ العربية بنيةٍ حسَنة كي يتعلّمَ الأولاد علمَ الدينِ ويُحذِّروا منَ الكفر ولكي لا يذهبوا إلى أهلِ الضلال داخلونَ في هذا أيضًا وكلّ العاملين في مؤسساتِ الجمعية إنْ كانوا على هذه الصفة داخلونَ في هذا أيضًا.

(رأيتم منْ إنصافِهِ رحمه الله يقول إنْ كانوا على هذه الصفة يعني أنْ يكونَ بهذا الشرط، أنْ يكونَ لنشرِ الدين والعقيدة لتعليم الأولادِ الدين لأجلِ أن لا يذهبوا إلى أهلِ الضلال وكان بنيةٍ حسنة، رأيتم الإنصاف؟  وليس لمجردِ الانتساب لمؤسساتِهِ ومدارسِهِ وجامعتِهِ وكلّيتِهِ ومعهدِهِ لا، بل قيّدَ ذلك قال إن كانوا تحتَ هذه الصفة هذا من اعتدالِهِ رحمه الله، يكون لهم تلك المرتبة وهذا الأجر العظيم والكبير)

وقال الإمام: والذين يدرّسونَ على هذه الآلة الكومبيوتر الإنترنت ويحذّرونَ منْ أهلِ الضلال (رأيتم إلى أين رجع؟ ويحذّرونَ منْ أهلِ الضلال. يعني يا إخواننا نحن عندنا في مؤسساتِنا فريق الكرة الجمعية أقامتْ هذه الفرق ليس لمجرّد التسلّي وتضييع الوقت إنما بقصدٍ حسَن، يحضر الناس ويجتمعون ويسمعون درس في الملعب الغريب الجديد يأتي فيستفيد ويسمع، ثم هذا الرياضة تحرّك البدن فينتفِعون من ناحية ثانية فالجسد يتحرك ربما بالحركة والرياضة تخرج الأمراض، هذا العرق الذي يخرج كم منْ أمراضٍ تخرجُ معه بإذن الله.

يعني نحنُ في مؤسساتِنا في جمعيتِنا وما لها منْ مؤسسات كلّ النشاطات التي فيها يرجِع إلى أصلٍ واحد ويصب في موضعٍ واحد وهو نشرُ الدين والعلم والعقيدة وتقويةِ الدينِ والدعوة وليس لمجردِ التسلية واللعب وتضييع الوقت كما يقول بعضُ الناس عنا وقت بدنا نضيْعو، لا، نسألُ اللهَ أنْ يُعينَنا وأنْ يمكِّنَنا على صرفِ هذا الوقت فيما يعود على خدمةِ الدين والإسلام والمجتمع والناس)

وقال الإمام: والذين يدرّسونَ على هذه الآلة الكومبيوتر الإنترنت ويحذّرونَ منْ أهلِ الضلال ويأمرونَ بالمعروف وينهَوْنَ عن المنكر داخلونَ في هذا أيضًا.

وقال رضي الله عنه: مَن اشتغلَ بالتحذيرِ منْ أهلِ الضلالِ بجِدّ أفضل منْ أنْ يتصدّقَ بمليون دولار منْ مالٍ حلالٍ صدقةَ تطوّع

(لاحظتم القيد؟ صدقةَ تطوّع، يعني في غير الفرائض في غيرِ الواجبات)

وقال رضي الله عنه: واجبٌ على الذين تعلّموا الضروريات أنْ يعلِّموا غيرَهم حسبَ ما أخذوا منَ العلم، عليهم فرض أنْ يعلّموا الذين لم يتعلّموا هذا منْ بابِ إنكارِ المُنكَر إذا رأيتَ شخصًا يُخِلُّ بالفرضِ واجبٌ عليك أنْ تقولَ يا فلان صلِّ صُمْ زَكِّ، واجبٌ عليك.

(يعني اليوم مثلًا الزوجة  في البيت إذا رأتْ أنَّ زوجَها يقصّر في الصلوات الخمس علِمَت ذلك رأت اطّلعَتْ على ذلك لا تسكتُ له لا تُحسّن له هذا الأمر لا تُجارِيهِ لا تُسايرُهُ لا، بل تقول له اتقِ الله يا زوجي أنا أحبُّ لك الخير أنا أخافُ عليك منَ النار من العذاب الذي يترك الصلاةَ المفروضةَ فاسقٌ خبيثٌ ملعونٌ مجرمٌ ظالمٌ حلَّ عليه غضبُ الله نزلَ عليه سخطُ الله هذا يُخشى عليه منْ سوء الخاتمة، والزوج إذا رأى منْ زوجتِهِ أيضًا تضيّع الصلوات الواجبة المفروضة أيضًا ينصحُها لا يشجّعُها على ذلك، وإذا رأى منها أنها تكشف عورتَها في الشارع أو أمامَ الضيوف الذين ليسوا منْ أرحامِها ينصحُها ويقول لها اتّقي الله غطي عورتَكِ لماذا تخرجينَ أمامَهم كاشفة لبعضِ الجسمِ مما لا يحلُّ لكِ، وهي إذا رأتْ مثلًا منْ زوجِها أنه يقع في الغيبة تنصحُه.

ثم الأم إذا رأتْ منْ أولادِها ما هو محرّم تنصَحُهم تُخَوِّفُهُمْ منَ اللهِ ولا تقل هؤلاءِ أولادي أنا أحبُّهم لا أستطيع أنْ أكونَ سببًا في انزِعاجِهم، لكنْ تريدينَ أنْ يُعذّبوا في النار أو في القبر أو في الآخرة؟ يبكونُ في الدنيا ولا يتعذبونَ في جهنم، تنصحُهم ويبكونَ في الدنيا منْ نصيحتِكِ لهم ولا يتعذبونَ في جهنم، هذا أهون، أما إذا عُذِّبوا في القبر وعُذِّبوا في جهنم مكلّفين بالغين ويضيِّعونَ الصلوات ويشربونَ الخمر ويزنُونَ ويأكلونَ الربا والميتة والخنزير قطعوا أرحامَهم لا يزورونَ عمّهم ولا خالَهم ولا أولاد أعمامِهم ولا أولاد خالاتِهم ولا أولاد عمّاتِهم قاطعونَ للرحم، خوِّفيهم منَ الله ذكِّريهم بالله بالآخرة بالقبر، حتى في المجتمع الضيق جدّا الخاص في العائلة يأمرونَ بعضَهم بالمعروف وينهَوْنَ عن المُنكَر.

في البناية في المدرسة في السوق في التجارة في مكان العمل وهكذا حيثُ وصلنا ليس فقط أمام الناس نقف على المنبر ونحكي وفي بيوتِنا نرى المُنكَرات ونسكت، هذا يكونُ تاركًا للواجب مُضيِّعًا للفرض.

إذًا لا ينبغي أنْ نسكتَ أو أنْ نقصّرَ في هذا الأمر).

وقال الإمام: وواجبٌ عليك أنْ تأمرَهُ بتعلّمِ الضروريات. ثم إنْ كان  لا يتعلمُ منْ غيرِكَ أنتَ تعلّمُهُ واجبٌ عليك أنْ تعلِّمَهُ تدلُّهُ على مَنْ يعلِّمُهُ أو أنتَ تعلِّمُهُ وإلا فعليكَ ذنبٌ يومَ القيامة، لا يُسألُ عنْ نفسِهِ لمَ لمْ تتعلّم، لأنه قد تعلم، لكنْ يُسألُ لمَ لمْ يعلِّمْ غيرَهُ أو لمَ لمْ تدلّه إلى مَنْ يعلِّمُهُ إنْ كان يقبَلُ أنْ يتعلّمَ منْ غيرِك.

ثم على المسلمِ أنْ ينظرَ في الطريقة التي تُقبَلُ نصيحتُهُ منه

(يعني نعمل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال [بلِّغوا عني ولوْ آية]

وبالحديث الآخر الذي في جامعِ الترمذي قال صلى الله عليه وسلم [نضّرَ اللهُ امرءًا سمِعَ مقالتي فوَعاها فأدّاها كما سمِعَها] أينَ القيام بهذا الواجب اليوم إلا الندرة النادرة إلا القلة القليلة؟

بعض الناس يصرفونَ أعمارَهم في القيل والقال في الغيبةِ والنميمة في الافتراء والأكاذيب والأراجيف والأباطيل على المسلمين وترويجِ الأكاذيب على المسلمين.

بعضُ الناس اليوم يصرِفونَ أوقاتَهم وأعمارَهم في الفسق والفجور لا تعلّموا ولا يعلّمون وقسمٌ تعلّموا ولا يعلّمون، هؤلاء أهلكوا أنفسَهم، إذًا مَن الناجي في هذه القضية؟

هو الذي تعلّمَ وعمِلَ وعلّمَ مخلِصًا لله، أما إنْ لمْ يعلِّمْ وكان تعلّم وقدْ تعيّنَ عليه ولا يوجد مَنْ يقومُ مقامَهُ كان مُضيِّعًا للفرض كان مرتكبًا للإثم، أو كان يعلّم لكن مُرائيًا يعني  لأجلِ الناس عليه ذنبٌ منَ الكبائر ليس له ثواب بل أهلَكَ نفسَهُ بالرياء.

إذًا الناجي في هذه القضية هو مَنْ تعلّمَ وطبّق عمِلَ بما تعلّم، ومِنْ جملةِ العمل بالعلم التعليم وأنْ يكونَ ذلك للهِ عزّ وجل لا لأجلِ الناس بل أنْ يُخلصَ للهِ تعالى في تعلّمِهِ وفي تطبيقِهِ وفي تعليمِه فعندَ ذلك يرى الثمرات ويرى الأنوار والخيرات وإلا فهو منَ الهالكين).

وقال رضي الله عنه: مكافحةُ الضلالِ فرضٌ على كلِّ مَن استطاع إلى أنْ يحصُلَ القدر الذي هو فرض. تعليمُ عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ اليوم جهادٌ يُكافَحُ به كفرُ المجسِّمة

(جهادٌ يعني منْ نوعِ الجهادِ البيانيِّ العلمي، لأنّ الجهادَ منه ما هو جهادٌ بالسّنان والسيوفِ والأسلحة على اختلافِ أنواعِها وجهادٌ بالبيان، فهنا الآن يتكلم عن الجهادِ بالبيان يعني الجهاد بالعلم باللسان)

قال الإمام: يُكافَحُ به كفرُ المجسّمةِ المشبهة وغيرِهم منَ الضالين، جهادُ هؤلاء بالبيانِ منْ أفرضِ الفروض، فمَنْ تكاسلَ عنْ هذا فليَعلَمْ أنه استحقَّ عذابَ الله.

أما الجهادُ بالسلاح سقطَ عنا لأننا لا نستطيعُ اليوم.

ولا يكفي تعليمُ الأحكامِ الفقهية بدونِ تعليمِ عقيدةِ أهلِ السنة التي يُعرَفُ بها الكفرُ منَ الإيمان ونحنُ أهلُ الحقِّ في دروسِنا نعلّمُ عقيدةَ أهلِ السنة التي هي ضدُّ التشبيهِ  والاعتزال.

فيجبُ عليكم أنْ تبذلوا جُهدَكُم بأبدانِكم وأموالِكم بحسَبِ الإمكاناتِ لتقويةِ عقيدةِ أهلِ السنة فإنْ فعلْتُمْ ذلك صرْتُمْ داخلينَ تحتَ حديثِ [المتمسكُ بسنتي عندَ فسادِ أمتي له أجرُ شهيد]

(سنتي يعني شريعتي عقيدةً وأحكامًا وقدْ شرَحنا هذا الحديث فيما مضى بتوسُّع)

واليومَ كما هو مُعايَن صار فسادٌ في الأمة قسمٌ المشبهةُ يشبِّهونَ اللهَ بخلقِهِ وقسمٌ يسْتحِلّونَ دماءَ المسلمينَ بغيرِ سببٍ شرعي وقسمٌ تركوا التوحيدَ خرجوا منَ التوحيد باعتقادِهم عقيدةَ الحلول أو عقيدةَ الوحدةِ المُطلَقة إنَّ طرُقَ الضلالِ كثيرة

(هؤلاء الذين يقولون ويعتقدونَ بأنَّ اللهَ هو جُملةُ هذا العالم أو أنّ اللهَ حلَّ في الأولياء أو في شيوخِهم أو في الكعبة هذه عقيدة الحلول، والاتحاد أنّ اللهَ اتّحَدَ بهذا العالم امتزجَ به فصارا واحدًا، وهذه عقيدةُ الحلول وعقيدة الوحدة المُطلَقة هي كفرٌ بإجماعِ الأمة كما نقلَ الإجماعَ على كفرِ أصحابِها الحافظ السيوطي وكذلك نقلَ الإجماعَ على كفرِهم الفقيه الحنفي ملا علي القاري في كتابٍ أفرَدَهُ لذلك “الرد على أهلِ الوحدةِ المُطلَقة” يعني عمِلَ كتابًا في الردِّ عليهم وفي تكفيرِهم وحكى العجائب عنْ كفرياتِهم وهؤلاء يدّعونَ المشيخة والإسلام وبزعمِهم يتشهّدون ومنهم منْ يدّعي أنه يصوم أو يصلي فماذا ينفعُهُ صورة الصلاة والصيام مع هذه العقيدة الكفرية؟

وهؤلاءِ اليوم لهم وجود هنا في لبنان يوجَد نساء يُقال لهنّ السحريات جماعة منيرة القبيسي وأميرة جبريل وسحر حلبي وسعاد مَيْبَر وفادية الطبّاع، هؤلاء لهنّ وجود في لبنان والأردن وسوريا ولهنّ كتاب يسّمى مزامير داود، يقُلْنَ فيه “قل يا خليلي لا ترى ما سوى الله في كلِّ كائنة” وعلى زعمِهنّ يقلْنَ فيه “شيختنا أعلم وبنا أدرى هي أدرى بنا وهي أخبر كيف تتصرف وعلى زعمِهِنّ هي معهنّ حاضرة” فهؤلاء لو ادّعيْنَ الإسلام والطريقة كتابهنّ المسمى مزامير داود ملىء بالحلول والاتحاد وكتاب آخَر سمّيْنَهُ التوحيد منَ الكتاب والسنة لسعاد ميْبر ملىءٌ بالعقائد الفاسدة كتقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام وهنا يبدو في هذه المرحلة أنهنّ مِلْنَ إلى المشبهة المجسمة الوهابية الذين يقسِّمونَ التوحيد إلى ثلاثة.

كيف تدّعينَ الطريقة وتقولينَ بتقسيمِ التوحيد إلى ثلاثة أقسام؟

وهؤلاء الوهابية قسّموا التوحيد ليُكَفِّروا المُستَغيثين والمتوسلين والمُتبرِّكين فما هذا النتاقض؟

ولماذا انْحَزْتُنَّ إلى هؤلاء المشبهة بهذه القضية؟

فإذًا هؤلاء الطبّاعيات وما يُسَمَّيْنَ بالآنسات والسحريات هؤلاء لهنّ عقيدة الحلول والاتحاد في كتابِهنّ المسمّى مزامير داود.

وكذلك الشاذلية اليشرطية المُنحرِفة لهم كتاب يقولونَ فيه واللهُ جملةُ العالم ويقولون في كتابٍ لهم أيضًا “يجب على المريد أنْ يعتقدَ في شيخِه أنّ اللهَ تجلّى له في صورتِهِ وأنّه المتصرّفُ في حياتِهِ وموتِهِ”.

فعقيدةُ الحلول والاتحاد أكفر منْ عقيدةِ اليهود وهذه العقيدة نقلَ الإجماعَ على كفرِ أصحابِها وأهلِها السيوطي وعددٌ منَ العلماء)

وقال الإمام: وقسمٌ تركوا التوحيدَ خرجوا منَ التوحيد باعتقادِهم عقيدةَ الحلول أو عقيدةَ الوحدةِ المُطلَقة، إنَّ طرقَ الضلالِ كثيرة. سنةُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم هي الشريعة العقيدةُ مِنْ بابِ أولى ثمّ الأحكام وهذا مرادُ الرسولِ بقولِهِ [سنتي].