ما هى الغيبة وما هو البهتان
الغيبة هى أن تذكر أخاك المسلم حيا كان أو ميتا صغيرا كان أو كبيرا بما فيه فى خلفه بما يكره كأن تقول فلان قصير أو أحول أو فلان سىء الخلق أو قليل الأدب أو كثير النوم أو كثير الأكل أو قليل النظافة أو وسخ الثياب أو داره رثة أو ولده فلان قليل التربية أو فلان تحكمه زوجته ونحو ذلك. والغيبة لأهل الصلاح والتقوى كبيرة أما غيبة المسلم الفاسق فهى كبيرة إذا بالغ الشخص فى ذكر مساوئه على غير وجه التحذير بل لمجرد التفكه أى الاستمتاع. أما البهتان فهو أن تذكره بما ليس فيه فى خلفه بما يكره وهو أشد فى التحريم. روى مسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قال أفرأيت (أى أخبرنى) إن كان فى أخى ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته. أما من تكلم عن شخص فى خلفه بما يكره دون ذكر اسمه ودون أن يعرف السامعون من المقصود فليس حراما. وأما ذكر المسلم فى وجهه بما يكره فهو إيذاء له وإيذاء المسلم حرام. وليس من الغيبة المحرمة أن يقال هذا الفندق أحلى من هذا الفندق أو هذا أنظف من هذا أو طعام هذا ألذ أو سعره أرخص أو الثياب التى فى هذا الدكان أحلى من الثياب التى فى الدكان الآخر لأن الشخص لا يتأذى من هذا لو سمع لكن لا يحب فمجرد الإخبار ليس حراما. وليس من الغيبة المحرمة أن يقال هذا سعره مرتفع أكثر من سعر فلان أو بضاعة فلان أحسن من بضاعة فلان أو حملة فلان للحج أحسن من حملة فلان أو فلان أعلم من فلان لأن العبرة بما يكرهه ذوو الطبع السليم. وكما تحرم الغيبة يحرم السكوت عليها مع القدرة على النهى لأن إنكار المنكر واجب على المستطيع.
