الأحد ديسمبر 22, 2024

ما ترويه المشبهة عن الشافعي مما هو خلاف العقيدة السنية ففي سنده أمثال العشارى وابن كادش

قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:

من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه، وإن اطمأنّ إلى العدم الصرف فهو معطل، وإن اطمأن لموجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد. اهـ

ذكر ذلك عنه الإمام أحمد الرفاعي في البرهان المؤيد، والإمام بدر الدين الزركشي[794هـ] في تشنيف المسامع، والحافظ ولي الدين أبو زرعة العراقي في الغيث الهامع، وملا علي القاري في شرح الفقه الأكبر، ومحمد بن أحمد بن محمد المالكي الشهير بميارة [1072هـ]، في الدر الثمين وغيرهم.

وروى الحافظ السيوطي في الأشباه والنظائر أن الإمام الشافعي كفّر المجسم. اهـ

وأما ما ترويه المشبهة عن الشافعي مما هو خلاف العقيدة السنية ففي سنده أمثال العشارى وابن كادش.

أما ابن كادش فهو أبو العز بن كادش أحمد بن عبيد الله [526هـ] اعترف بالوضع.

راجع الميزان وحكم مثله عند أهل النقد معروف. وهو كذاب مخلط حشوي مجسم مضل.

 قال عنه الحافظ ابن عساكر: (قال لي أبو العز ابن كادش، وسمع رجلا وضع في حق علي حديثا : وضعت أنا في حق أبي بكر حديثا، بالله أليس فعلت جيدا؟).

ويقول الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/559 معلقا على ذلك (قلت: هذا يدل على جهله، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم).

وأما العشارى فهو أبو طالب محمد بن علي العشارى [452هـ] مغفَّل أحد الاركان في الوضع.

 قال الذهبي (ليس بحجة)، وقال بعدما ذكر حديثا موضوعا في سنده العشاري هذا (فقبح الله من وضعه، والعتب إنما هو على محدثي بغداد كيف تركوا العشاري يروي هذه الأباطيل).

وأورد الحافظ ابن الجوزي حديثا في إسناده العشاري وقال: (هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه).

وقد راجت عليه العقيدة المنسوبة إلى الشافعي كذبا وكلّ ذلك باعتراف الذهبي نفسه في الميزان وغيره.

وكذلك ما ينسب للشافعي -وصية الشافعي- فهو رواية أبي الحسن الهكاري الوضاع المجسم المعروف بوضعه كما هو معروف في كتب الجرح والتعديل.

قال الحافظ في لسان الميزان: (رأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان).

وقال ابن عساكر: (لم يكن موثوقا به).

فليحذر تمويهات المجسمة فإن هذا دأبهم ذكر ما يوافق هواهم وإن كان كذبا وباطلا.