الأحد ديسمبر 22, 2024
  • لماذا نفرَحُ بالمولِدِ

     

    إنّ الحمدَ للهِ نحمَدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشكُرُهُ ونستغفِرُهُ ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا ومِنْ سَيّئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِ اللهُ فلا مُضلَّ لَهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هاديَ لهُ.  وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ ولا مثيلَ لهُ ولا مكانَ ولا صورةَ ولا أعضاءَ لهُ ، أَشْهَدُ أنْ لا خالِقَ إلا اللهُ شهادةً مُنَزّهّةً عنِ الشّكِّ والشّبُهاتِ .وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ وصفِيّهُ وحبيبُهُ أيّدَهُ اللهُ بالمعجزاتِ البالغاتِ والآياتِ والْحُجَجِ الواضحاتِ، وخَتَمَ بهِ النّبُوّةَ والرسالاتِ فأضاءَ بنورِ رسالتِهِ ليلَ الظُّلَمِ والظُلُماتِ وأعزَّ دينَهُ بأصحابِهِ وأهلِهِ الذين هُمْ لأمّتِهِ كالنجومِ السائراتِ، فصلّى اللهُ على سيِّدِنا محمّدٍ أفضلَ الصّلواتِ .

     

    الصلاةُ والسلامُ عليكَ يَا زْيَنَ الخلائِقِ يَا مُحَمّد

    الصلاةُ والسلامُ عليكَ يَا خاتَمَ النّبَِيِّينَ يَا مُحَمّد

    الصلاةُ والسلامُ عليكَ يَا زَيْنَ المرسَلينَ يَا مُحَمّد
     

    الصلاةُ والسلامُ عليكَ يَا إمامَ المتَّقِين يَا مُحَمّد

    الصلاةُ والسلامُ عليكَ يَا حبيبَ المحبوبِ يَا مُحَمّد

    الصلاةُ والسلامُ عليكَ يَا إمامَ الأبْرارِ يَا مُحَمّد
     

    الصلاةُ والسلامُ عليكَ يَا حبيبَ الْمَلِكِ الجبّارِ يَا مُحَمّد

    أمّا بعدُ، يا عاشقينَ محمّدًا ويا أتباعَ الحبيبِ محمّدٍ أحبُّكُمْ في اللهِ وربِّ محمّدٍ، وأحُثّكُمْ على الثباتِ على نَهْجِ محمّدٍ وعقيدةِ محمّدٍ، وأوصيكُمْ ونفسي بتقوى اللهِ الذي رَحِمَنا بِبِعثَةِ محمّدٍ وأنزلَ قرءانًا عظيمًا على قلبِ حبيبِهِ محمّدٍ فقالَ ربُّنا تباركَ وتعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ (سورة التوبة/128) .

    إخوةَ الإيمانِ والإسلامِ، إنّ اللهَ عزَّ وجلَّ كَرّمَ النّبِيَّ محمّدًا وَكَرّمَ أمّتَهُ ورَفَعَ قدْرَها فوقَ الأمَمِ السابِقَةِ وما ارتفعَتْ هذهِ الأُمَّةُ إلا بنبِيِّها، وما شُرِّفَتْ هذهِ الأمّةُ إلا بنبِيِّها ، لذلكَ كانَ الاعتناءُ بالمولِدِ بِهذِهِ الذِّكْرى العظيمةِ الطيِّبَةِ العَطِرَةِ .

    فلمَاذا نفرحُ بالمولِدِ إخوةَ الإيمانِ ؟ نفرحُ بالمولِدِ لأنَّ عَمَلَ المولِدِ مِنَ البِدَعِ الحسنةِ، لأنَّ عَمَلَ المولِدِ سُنَّةُ خَيرٍ يُثابُ عليهَا صاحبُها لِمَا في المولدِ مِنْ تعظيمِ قَدْرِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وإظهارِ الفَرَجِ والاستبشارِ بمولدِهِ الشّريفِ .

    إنّ القلوبَ إلى الرسولِ تميلُ
     

     

    ومعي بذلكَ شاهِدٌ ودليلُ
     

    أما الدليلُ إذا ذكرتُ محمّدًا

     

    صارتْ دموعُ العاشقينَ تَسيلُ
     

    نفْرَحُ بالمولدِ نَعَمْ ، وكيفَ لا نفرَحُ بِمَوْلِدِهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ وهُوَ الذي أرْسَلَهُ اللهُ تباركَ وتعالى رحمةً للعالمينَ هاديًا ومبشِّرًا ونذيرًا فَدَعَى صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ إلى دِيْنِ الحقِّ ، دِيْنِ الإسلامِ الدِّيْنِ الذي رضيَهُ اللهُ لعبادِهِ. ففي الموْلِدِ نزدْادُ فَرَحًا وسُرُورًا أنّنا على هذا الدِّينِ العظيمِ ، أنّنا على هذهِ العقيدةِ الحقّةِ عقيدَةِ التّوحيدِ والتّنْزِيهِ التي تُنْجِي صاحبَها في الآخرةِ مِنَ الخلودِ الأبدِيِّ في النّارِ .

    نفرَحُ بالمولدِ نَعَمْ ، لأنّنا نَزْدادُ تَعَلُّقًا وشَوْقًا واشتياقًا إلى هذا الرَّجُلِ العظيمِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ الذي دَلّنا وأرْشَدَنا إلى الطّرِيقِ الحقِّ ، إلى طريقِ الجنّةِ دارِ السلامِ وهُوَ أوّلُ مَنْ يدخُلُ الجنّةَ ، يأخُذُ بِحَلْقَةِ الجنّةِ (أيْ يُحَرِّكُها) يَستَفْتِحُ فيقولُ الملَكُ خازنُ الجنّةِ الموَكَّلُ بِبابِها: مَنْ ؟ فيقولُ : مُحَمّدُ . فيقولُ الملَكُ: بِكَ أُمِرْتُ بأنْ لا أفتَحَ لأحدٍ قَبْلَكَ . رواه مسلم.

    وأمّةُ سيِّدِنا محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فيهِمْ سبعونَ ألْفًا وجوهُهُمْ كالقَمَرِ ليلةَ البدْرِ يدخلونَ الجنّةَ دُفْعَةً واحدةً بلا حِسابٍ (أيْ لا يُسألونَ سؤالَ توبيخٍ) ولا عِقابٍ وهؤلاءُ هُمْ أناسٌ منْ أولياءِ اللهِ الصالحينَ ، ويليهِمْ أناسٌ وجُوهُهُمْ كأشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ مَعَ كلِّ ألفٍ مِنَ السّبعينَ ألْفًا المذكورينَ سبْعونَ الفًا مثْلُهُمْ يدخلونَ الجنّةَ بلا حسابٍ ولا عقابٍ ومعهم زيادةٌ عليهِمْ لا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إلا اللهُ يَدخلونَ الجنّةَ أيضًا بلا حِسابٍ ولا عِقابٍ ، فأُمَّةُ محمّدٍ خيرُ الأمَمِ وأكرمُها على اللهِ.

    فكيفَ بعدَ هذا كُلِّهِ لا نفرحُ بموْلِدِهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ؟! نفْرَحُ بالمولِدِ لأنّنا نُشَنِّفُ أسماعَنا بمدْحِ خيرِ الخلْقِ وحبيبِ الحقِّ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ . (أيْ نُحلِّي ءاذانَنا كما أنّ القِرْطَ يُزيِّنُ ويُحلِّي الأذُنَ وهذا منْ بابِ التشبيهِ ، شنّفَ أثذُنَهُ عَلَقَ فيعل الشَّنَفَ أيِ القِرْطَ) .

    مَدْحُ الرّسُولِ عبادَةٌ وَتَقَرُّبٌ
     

     

    للهِ فاسْعَوْا للمدائِحِ واطْرَبُوا
     

    فَبِمَدْحِهِ البَرَكاتُ تَنْزِلُ جَمّةً

     

    وبِمدْحِهِ مَرُّ الحنَاجِرِ تَعْذَبُ
     

    إشارةٌ إلى أنّهُ يُحَسِّنَ الْحَنْجَرةَ فتصيرُ حسَنَةً فكأنّ الذي حَنْجَرَتَهُ ليسَ لها صوتٌ حضسَنٌ أنّهُ يُحسِّنُ صوتَهُ بمدحِ رسولِ اللهِ .

    نَفْرَحُ بالموْلِدِ لأنّ أبْدانَنا في ذِكْرَى الموْلِدِ تَنْشَطُ بمزِيدٍ مِنَ الخيْرِ والطاعَاتِ فَتَسْمَعُ المنْشِدَ يُنشِدُ بصوتٍ عَذْبٍ حُبًّا بمحمّدٍ ، وتَرَى الميْسُورَ يُطْعِمُ الطعامَ حُبًّا بمحمّدٍ ، وتَرَى الإخْوَةَ في اللهِ يتصافَوْنَ الْحُبَّ في اللهِ عَمَلاً بحديثِ سيِّدِ الكوْنَيْنِ مُحمّدٍ ، وتَرَى الذّاكِرِينَ والخاشِعِينَ والقائِمِينَ والصّوَّامِينَ والمتَصَدِّقِينَ والمعْتَمِرِينَ يَسألُونَ رَبَّهُمْ أنْ يَتَقَبّلَ منْهُمْ بِحَقِّ وبِجاهِ محمّدٍ وإكرامًا لحبِيبِهِ محمّدٍ .

    مُحَمّدِيَّ الهوَى إنْ نِلْتَ مَغْفِرَةً

     

    فحُبُّ أحْمَدَ في نَيْلِ الرِّضَى سَبَبُ

    مُحَمّدِيَّ الهوَى أَبْشِرْ فَسَيِّدُنا
     

     

    غَوْثٌ لأمّتِهِ إذْ يُقْطَعُ النّسَبُ
     

    شُدَّ الرِّحَالُ إلى القَبْرِ الذي قَصَدَتْ

     

    تَرْجُو التّبَرُّكَ منْهُ العُجْمُ والعَرَبُ
     

    واتْرُكْ عَذُولاً جَهُولاً لا تُبالِ بِهِ
     

     

    وَزِدْ هُيَامَكَ يَأْكُلْ قَلْبَهُ اللّهَبُ
     

     

    يَقولُ اللهُ تعالى : ﴿ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِنْ  تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ (سورة التوبة/128-129) .

    اللهمَّ عطِّفْ قَلْبَهُ عليْنَا وارْزُقْنا رؤيَتَهُ في المنامِ هذهِ الليْلَةِ وعنْدَ المماتِ وارْزُقْنا زيارَتَهُ وشَفاعَتَهُ وأعِدْ عليْنا ذِكْرى الموْلِدِ النّبَوِيِّ الشّرِيفِ بالأمْنِ والأمَانِ والاطْمِئنانِ إنّكَ على كلِّ شىءٍ قديرٌ .

    هذا وأستغْفِرُ اللهَ العظيمَ لي ولَكُمْ

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

    الخُطبةُ الثانيةُ 

    التحذيرُ مِنْ قولِ ”  إنَّ محمّدًا هُوَ أوّلُ مخلوقاتِ اللهِ “

        ومِنْ عِبَارةِ  ”  إنّ محمّدًا نورٌ ونورُهُ أوّلُ المخلوقاتِ “

     

    إنَّ الحمدَ للهِ نَحْمَدُهُ ونستعينُهُ ونستهديهِ ونشكُرُهُ ونستغفرُهُ ونتوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ منْ شرورِ أنفسِنا ومنْ سَيِّئاتِ أعْمالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضلِلْ فلا هادِيَ لَهُ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدِنا محمّدٍ وءالِهِ وصحبِهِ الفائزينَ مِنَ اللهِ بالدرجات العالية

    أمّا بعدُ إخوةَ الإيمانِ، فإني أوصيكُمْ ونفسي بتقوى اللهِ العليِّ القديرِ وبالثباتِ على نهجِ سيِّدِنا محمّدٍ الصادقِ الوعدِ الأمينِ الذي أمرَ بالصِّدقِ وباتِّباعِ الحقِّ ونبذِ كلِّ ما هوَ مخالفٌ لدينِ اللهِ تعالى .

    ومِنَ المفاسِدِ التي انتَشَرَتْ بينَ بعضِ العَوامِّ ما دَرَجَ عليهِ بعضُ قرّاءِ المولِدِ النبوِيِّ الشريفِ وبعضُ المؤَذِّنِينَ مِنْ قولِهِمْ : إنَّ محمّدَا أوّلُ  المخلوقاتِ , وما ذاكَ إلا لانتشارِ حديثِ جابِرٍ الموضوعِ المكذوبِ بينَهُمْ : ” أوّلُ ما خَلَقَ اللهُ نورَ نبيِّكَ يا جابِرُ ”  .

    وفيما يلي نُورِدُ رَدَّنا بالأدلّةِ الشافِيَةِ .

    قالَ اللهُ تعالى :  { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَىْءٍ حَيٍّ } الآية (الانبياء /30) .

    ورَوَى البخارِيُّ في صحيحِهِ والبيهقِيُّ في كتابِ الأسماءِ والصّفاتِ أنَّ رسولَ اللهِ قالَ : “كان الله ولم يكن شىء غيره وكان عرشه على الماء .

    ورَوَى ابنُ حِبّانَ مِنْ حديثِ أبي هُرَيْرَةَ قالَ : ” قلتُ : يا رسولَ اللهِ إنِّي إذا رأيتُكَ طابَتْ نفْسِي وَقُرَّتْ عيْني فأنْبِئْني عَنْ كُلِّ شىءٍ ، قالَ : كُلُّ شىءٍ خُلِقَ مِنْ الماءِ “.

    ورَوَى السُدِّيُّ في تفسيرِهِ بأسانيدَ متعدِّدَةٍ : ” إنّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ شيئًا مِمّا خَلَقَ قبلَ الماءِ ” .

    ففي الحديثِ الأوّلِ , نَصٌّ على أنَّ الماءَ والعرشَ هما أوّلُ خَلْقِ اللهِ , وأمّا أنَّ الماءَ قبْلَ العرشِ فهوَ مأخوذٌ مِنَ الحديثَيْنِ التالِيَيْنِ . 

    فمِنْ هنا يُعْلَمُ فسادُ قولِ مَنْ يقولُ إنَّ نورَ محمّدٍ خُلِقَ قبْلَ كُلِّ شىءٍ ، فالذي يعتقِدُ أنّ اللهَ خَلَقَ نورَ محمّدٍ قبْلَ كُلِّ الأشياءِ لا يُكفَّرُ لكنّهُ يُغَلَّطُ لمخالَفَتِهِ ثلاثةَ أحاديثَ ثابتةٍ .

    وكذلكَ الذي يعتقِدُ أنَّ روحَ محمّدٍ خُلِقَ مِنْ نورٍ لا يُكفَّرُ ، لكنْ مَنْ يعتقد أنَّ جَسَدَ محمّدٍ خُلِقَ مِنْ نورٍ فهوَ كافِرٌ لتكذيبِهِ القرءانِ، قالَ تعالى: {قُلْ إنَّمآ أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} (سورة الكهف/ 110) .

    فاتّقوا اللهَ عبادَ اللهِ وتذَكّرُوا قولَ اللهِ تعالَى: { وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } . (سورة البقرة/281) .

    واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ {إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا} اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم وبارِكْ  على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: {يا أيها الناس اتقـوا ربكـم إنّ زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد}، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فبجاه محمّد استجبْ لنا دعاءَنا ، اللهم بجاه محمّد اغفرِ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ ، اللّـهُمَّ بجاه محمّد اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ ، اللّـهُمَّ بجاه محمّد استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون . اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.