لا تمكن زائغ القلب من أذنك فإنك لا تدري ما يعلقك من ذلك
من أقوال الإمام مالك رضي الله عنه (لا تمكن زائغ القلب من أذنك فإنك لا تدري ما يعلقك من ذلك) ذكره الباجي في المنتقى شرح الموطأ.
يريد إمام دار الهجرة رضي الله عنه التحذير مما قد يعلق في قلب السامع من كلام المبتدع لأن صاحب البدعة قد يزيّن كلامه فيبدو لبعض الناس وكأنه يقول الحق، ولكنه في الحقيقة قد يقول شيئاً من الحق يريد به التوصل إلى باطله وضلاله والعياذ بالله، فيكون أشد فتكاً من العسل المخلوط بالسـمّ لأن في كلام المبتدعة هلاك الدين والدنيا.
وكلام الإمام مالك يفيد كذلك أنه ليس للإنسان العاقل أن يقول أسمع هذا وذاك وإن يكن من الوهابية تدّعي كذباً أنها سلفية، وآخذ ما يعجبني من المدرّسين والدعاة من غير أن يتحقق هل هذا من أهل السنة والجماعة أم لا، ولا سيما إن لم يكن من أهل التمييز والمعرفة.
ولكن الواجب مقاطعة الدعاة إلى البدعة ومنهم عمرو خالد وخالد الجندي ومثلهما حسن السقاف الداعي إلى اتباع ما يزعم أنه مذهب العترة أهل البيت، والتحذير من هؤلاء جميعاً واجب مفروض ديناً عملاً بكلام السلف الصالح رضي الله عنهم، ومنهم رأس من رؤوس السلف الصالح سيدنا إمام المدينة المنورة مالك بن أنس الأصبحي المتوفى سنة 179 هـ رضي الله عنه.
أنشروها وعلموها أولادكم وأزواجكم رحمكم الله.
كان الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه معظمًا للنبي صلى الله عليه وسلم موقرًا له، فقد قال مصعب بن عبد الله:
كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا في ذلك فقال:
لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون ولقد كنت أرى محمد بن المنكدر وكان سيد القراء لا نكاد نسأله عن حديث أبدًا إلا يبكي حتى نرحمه ولقد كنت أرى جعفر بن محمد كان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة، ولقد اختلفت إليه زمانًا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصليًا وإما صامتًا وإما يقرأ القرءان، ولا يتكلم فيما لا يعنيه وكان مِن العلماء والعباد الذين يخشون الله عز وجل.