كُلُّ شَىْءٍ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ
قَالَ الإِمَامُ الْهَرَرِىُّ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ لا يَحْصُلُ شَىْءٌ خَيْرٌ وَلا شَرٌّ إِلَّا بِمَشِيئَةِ اللَّهِ. الْكُفْرُ وَالإِيمَانُ وَالطَّاعَةُ وَالْمَعْصِيَةُ كُلٌّ اللَّهُ يَخْلُقُهَا فِى خَلْقِهِ وَمَعَ ذَلِكَ الْكُفْرُ وَالْمَعْصِيَةُ اللَّهُ لا يُحِبُّهَا مَعَ ذَلِكَ هُوَ يَخْلُقُهَا فِى بَعْضِ الْبَشَرِ، اللَّهُ تَعَالَى هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَىْءٍ يَخْلُقُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ وَالطَّاعَةَ وَالْمَعْصِيَةَ لَكِنْ يُحِبُّ الإِيمَانَ وَالطَّاعَةَ وَيَكْرَهُ الْكُفْرَ وَالْمَعْصِيَةَ وَيُحِبُّ الْمُؤْمِنِينَ وَيَكْرَهُ الْكَافِرِينَ. إِنْ قَالَ قَائِلٌ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ هَذَا كَفَرَ خَرَجَ مِنْ دِينِ الإِسْلامِ.
الْقُرْءَانُ يَقُولُ ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [سُورَةَ ءَالِ عِمْرَان] إِذَا قَالَ شَخْصٌ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَكِنْ مَا صَدَّقَ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا هَذَا كَافِرٌ، لا يَكُونُ الشَّخْصُ مُؤْمِنًا إِلَّا بِالإِيمَانِ بِاللَّهِ وَبِسَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ. اللَّهُ يُشَفِّعُ الْقُرْءَانَ فِينَا يَصِحُّ مَعْنَاهُ اللَّهُ يَجْعَلُ الْقُرْءَانَ شَفِيعًا لَنَا فِى الآخِرَةِ هَذَا صَحِيحٌ. الْقُرْءَانُ حُجَّةٌ لِمَنِ اتَّبَعَهُ وَخَصْمٌ لِمَنْ لَمْ يَتَّبِعْهُ، إِذَا شَخْصٌ حَفِظَ الْقُرْءَانَ لَكِنْ لا يَتَّبِعُهُ لا يُحَرِّمُ مَا حَرَّمَهُ الْقُرْءَانُ وَلا يَفْعَلُ مَا أَوْجَبَ الْقُرْءَانُ هَذَا الْقُرْءَانُ حُجَّةٌ عَلَيْهِ خَصْمٌ لَهُ فِى الآخِرَةِ فَمَنِ اتَّبَعَ الْقْرْءَانَ يَكُونُ حُجَّةً لَهُ فِى الآخِرَةِ شَاهِدًا لَهُ.