كَيْفَ عَرَفَ الْمَلائِكَةُ أَنَّ بَنِي ءَادَمَ يُفْسِدُونَ
عَرَفَ الْمَلائِكَةُ ذَلِكَ مِنْ أَنَّهُ كَانَ مَضَى قَبْلَ ذَلِكَ جِنٌّ يَعِيشُونَ فِي الأَرْضِ فَأَفْسَدُوا فَأَحْرَقَتْهُمُ الْمَلائِكَةُ عَلَى مَا وَرَدَ فِي بَعْضِ الآثَارِ، وَلَيْسَ السَّبَبُ مَا قَالَ بَعْضُ النَّاسِ إنَّهُ سَبَقَ ءَادَمَ أَوَادِمُ كَثِيرٌ حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ كَانَ مِائَةُ أَلْفِ ءَادَمَ، وَهَذَا قَوْلٌ هَرَاءٌ لَيْسَ لَهُ أَسَاسٌ مِنَ الصِّحَّةِ.
أَمَّا سُجُودُ الْمَلائِكَةِ لِآدَمَ فَكَانَ سُجُودَ تَحِيَّةٍ وَإِكْرَامٍ لا عِبَادَةً لِآدَمَ، وَكَانَ سُجُودُ الْمَخْلُوقِ لِلْمَخْلُوقِ جَائِزًا فِي شَرَائِعِ الأَنْبِيَاءِ ثُمَّ حَرَّمَهُ اللَّهُ فِي شَرْعِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.