كَيْفَ خُلِقَ ءَادَمُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ
شَاءَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِمَشِيئَتِهِ الأَزَلِيَّةِ الَّتِي لا تَتَبَدَّلُ وَلا تَتَغَيَّرُ وُجَودَ ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَبْرَزَهُ بِقُدْرَتِهِ مِنَ الْعَدَمِ إِلَى الْوُجُودِ. فَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى مَلَكًا مِنْ مَلائِكَتِهِ الْكِرَامِ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ جَمِيعِ أَنْوَاعِ تُرَابِ الأَرْضِ الَّتِي نَعِيشُ عَلَيْهَا لِيَخْلُقَ مِنْهُ ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَخَذَ هَذَا الْمَلَكُ مِنْ جَمِيعِ أَنْوَاعِ تُرَابِ الأَرْضِ مِنْ أَبْيَضِهَا وَأَسْوَدِهَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَمِنْ سَهْلِهَا وَحَزْنِهَا أَيْ قَاسِيهَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَمِنْ طَيِّبِهَا وَرَدِيئِهَا وَمِمَّا هُوَ بَيْنَ ذَلِكَ.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ قَبْضَةً مِنَ الأَرْضِ مِنْ أَبْيَضِهَا وَأَسْوَدِهَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ، وَمِنْ طَيِّبِهَا وَرَدِيئِهَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ فَجَاءَ ذُرِّيَّةُ ءَادَمَ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ» رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ، وَعِنْدَ أَحْمَدَ «فَجَاءَ بَنُو ءَادَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ، فَجَاءَ مِنْهُمُ الأَبْيَضُ وَالأَحْمَرُ وَالأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَبَيْنَ ذَلِكَ».
أَيْ جَاءَتْ أَحْوَالُ وَأَلْوَانُ ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مُخْتَلِفَةً بِسَبَبِ هَذَا التُّرَابِ الْمُخْتَلِفِ الَّذِي خُلِقَ مِنْهُ ءَادَمُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ.
فَائِدَةٌ قِيلَ سُمِّيَّ ءَادَمُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّهُ مِنْ أَدِيمِ الأَرْضِ أيْ مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ.
الإشعارات