كيف أختار صاحبا لي
ينبغى للمسلم أن يختار لنفسه صديقا ينفعه فى دينه قال رسول الله ﷺ المرء على دين خليله (أى أن الإنسان يتأثر بسيرة صاحبه) فلينظر أحدكم من يخالل (أى ليفكر تفكير المتدبر من يصاحب) معناه انتقوا واختاروا من تتخذونه خليلا أى صديقا، من كان ينفعكم فى دينكم فعليكم بمصادقته ومن لا ينفعكم فى دينكم بل يضركم فابتعدوا عنه أى لا تصادقوه. والأولى فى الصحبة المؤمن كما قال رسول الله ﷺ لا تصاحب إلا مؤمنا رواه أبو داود. وقال الإمام العبدرى رحمه الله إذا أردت الرقى فصاحب الأخيار. فاختر لنفسك من يعينك على الخير على ما يرضى الله، إذا رءاك على شىء منكر ينصحك يقول لك اترك هذا الشىء اتق الله وإن رءاك على عمل الخير يشجعك ولا يعاملك بالغش والخيانة والمداهنة. لا يزين لك المعصية ولا يغشك فى المعاملة بل يبذل لك النصح، يحب لك ما يحب لنفسه من الخير ويكره لك الشر. المسلم لا يكون مؤمنا كاملا أى فى الدرجة العليا إلا إذا كان بهذه الصفة أى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير. اختر لنفسك صديقا يزهدك فى الدنيا الفانية ويرغبك فى الآخرة الباقية ولا تصاحب من يعلق قلبك بالدنيا فإن الصاحب ساحب فانظر من تصاحب. لا تصاحب من يشغلك عن طاعة الله ويدعوك إلى معصية الله. قال رسول الله ﷺ المؤمن مرءاة أخيه المؤمن. فالمؤمن كالمرآة لأخيه المؤمن فكما أن الواحد ينظر إلى المرآة لإزالة ما لا يعجبه وهكذا المؤمن فإنه إذا رأى فى أخيه أمرا لا يرضى الله تعالى لا يتركه على ما هو عليه بل ينصحه ليقلع عنه.