كل إثم تكفير المتوسلين بالرسول يكون في صحائف ابن تيمية
إخوة الإيمان قد حشدنا لكم في الحلقات السابقة أدلة وبينات على مشروعية التوسل والتبرك بالأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين وأن ذلك هو فعل السلف والخلف وعليه السواد الأعظم من أمة خير البرية ﷺ وقد حرصنا فيها على توثيق الأخبار والشواهد بذكر مصادرها ومراجعها بدقة وتحقيق لتعين الطالب وتسعف الراغب في العود إليها بغية إظهارها لمن أصابه شيء من داء التشويش والالتباس وتنجد من أراد المناظرة مع مانعي التوسل ونفاته لقطع دابر أراجيفهم وأباطيلهم بعون الله. وما حشدناه لكم من أدلة وأظهرناه لكم قليل من كثير مما تحويه كتب المحدثين والمؤرخين وعلماء أهل الينة والجماعة من قصد المسلمين قبور الأنبياء والصالحين للتبرك من غير إنكار من أحد منهم. فلو تُتُبع ما في كتب التاريخ والحديث وطبقات المحدثين والزهاد في هذا الباب لجاء مجلدات. فكيف تجرأ ابن تيمية على تحريم ذلك وتكفير من يفعل ذلك والحكم عليه بالشرك، ثم كيف تجرأ على دعوى أنه متفق عليه بين العلماء على زعمه، ولو قال: هذا ما أراه وأعتقده، لكان ذلك إبداء رأيه الخاص، لكن أوهم أن هذا الذي يراه متفق عليه عند علماء الإسلام تلبيسا على الناس وهو يعلم أن الأمر ليس كذلك، فما أعظم ما ترتب من كلام ابن تيمية هذا الفيلسوف المجسم من تكفير أتباعه الوهابية للمسلمين لمجرد قصد قبور الأنبياء والصالحين وهم يعتقدون أن الأنبياء والأولياء أسباب فقط لا يخلقون منفعة ولا مضرة، فكل إثم تكفير هؤلاء المسلمين يكون في صحائف ابن تيمية يوم القيامة لأنه أول من سن هذا، فقد قال ﷺ: ومن سنة في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيء. وهو حديث مشهور رواه مسلم وغيره. وليعلم أن تكفير الوهابية للمسلمين ناشئ من سوء ظنهم بالمسلمين وعدم فهمهم لمعنى العبادة ولم يكن هذا في بلد من بلاد المسلمين قبل ظهور الداهية محمد بن الوهاب في نجد الحجاز ثم ازداد أتباعه غلوا ولا يزالون يزدادون غلوا إلى يومنا هذا، أجارنا الله تعالى وإياكم من فتنة قرن الشيطان محمد بن عبد الوهاب ومن زيغهم وضلال الوهابية وزادنا علما وحلما وثباتا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والحمد لله رب العالمين.