الأحد ديسمبر 22, 2024

كلام لخالد الجندي فيه نسبة الجهة إلى الله تعالى

قال خالد الجندي في شريط الرزق وإنفاقه: «الأكل يأتي من فوق مش من تحت ليه خلاّه فوق قلك ليربط الإنسان بالله دائمًا وأبدًا عشان الإنسان طالب من فوق من الله طالب الرزق من الله مش طالبو تحت».

الرَّدُّ: هذا الرجل شأنه غريب وعجيب فكأنه ما تعلم علم الدين عند أهل العلم الثقات المنزهين الموحدين الذين ينزهون الله عن المكان والجهة والزمان والشبيه والمثيل، فكأنه ما قرأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كان الله ولم يكن شيء غيره» رواه البخاري، وكأنه ما سمع بقول سيدنا علي : «كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان» رواه أبو منصور البغدادي، وكأنه ما قرأ قول الطحاوي: «تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات. لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات». وما قرأ قول أبي منصور البغدادي في كتابه «الفرق بين الفرق»: «وأجمعوا أنه لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان». ما قرأ عقيدة ابن عساكر: «ليس له فوق ولا تحت»، لأنه كان موجودًا قبل الفوق والتحت وقبل كل شيء ثم خلق كل شيء، فقول خالد: «خلاه فوق قلك ليربط الإنسان بالله وإنما عشان الإنسان طالب من فوق من الله» ظاهره في نسبة الجهة إلى الله جهة فوق وهو مضاد لقول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [سورة الشورى: 11]. ثم من نسب الجهة إلى الله كفَر لأنه جعل الله محدودًا ذا كمية محتاجًا إلى من جعله بذلك الحد والمحتاج عاجز والعاجز لا يكون إلـٰهًا. وهذه العقيدة نسبة جهة فوق إلى الله عقيدة اليهود والمجسمة وعقيدة فرعون. أما معنى قوله تعالى: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [سورة النحل: 50]. فوقية القهر دون المكان والجهة، أي: ليس فوقية المكان والجهة لأنّ الله منزه عن الجهة والمكان.