الأحد ديسمبر 22, 2024

كلام لخالد الجندي فيه تشبيه الله بخلقه

يقول خالد الجندي في شريط مسمّى «واستعينوا بالصبر والصلاة»: «الله أكبر دي يعني إيه، الله أكبر يعني أكبر من كل شيء التكبيرة اسمها تكبيرة الإحرام. الله أكبر من مالي. الله أكبر من عيالي الله أكبر من عملي من شغلي» إلى أن قال: «الله أكبر من الدنيا كلها بأسرها. قال لو قلتلك فلان جميل تقولي الله أجمل فلان كبير الله أكبر فلان حسن الله أحسن».

الرَّدُّ: لو رجعت إلى كلام أهل العلم في تفسير هذا اللفظ الشريف الله أكبر لوجدته موضحًا يزيل عن القلب كل توهم وريب، فإن معناه: أنّ الله أكبر كبير قدرًا وعظمة لا حجمًا لأنّ الله منزه عن الحجم والكمية والجسمية ويصح تفسيره بمعنى الكبير. فكلمة الله أكبر على هذا مرادفة لكلمة كبير، أي: أكبر من كل شيء قدرًا لا حجمًا؛ لأنّ الله هو خالق الحجم والجسم والكمية فلا يوصف بها لأنه تشبيه لله بخلقه. ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر. وللفائدة هنا أشرح معنى سبحان الله، فمعناه: تنزيهًا لله من كل عيب ونقص، أي: تنزه الله عن كل ما لا يليق به من العجز والضعف والجهل والخوف والتغير والبداية والنهاية والشكل واللون والانفعال والحركة والسكون. ومعاني البشر كثيرة كلها منتفية عن الله تعالى بقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [سورة الشورى: 11].

وأما قولك يا خالد فلان جميل تقول الله أجمل هذه توهم السامع من لم يتعلم علم العقيدة والتوحيد جمال المنظر جمال الشكل جمال الأعضاء لأنك لما تقول فلان جميل يفهم منه جميل الخلقة والشكل، والله منزه عن الشكل والجوارح والأعضاء. ومعنى إنّ الله جميل، أي: جميل الصفات، أي: صفاته كاملة أزلًا وأبدًا كالوجود والإرادة والعلم والكلام والحياة وغيرها، أو معنى جميل، أي: محسن، أي: يحسن لعباده ويتكرم عليهم بنعمه.

روى في شريط الرزق وإنفاقه خالد الجندي حديثًا قدسيًّا بزعمه: «الفقراء عيالي والأغنياء وكلائي فإذا بخل وكلائي على عيالي أخذت مالي ولا أبالي».

الرَّدُّ: نقول لخالد مَن مِنَ الحفاظ روى هذا الحديث الذي تزعم أنه قدسي، فالإسناد من الدين فلولا الإسناد لقال من شاء ما شاء كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله. ثم هذه لفظة عيالي يفهمها بعض الناس على اللغة المحلية فيقعون في الكفر؛ لأنهم يفهمون من كلمة عيال أبناء وليس المعنى كذلك فإن العيال في لغة العرب الناس الذي ينفق عليهم الشخص ولو كانوا أعمامه أو أخواله وزوجاته ووالديه، بمعنى: أنهم تحت نفقته ورعايته لكونهم محتاجين إليه ويكفيهم نفقاتهم، ولا يوجد في اللغة عيال بمعنى الأولاد وهذه العبارة من جملة ما أخرجه الناس عن معناه الأصلي. وهناك حديث ساقط شديد الضعف ليس صحيحًا يقوله كثير من الخطباء: «الخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله». قال البخاري: هذا منكر الحديث، ولو صح هذا الحديث لكان معناه فقراء الله كما قال المناوي عند شرح هذا الحديث أي فقراء إلى الله.