الجمعة أبريل 11, 2025

قول سيد قطب بعقيدة الحلول

يقول سيد قطب بعقيدة الحلولية الاتحادية لعنهم الله في كتابه المسمى “في ظلال القرءان” في تفسير سورة الإخلاص [مجلد 6/4002] ونص عبارته: “إنها أحدية الوجود فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود ءاخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية”.

ويقول في نفس الكتاب [مجلد 6/3481] أثناء تفسير سورة الحديد عن الآية {وهوَ معكم أينَ ما كنتم} [4]: “وهي كلمة على الحقيقة لا على الكناية والمجاز، والله تعالى مع كل شيء ومع كل أحد في كل وقت وفي كل مكان” اهـ.

وليعلم أن سيد قطب بعقيدته هذه يخالف جميع علماء الإسلام من السلف والخلف لأنه جعل الله منتشرًا في العالم وهذا كفر، وقوله: “في كل مكان” هذا لم يقله أحد من السلف إنما قاله جهم بن صفوان الذي قُتل على الزندقة في أواخر أيام الأمويين ثم تبعه بعض جهلة المتصوفة من غير فهم للمعنى الذي كان يريده جهم. أما جهم فكان يقول هذه العبارة ويريد معناها الحقيقي وهو الانتشار، وجهلة المتصوفة يريدون منها السيطرة على كل مكان، وقد نسب هذا القول إلى جهلة المتصوفة إسماعيل حقي النازلي في تفسيره روح البيان وهو من الصوفية، فليعلم هؤلاء في أي وادٍ يعيشون.

ثم إن كل علماء الإسلام اتفقوا على أن معنى قوله تعالى: {وهوَ معكم أين ما كنتم} [4، سورة الحديد] إحاطة علمه تعالى بكل الخلق، وأما سيد قطب فينطبق عليه ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم: “من شذَّ شذَّ إلى النار” رواه الترمذي، فبان لكل منصف أن سيد قطب خارج عن إجماع الأمة مارق من الدين والإسلام.

فانظر أخي المؤمن إلى هذا التجرؤ على الله تعالى حيث ينسب الحلول بكلمات واضحة تكشف عما في نفسه، ألم يقرأ قوله تعالى: {ليسَ كمثلِهِ شيء} [11، سورة الشورى]، وقوله تعالى: {ولم يكن لهُ كفُوًا أحد} [4، سورة الإخلاص]، وقوله تعالى: {فلا تضربوا لله الأمثال} [74، سورة النحل]؟ ألم يبلغه نقل الحافظ السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوى إجماع المسلمين على تكفير من قال بالحلول أو الاتحاد؟ ألم يسمع قول الإمام الاكبر الشيخ محيى الدين بن عربي: “من قال بالحلول فدينه معلول”. وقول الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله في الفيض الرباني: “من قال إن الله انحل منه شيء أو انحل في شيء فقد كفر” اهـ.

لو كان شمّ رائحة العلم الشرعي لعلم أن من وصف الله بالحلول فقد نسب الكيفية لله وهي منفية عنه تعالى وعن صفاته، ولكان علم أن ذلك تجسيم وكفر كما نقل الحافظ النووي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه قال: “المجسم كافر”، بل جاء ذلك عن أئمة المذاهب الأربعة رضي الله عنهم كما في كتاب المنهاج القويم شرح ابن حجر الهيتمي على المقدمة الحضرمية [ص/224] فإنه يقول فيه ما نصه: “واعلم أن القرافي وغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك” اهـ.

ويكفي في إثبات جهل سيد قطب ما ذكره في تفسيره في الجزء السابع عشر في تفسير سورة الانبياء، حيث قال: “ولا بقاء لشيء يطارده الله” اهـ.

وقال في تفسير سورة الأعراف: “ولكننا نملك بالسر اللطيف المستمد من روح الله الذي في كياننا أن نستروح وأن نستشرف هذا الأفق الساحق الوضيء” اهـ.