الثلاثاء أكتوبر 22, 2024

قول القاضي أبي زرعة وليّ الدّين العراقي([1]) رحمه الله
(ت 826هـ)

قال القاضي أبو زرعة العراقي([2]): «وفي صفة الأئمة من شرح المهذّب تكفير المجسّمة» اهـ.

قول الحافظ ابن حجر العسقلانيّ (ت 852هـ)

قال الحافظ ابن حجر([3]): «فمعتَقد سلف الأئمة وعلماء السنّة من الخلف أن الله منـزّه عن الحركة والتحوّل والحلول، ليس كمثله شىء» اهـ.

وقال أيضًا([4]): «وأما أهل السّنة ففسّروا التوحيد بنفي التشبيه والتعطيل، ومن ثَمَّ قال الجنيد في ما حكاه أبو القاسم القشيريّ: التوحيد إفراد القديم من المحدَث أي تنزيه الله عن مشابهة المخلوق وعدم الاعتقاد بالحلول والاتحاد، فلا تشابه بين القديم وهو الله، والمحدَث وهو كلّ ما سوى الله» اهـ. وقال ابن حجر أيضًا في كتابه فتح الباري([5]) تحت عنوان باب قول الله تعالى: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ (المعارج)، وقوله تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ (فاطر) ما نصّه: «قال الراغب: العروج ذهاب في صعود، وقال أبو عليّ القالي([6]) في كتابه البارع: الـمَعَارج جمع معرج بفتحتين كالمصاعد جمع مَصْعَد، والعروج: الارتقاء، يقال: عرَج (بفتح الراء) يعرُج (بضمّها) عُرُوْجًا ومَعْرَجًا، والمعرج المصعد والطريق التي تعرج فيها الملائكة إلى السماء، والمعراج شبيه السلم أو دَرَجٌ تعرج فيه الأرواح إذا قُبِضَتْ، وحيث تصعد أعمال بني آدم». ثم قال: «قال البيهقيّ: صعود الكلام الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن القبول، وعروج الملائكة هو إلى منازلهم في السماء، وأما ما وقع من التعبير في ذلك بقوله: «إلى الله» فهو على ما تقدَّم عن السلف في التفويض وعن الأئمة بعدهم في التأويل. وقال ابن بطَّال: غرض البخاريّ في هذا الباب الردّ على الجهمية المجسّمة في تعلقها بهذه الظواهر، وقد تقرَّر أن الله ليس بجسم فلا يحتاج إلى مكان يستقر فيه فقد كان ولا مكان، وإنما أضاف المعارج إليه إضافة تشريف، ومعنى الارتفاع إليه اعتلاؤه مع تنـزيهه ـ تعالى ـ عن المكان» اهـ. وكلام الحافظ ابن حجر في ذلك كثير منثور في شرحه على البخاريّ وغيره من كتبه.

[1] ) أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين الكردي الرازياني ثم المصري، أبو زرعة ولي الدين ابن العراقي، ت 826هـ، قاضي الديار المصرية. مولده ووفاته بالقاهرة، رحل به أبوه الحافظ العراقي إلى دمشق فقرأ فيها، وعاد إلى مصر فارتفعت مكانته إلى أن ولي القضاء سنة 824 هـ بعد الجلال البلقيني، وحمدت سيرته. من كتبه: «تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل»، و«أخبار المدلسين» و«تحرير الفتاوى». الأعلام، الزركلي، 1/148.

 

[2] ) تحرير الفتاوى، أبو زرعة، 3/668.

 

[3] ) فتح الباري، ابن حجر، 7/124.

 

[4] ) فتح الباري، ابن حجر، 13/462، 463.

 

[5] ) فتح الباري، ابن حجر، 13/259، 260.

 

[6] ) إسماعيل بن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى، أبو علي القالي، أحفظ أهل=
= زمانه للغة والشعر والأدب، ولد ونشأ في منازجرد. أشهر تصانيفه: «كتاب النوادر»، و«البارع» من أوسع كتب اللغة. ولد سنة 288هـ، وتوفي سنة 356هـ. الأعلام، الزركلي، 1/32.