الأربعاء ديسمبر 4, 2024

قول الشيخ ابن عِرَاق الكِنانيّ([1]) (ت 933هـ)

قال الشيخ العيدروس([2]): «الشيخ محمد بن عليّ بن عراق الكنانيّ
ـ نفع الله به ـ له عقيدة مختصرة، وهي هذه: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اللهمّ إنّا نوحّدُكَ ولا نحدُّكَ ونؤمن بك ولا نكيّفُك، جلَّ ربنا وعلا تبارك وتعالى.

حياته ليس لها بداية فالبداية بالعدم مسبوقة، قدرته ليس لها نهاية فالنهاية بالتحقيق ملحوقة، إرادته ليست بحادثة فالحادثة بالأضداد مطروقة، سمعه ليس بجارحة فالجارحة مخروقة، بصره ليس بحدقة فالحدقة مشقوقة، علمه ليس بكسبيّ فالكسبيّ بالتأمل والاستدلال يعلم، ولا بضروريّ فالضرورة على الإرادة والإلزام تلزم.

كلامه ليس بصوت فالأصوات توجد وتُعْدَم، ولا بحرف فالحروف تُؤخَّر وتُقَدَّم، ذاته ليس بجوهر فالجوهر بالتحيُّز معروف، ولا بِعَرَض فالعرض باستحالة البقاء موصوف، ولا بجسم فالجسم بالجهات محفوف. هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس، على العرش استوى من غير تمكّن ولا جلوس. لا العرش له من قِبَلِ القرار، ولا الاستواء من جهة الاستقرار. العرش له حدٌّ ومقدار، والربّ لا تدركه الأبصار. العرش تكيّفه خواطر العقول وتصفه بالعرض والطول وهو مع ذلك محمول، والقديم لا يَحُول ولا يزول. العرش بنفسه هو المكان، وله جوانب وأركان، وكان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان. جلَّ عن الشبيه والتقدير والتكييف والتغيير والتأليف والتصوير: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {11} (الشورى)، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد البشير النذير، ونستغفر الله من كلّ تقصير، غفرانك ربّنا وإليك المصير، انتهت العقيدة» اهـ.

[1] ) ابن عراق، محمد بن عليّ بن عبد الرحمن بن عراق، شمس الدين، أبو عليّ الكنانيّ الدمشقيّ، ت 933هـ، باحث. ولد في دمشق ونشأ وجيهًا شجاعًا ثم انقطع إلى العلم، وسكن بيروت، وتصوّف وحجّ فجاور بالحرمين، واشتهر وانتفع الناس بعلمه. وتوفي بمكة فخرج أميرها في جنازته. من مصنفاته: «هداية الثقلين في فضل الحرمين»،  و«السفينة العراقية»، و«المنح العامية والنفحات المكية». الأعلام، الزركلي، 5/12.

 

[2] ) النور السافر عن أخبار القرن العاشر، العيدروس، 1/97.

    العيدروس هو عبد القادر بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله، ت 1038هـ، مؤرخ باحث، من أهل اليمن. من كتبه:  «الحدائق الخضرة في سيرة النبي وأصحابه العشرة»، و«الدرّ الثمين في بيان المهمّ من علم الدين». الأعلام، الزركلي، 4/39.