الأحد يناير 5, 2025

قول الشيخ أسامة السيد اللبناني حفظه الله

قال الشيخ الأديب أسامة السيد في بعض دروسه: «استدلَّت المجسمة على أن الله يسكن السماء بقول فرعون: يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ {36} أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى (غافر)، فقلت وبالله التوفيق: [مجزوء الكامل]

زَعَمَ المشبّهُ أنَّه

 

اللهُ يسكُنُ في العُلا

وقدِ استدلَّ لكُفرِه

 

مِن قولِ فرعونٍ خلا

فرعونُ صارَ إمامَهُ

 

ذاك المكفَّنُ بالبِلى

إذْ قالَ فرعونُ ابنِ لي

 

هامانُ صرحًا في العُلا

نَسَبَ المكانَ لربّنا

 

بغبائهِِ لما غَلا

وكَذا فراعنةُ الزَّمانِ تَتبَّعُوا أَثَر الأُلى

ظهرَ الولاءُ بطبعِهِم

 

والحقُّ في العِلمِ انْجَلى

لوْ قيلَ عنْهُمْ إنَّهُمْ

 

شرُّ البليَّةِ والبَلَا

أوَلَيْسَ بادٍ كفرُهُمْ؟

 

فجوابُنا أبدًا: بلى

 

انتهى النقل عن الشيخ أسامة السيد.

وكما ترى -أيها القارئ- فهذه عُجالة جمعتها من أقوال علماء الخلف في تنزيه الله عن الجسمية، وليس ذلك حصرًا؛ فإنّ مَنْ يتتبع أقوال العلماء سلفًا وخلفًا في التنزيه يجد أضعاف أضعاف ما نقلته في هذا الكتاب، وفي ما ذكرناه كفاية وإنما قَصَدْنا إلى تعداد النقول بطريقة إحصائية على مدار العصور قرنًا بعد قرن ليُعلم أن القائل بالجسمية في حق الله محكوم بكفره إجماعًا لا يُقَرُّ على مقالته، ولا وجه لصحتها بأيّ وجه من الوجوه الشرعية أو اللغوية، على أننا قدمنا أنه يكفي في نفي الجسمية عن الله تعالى قوله عزَّ وجلَّ: ﭽﭡ  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ {11} (الشورى) فهي أصرح آية في تنزيه الله التنزيه الكليّ عن مشابهة المخلوقين. والله الموفق، أعاذنا برحمته من الخِذلان.