قول الإمام أبي إسحاق الشيرازيّ([1])
(ت 476هـ)
قال أبو إسحاق الشيرازيّ([2]): «وأن استواءه ليس باستقرار ولا ملاصقة، لأنَّ الاستقرار والملاصقة صفة الأجسام المخلوقة، والربّ عزَّ وجلَّ قديم أزليٌّ، فدلَّ على أنه كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو على ما عليه كان» اهـ.
وقد جعل الشيرازي المجسّمة كالقائلين بالتثليث (طائفة من النصارى يقولون: الله هو الأب والابن والروح القدس يعنون بالأول الله وبالثاني عيسى وبالثالث جبريل) فهم عنده كفّار([3]). وحيث إنه قد شبههم وألحقهم بالقائلين بالتثليث يعنى أنه قد حكم عليهم بالكفر.
[1] ) إبراهيم بن عليّ بن يوسف الفيروزأبادي الشيرازيّ، ت 476هـ، أبو إسحاق العلامة المناظر. ولد في فيروزأباد وانتقل إلى شيراز فقرأ على علمائها، وانصرف إلى البصرة ومنها إلى بغداد سنة 415هـ فأتم ما بدأ به من الدرس والبحث. وظهر نبوغه في علوم الشريعة، فكان مرجع الطلاب ومفتي الأمة في عصره، واشتهر بقوة الحجة في الجدل والمناظرة. وبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظامية على شاطئ دجلة. له تصانيف كثيرة منها: «التنبيه»، و«المهذب» في الفقه، و«التبصرة في أصول الشافعية»، و«طبقات الفقهاء»، و«اللمع». مات ببغداد. طبقات الشافعية الكبرى، السبكيّ، 3/88. الأعلام، الزركلي، 1/51.
[2] ) الإشارة إلى مذهب أهل الحق، أبو إسحاق الشيرازيّ، ص235.
[3] ) اللمع، أبو إسحاق الشيرازيّ، ص72.