الأحد ديسمبر 22, 2024

قولهم في الرؤية:

وأجمعوا على أن الله تعالى يُرى الأبصار في الآخرة يراه أهل الجنة وهم في الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة أي أنه تعالى لا يكون في جهة ولا مكان إنما هم في مكانهم في الجنة. وأنه ثراه المؤمنون دون الكافرين لأن ذلك كرامة من الله تعالى لقوله { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } وجوزوا الرؤية بالعقل وأوجبوها بالسمع وإنما جاز في العقل لأنه موجود وكل موجود فجائز رؤيته إذا وضع الله تعالى فينا الرؤية له، ولو لم تكن الرؤية جائزة عليه لكان سؤال موسى عليه السلام {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ } جهلاً وكفراً، ولما علق الله الرؤية باستقرار الجبل بقوله { فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } وكان ممكناً في العقل استقراره لو أقره الله وجب أن تكون الرؤية المعلقة به جائزة في العقل ممكنة. فإذا ثبت جوازه في العقل، ثم جاء السمع بوجوبه بقوله تعالى: { وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنكم سترون ربكم” والأخبار في هذا مشهورة متواترة، وجب القول به والإيمان والتصديق له.