الأحد يناير 5, 2025
  • قصة الامرأة الصالحة وهي بنت ملك من الملوك

     

    إنّ الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونشكره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل ولا ضد ولا ند له، يا رب، ياربي اجعل أول هذا النهار فلاحا وأوسطه نجاحًا وءاخره سلاما يا رب العالمين . وأشهد أن سيّدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمّدا عبده ورسوله وصفيّه وحبيبه صلى عليك الله يا علم الهدى ما سبح الديان كل موحد وسلّم ربنا تسليمًا كثيرا.

     

    أما بعد، فيا عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله، وبالعمل بأوامر الله والسير على خطى نبينا الكريم بالاستعداد ليوم الموقف العظيم لليوم الذي لا ينفع فيه المال، لا ينفع فيه المال ولا البنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

     

    يقول ربنا تبارك وتعالى في القرءان الكريم: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ . سورة النحل  / 18

     

    وأعظم نعمة أنعم الله بها علينا هي نعمة الإيمان، فماذا ينفع مال الدنيا بعد الموت إذا مات الإنسان على غير الإيمان؟ فليحرص كل مسلم على أن تكون انفاسه مستعملة لأمر الآخرة، والباقيات الصالحات خير عند ربك، وتذكر أخي المسلم قول سليمان عليه السلام للفلاح الذي نظر إلى سليمان عليه السلام وهو على بساط الريح وقال: لقد أعطى الله ءال داود ملكا عظيما فرجع اليه سليمان عليه السلام وقال له: إني رجعت اليك لئلا تتمنى ما لا تقدر عليه لستبيحة واحدة يقبلها الله منك خير لك من الدنيا وما فيها.

     

    واسمعوا معي إخوة الإيمان قصة امرأة من بني إسرائيل كانت مسلمة عابدة صالحة ابنة ملك من الملوك تقدم لخطبتها رجل من أبناء الملوك فأبت أن تتزوج به ثم قالت لجارية لها انطلقي والتمسي لي رجلا ورعا زاهدا ناسكا فقيرا، فانطلقت الجارية فوجدت فقيرا عابدا ورعا، فجاءت به الى مولاتها، فقالت له إن شئت أن تتزوج بي ذهبت معك الى من يعقد نكاحي عليك، ففعل فعقدوا النكاح ثم قالت له انطلق بي الى أهلك، فقال: والله ما أملك الا هذا الكساء الذي على ظهري هو دثاري بالليل ولباسي بالنهار، فقالت اني قد رضيت بك على ذلك. ابنة الملوك تقول للفقير الورع رضيت بك على ذلك، فانطلق بها الى اهله، وكان يكسب بالنهار ويأتيها بالليل بما تفطر عليه، ولم تكن تفطر بالنهار بل تصوم تطوعا لله تعالى، وكان اذا اتاها بشىء افطرت عليه وحمدت الله تعالى على كل حال، قال الآن تفرغت للعبادة، فلما كان ذات يوم لم يُفتح عليه بشىء يأتيها به، ففزع من ذلك وشق عليه وقال: زوجتي جالسة في بيتها وهي صائمة تنتظر ان ءاتيها بشىء تفطر عليه، فقام فتوضأ وصلى ودعا ربه تبارك وتعالى وقال: يا رب إنك تعلم أني ما أسألك لدنياي وإنما ذلك لرضا زوجة صالحة، اللهم ارزقني رزقا من لدنك فإنك خير الرازقين، قال فنَزلت عليه لؤلؤة من السماء فأخذها وذهب بها الى امرأته، فلما نظرت اليه راعها ذلك وقالت له: من اين اتيت بهذه اللؤلؤة التي لم أر مثلها قط عند اهلي ؟ فقال لها طلبت اليوم قوتا فلم يفتح لي بشىء فدعوت ربي سبحانه وتعالى فرزقني هذه اللؤلؤة من السماء. فقالت ارجع الى مكانك الذي دعوت الله تعالى فيه فابتهل اليه واسأله وقل: اللهم سيدي ومولاي ان كان هذا شيئا رزقتنا في الدنيا فبارك لنا فيه، وان كان مما ادخرته لنا في الآخرة الباقية فارفعه، ففعل الرجل ذلك، فرفعت اللؤلؤة، فرجع اليها فأخبرها بذلك، فقالت: الحمد لله الذي أرانا ما ادخر لنا في الآخرة، ثم قالت: لا أبالي الآن أن لا اقدر على شىء من هذه الدار الفانية، وشكرت الله تعالى على ذلك.

     

    اخوة الإيمان، الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر كما جاء في الأثر، لا تفرحوا إلا بعلم أو عمل صالح فإنه الرفيق في القبر حيث يتخلف الأهل والمال والأصدقاء والولد.

     

    اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا.

    اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا.

    وزهدنا فيها يا أرحم الراحمين

     

    هذا وأستغفر الله لي ولكم

     

     

     

     

     

     

     

     

    الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

    إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ الْوَعْدِ الأَمِينِ وَعَلَى إِخْوَانِهِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ. وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَءَالِ الْبَيْتِ الطَّاهِرِينَ وَعَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللَّهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ فَاتَّقُوهُ.

    وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلَى نَبِيِّهِ الْكَرِيْمِ فَقَالَ ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى ءَالِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾، اللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْنَاكَ فَاسْتَجِبْ لَنَا دُعَاءَنَا فَاغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِنَا وَءَامِنْ رَوْعَاتِنَا وَاكْفِنَا مَا أَهَمَّنَا وَقِنَا شَرَّ مَا نَتَخَوَّفُ. عِبَادَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغِي، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يُثِبْكُمْ وَاشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَاتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا، وَأَقِمِ الصَّلاةَ.