الخميس نوفمبر 21, 2024

قال عمرو خالد كل المؤمنين يعبرون الصراط من كل الأديان

قال ذلك في المدينة الرياضية – بيروت في 11/3/2002.

قال عمرو خالد: «دخول الجنة مرتبط بالنبي، كل المؤمنين من كل الأديان، كل عبر الصراط، كل الذين نجوا عبر الصراط».اهـ.

الرَّدُّ:

في هذه العبارة ضلالتان خطيرتان لا يتفوه بهما طالب علم صغير فضلًا عن العلماء والعقلاء.

الضلالة الأولى: قال كل المؤمنين يعبرون الصراط والصواب: أنه ليس كل المؤمنين يعبرون الصراط فالمعلوم أن بعض المؤمنين لا بد وأن يعذبوا في نار جهنم بعد وقوعهم عن الصراط ولا يخلدون في نار جهنم إذ لا يخلّد فيها إلا الكافر والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسُّنَّة والإجماع فمن المعلوم من الدين بالضرورة أن عصاة المؤمنين الذين ماتوا من غير توبة منهم من يغفر الله لهم بفضله ومنهم من يعذبهم بعدله وقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ} [سورة النساء: 48]، والدليل على صحة ما نقول ما وراه البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يخرج من النار من قال لا إلـٰه إلا الله وفي قلبه وزن ذرة من إيمان».اهـ.

وأما الضلالة الأخرى: فيعتبر أن كل الأديان فيها مؤمنون ففي هذا الكلام خلط وخبط. فليعلم عمرو وغيره أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء من أولهم ءادم إلى ءاخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام، فالأنبياء دينهم واحد أي عقيدتهم واحدة فكلهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى أما من حيث الشرائع فشرائعهم مختلفة، أي: يوجد بعض الاختلاف في مسائل العبادات والمعاملات وغيرها من مسائل الفروع وإنما جاء هذا الاختلاف بسبب اختلاف مصالح العباد بين أمة وأخرى ولذلك يقال شرائع سماوية ولا يقال أديان سماوية إذ إنه لا يصح إطلاق لفظ «مؤمنون» إلا لمن دان بدين واحد الذي هو دين الأنبياء جميعًا وهو دين الإسلام فدين الإسلام هو الدين السماوي الوحيد فلو قال المؤمنون هم أتباع الأنبياء ولو اختلفت شرائعهم لما اعترضنا عليه في هذا لأن كل الأنبياء والذين اتبعوهم بإحسان هم مؤمنون حقًّا لكن لا يقال المؤمنون من الأديان المختلفة لأن الإسلام هو دين جميع الأنبياء ألم يقرأ عمرو خالد قوله تعالى: {إنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [سورة ءال عمران: 19] ألم يسمع بقوله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْأخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [سورة ءال عمران: 85] أما بلغه قوله تعالى عن سيدنا عيسى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مَنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِيَ إِلَى اللهِ قَال الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ ءَامَنَا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [سورة ءال عمران: 52] وقول الله تعالى عن سيدنا سليمان: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [سورة النمل: 30، 31]، ألم يبلغه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال عن الأنبياء «دينهم واحد» رواه البخاري، فإن كان بلغه ومع ذلك حرّف أو كان لم يبلغه ومع ذلك تكلم في مثل هذا الأمر الذي هو أصل في الدين بغير علم فهو – في الحالين – غير أهل ليؤخذ منه علم الدين وصدق الجنيد البغدادي t حيث قال:

فساد كبير عالم متَهَتَكْ
هما فتنة في العالمين كبيرة

 

وأعظم منه جاهل مُتنسّكُ
لمن بهما في دينه يتمسكْ