الأحد ديسمبر 22, 2024

قال الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ… *} [سورة البقرة]

معنى هذه الآية لا تُكرِهوا أحدًا على الدخول في الإسلام بالقتال حتى يأتيَكم الإذن، ثم جاءهم الإذن بالقتال فنُسِخت هذه الآية بآياتِ القتال، وليس معنى هذه الآية أن للإنسان حرية أن يعتقد ما شاء والعياذ بالله تعالى، وقال بعض المفسرين: أي أنت يا محمد لا تستطيع أن تُكرِهَ قلوبَهم على الإيمان.

وقال بعضُهم أي ليس لك أن تُكرِه الذين يدفعون الجِزية ما داموا يدفعونها ويخضعون للسُلطة أي يلتزمون الشروط.

قال الإمام أبو منصور الماتريدي في كتابه «تأويلات أهل السنة» ما نصه[(59)]: «وقال آخرون: هو منسوخ بقوله عليه السلام: أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إلـه إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها».اهـ

فهذه آية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ… *} منسوخة بآيات الجهاد كآية {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا… *} [سورة الحج] ، وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ… *} [سورة البقرة] . وبقوله تعالى: {…تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ… *} [سورة الفتح] ، وبقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ… *} [سورة التوبة] ، وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمَّرَ أميرًا بالجهاد: «قاتلوا من كفر بالله» رواه مسلم في صحيحه.

في هذا دليل صريح على أن سبب مشروعية قتالهم هو كفرُهم وليس كما قال البوطي وكثير من المعاصرين المداهنين «هو لدفع عدوانهم فلا يكون ابتداءً وإنما يكون دفاعًا» وهذا منهم تحريف للكلم عن مواضعه، يقول الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ *} [سورة التوبة] ، فلو كانت الآية تُعطي حرية العقيدة كما يزعم بعض العصريين، فلماذا توعَّدَهم الله وتهدَّدَهم؟

وما أصرح الحديث المتواتر في أن الآية لا تعطي حرية الكفر والاعتقاد، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرتُ أن أُقاتِل الناس حتى يشهدوا ألاّ إلـه إلا الله وأن محمدًا رسول الله» رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وهو متواتر رواه خمسة عشرَ صحابيًا.

وأما قولُه تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآَمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ *وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ *} قال القاضي ابن عطِيَّةَ الإشبيلي الأندلسي في تفسيره «المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» في سورة يونس ما نصه[(60)]: «المعنى أن هذا الذي تقدَّمَ إنما كان جميعه بقضاء الله عليهم ومشيئتِه فيهم ولو شاء اللهُ لكان الجميعُ مؤمنًا، فلا تأسَفْ أنتَ يا محمدُ على كفرِ من لم يؤمن بكَ وادعُ، ولا عليكَ فالأمرُ محتومٌ، أفَتريدُ أنتَ أن تُكرِه الناسَ بإدخالِ الإيمانِ في قلوبِهم وتضطَرَّهم إلى ذلك واللهُ عزَّ وجَلَّ قد شاء غيرَه» اهـ.

فتبينَ أن معنى الآية أن الرسولَ عليه السلامُ ليس عليه أن يُكرِهَ القلوبَ لأنَّ القلبَ أمرُهُ مخفِيٌّ، فليس على الرسولِ أن يُكرِهَ الناسَ حتى تصيرَ قلوبُهم مؤمنة لأن هذا لا يملِكُهُ الرسولُ وليس في استطاعتِه إنما الذي في استطاعتِه صلى الله عليه وسلم أن يدعُوَهُم إلى الإسلامِ ويقاتِلَهُم على ذلك إلى أن يُسْلِموا بأن يتشَهَّدوا أو إلى أن يدفعوا الجزيةَ، فهذا الذي كُلِّفَهُ الرسولُ لأن هذا عَمَلُ الظاهِرِ. فظَهَر بهذا أنهُ لم يقُل أحدٌ من أهل العلم إن معنى الآية يدُلُّ على حرية الرأي والفِكْر والاعتقاد والتعبير ولأن الكافرَ لا يُكرَهُ على الدخول في الإسلام.

وأولى ما ذُكِرَ في تفسير {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} القولُ إن المعنى لا تستطيعون أن تُكرِهوا القلوبَ حتى تصيرَ مؤمنةً ويؤيدُ ذلك قولُهُ تعالى: {…قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} أي أن الرسولَ بلَّغَ وبيَّنَ طريقَ الإسلامِ الذي هو الرُّشْدُ فمن سَمِعَ وقَبِلَ تبليغَه فقد اهتدى أي نجا من الضلال.

إن رأينا مسلمًا يريدُ الانتحارَ بأن يرميَ بنفسه من شاهق جبل أو بأن يرميَ نفسَه في البحر ليغرقَ أو بأن يرميَ بنفسِه في النار ليحترق نسعى لإنقاذه من الهلاك، فبالأولى أن نسعى لإنقاذِ الكافرِ من الكفرِ الذي يؤدي به إلى الخلودِ في نار جهنم إن مات عليه.

وهذا معنى قول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ… *} [سورة البقرة] .

وليس معنى قول الله تعالى: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ *} أنه ليس مأمورا أو ليس مكلفا بدعوة الكفار إلى الإسلام كما ادعى بعض المحرفين لشريعة الله.

وقول الله تعالى: {…أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ *} ، فمعناه أنك يا محمد لست مكلفا بهداية قلوب الكافرين لأن أمر القلوب إلى الله وليس إليك، لكنه مأمور بالقتال لإدخالهم في الإسلام أو بدعوتهم من غير قتال. روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عجب الله من قوم يدخلون الجنة بالسلاسل. ومعنى عجب رضي، وذلك أن قومًا يدخلون الإسلام مكرهين بالسيف ثم يثبتون فهؤلاء كأنهم دخلوا الجنة بالسلاسل.

وأما قول بعض الناس الذين لا علم لهم والعياذ بالله في معنى هذه الآية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} أن الله تعالى خلق العباد ولم يأمرهم بعبادته وأن الدين جاء بحرية العقيدة والفكر والقول، كما صرّح غير واحد من أهل الضلال أمثال ذاك النائب اللبناني الذي يدّعي المشيخة والعلم من آل ضاهر في برنامج تلفزيوني على قناة الجديد اسمه الأسبوع في ساعة في تاريخ 29/05/2011، وعمرو خالد عندما جاء إلى بيروت ليلقي محاضرة في المدينة الرياضية في بيروت بتاريخ 11/03/2002 قال والعياذ بالله بلهجته المصرية: «الإسلام حرية العقيدة: تعبد إللي أنت عايزه» (أي أن الإنسان يجوز له أن يعبد ما يريد) وهذا إباحة للإشراك بالله وعبادة غيره والعياذ بالله تعالى من هذا الكفر، ثم قال بعد ذلك: «الصحابة كفلوا حرية العقيدة»، وهذا بتسجيل فيديو بالصوت والصورة لدينا، وقد أخبرنا رجل من أهالي بيروت من آل اللاذقي أن امرأة دعيت لأن تتعلم الشرع والفقه في الدين فأجابت: «لقد قال الداعية عمرو خالد الإنسان يعبد إللي هو عايزه فأنا لا أريد أن أكون مسلمة» وقالت «أنا لا أريد أن أعبد الله» محتجة لهذا الكفر بكلام عمرو خالد، فانظر إلى هذا الوبال الذي حصل بسببه، وقد قال أيضا عمرو خالد في رسالة له نشرها في مكتبته التي في موقعه على الإنترنت إلى الدنماركيين الذين أساؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالرسومات المسيئة التي فيها أبشع وأقبح الشتائم والسبّ لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، تحت عنوان «كلمة الأستاذ عمرو خالد الأولى عن أحداث الدنمارك» فقال لهم: «مفهوم عند الغرب عظيم نحترمه ونحتاجه ونقدسه اسمه حرية التعبير، مفهوم عظيم حضاري وإنساني».

وهذا يوسف القرضاوي في موقعه على الإنترنت وبرامجه التلفزيونية على قناة الجزيرة ومحطة بي بي سي، يقول بحرية العقيدة مستندا إلى هذه الآية، ففي كتاب له سماه «الدين والسياسة» الفصل السادس في باب سماه «الدولة الإسلامية وحقوق الإنسان» يقول ما نصه: «الواقع من المبادئ الأساسية في الإسلام أن حرية الاعتقاد مكفولة للجميع»، وقال القرضاوي أيضا في مقابلة مع محطة ال بي بي سي في البرنامج المسمى «في الصميم» ما نصه[(61)]: «الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة»، وقد قال علي جمعة مفتي مصر في برنامج «بالعربي»[(62)] عندما سألته المذيعة عن المسلم الذي يترك دينه فقال لها: «لا يجوز»، فسألته عن النصراني الذي يترك نصرانيته ويدخل في الإسلام فقال علي جمعة: «كما لا يجوز للمسلم أن يترك دينه لا يجوز للمسيحي أن يترك دينه»! والعياذ بالله من تكذيب القرءان.

فقد قال الله تعالى: {…وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ *} ، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتواتر الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألاّ إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله» وقال صلى الله عليه وسلم: «ما من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي وبما جئت به إلا كان من أصحاب النار» ، فعلى قول الدكتور علي جمعة أن النبي كان يدعو الكفار إلى شىء محرم وهو أن يتركوا دينهم والعياذ بالله تعالى من مسخ القلوب، وأمثال هؤلاء هم الذين جرّؤوا من أساء إلى نبيّنا أن يتمادى في كفره وضلاله، فقد كانوا يذهبون إليهم ويعقدون معهم المؤتمرات والمحاضرات باسم الحوار فكانوا يداهنونهم ويقولون لهم كذبا إن الإسلام جاء بحرية العقيدة والفكر والقول والعياذ بالله من سوء الحال، فبعد أن رسم بعض الصحافيين الدنماركيين الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم احتجوا بقول هؤلاء المتسترين باسم الإسلام أن الإسلام جاء بحرية العقيدة والتعبير والقول والفكر والعياذ بالله.

وهذا الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي يقول في كتاب له سماه «الله أم الإنسان أيهما أقدر على رعاية حقوق الإنسان!» ما نصه[(63)]: «و نحن نعلم أن الإنسان مخير في الدنيا بين أن ينقاد لأمر الله فيعتنق الإسلام أو لا ينقاد لأمره فيبقى على ما هو عليه متبعا أي دين أو عقيدة يشاء».اهـ

واعجبوا أولا من اسم هذا الكتاب!

وقال البوطي في كتابه المسمى «حرية الإنسان في ظل عبوديته لله» ما نصه[(64)]: «بل إن بوسعه – أي الإنسان – في حياته الدنيا هذه أن يذعن لوجود الله وربوبيته وأن لا يذعن ولن يلحقه – أي الإنسان – من جراء تمرده على هذه الحقيقة أو من جراء إعراضه عن تعليماته وهديه – أي الله – أي عقاب دنيوي عاجل تجد هذا – على زعمه – في مثل قول الله عز وجل: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ… *} [سورة الكهف] ، وفي قوله عز وجل {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ… *} [سورة البقرة] ».اهـ

انظروا إلى هذا محمد راتب النابلسي الدمشقي الذي يقول في كتابه المسمى «تأملات في الإسلام» ما نصه[(65)]: «ومن هذه الحقوق التي أعلنها الإسلام جهرة، قبل خمسة عشر قرنا، حق الحياة وحق الكرامة الإنسانية وحق التفكير وحق التدين وحق الاعتقاد وحق التعبير».

وممن قال أيضا بما يسمى «حرية الاعتقاد والفكر والتعبير والقول» المدعو الشيخ إسماعيل المجذوب الحمصي كما يشهد عليه بذلك رجل من آل سعادة وآخر من آل بتكجي وآخر من آل صدقة وآخر حمصي، وذلك في بيته في حمص قرب القلعة، فقال بزعمه: «لا يوجد دليل على أن الرسول قاتل الكفار لإدخالهم في الإسلام»، فقيل له: «ماذا تقول في قوله عليه الصلاة والسلام الذي في البخاري ومسلم وهو حديث متواتر: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألاّ إلـه إلا الله وأن محمدًا رسول الله؟ فأي إكراه أشد وأكبر من القتال لإدخالهم في الإسلام. وماذا تقول في قول الله تعالى: {…تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ… *} . يقول: «كلامكم أكبر من عقلي».

فيجب الحذر من هؤلاء وأمثالهم الذين يحرفون معاني الآيات ويتكلمون بالكفر ويداهنون الكفار مع أن الكفار لا تعجبهم مداهنتهم لهم ويعرفون أنهم يداهنونهم.

وقد حذّر الله منهم ومن أمثالهم بقوله: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ *} [سورة القلم] .

فاحذر أخي المسلم من قولهم بحرية العقيدة والفكر والتعبير محتجين بغير حق بهذه الآية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} فكلامهم باطل لم يقل به أحد من الصحابة ولا السلف ولا أحد من العلماء المعتبرين الذين نقلوا لنا هذا الدين.

فكيف جاء الدين بحرية العقيدة بزعمهم وهناك أكثر من ستين آية جاءت بالوعيد والتهديد بالعذاب الشديد والخلود الأبدي للذين يموتون على الكفر والعياذ بالله؟

فقد قال تعالى: {…وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *} [سورة البقرة] .

فلو كان كما يزعم هؤلاء الجهلة فلماذا خلق الله جهنّم؟!

قال الله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَِمْلأََنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ *} [سورة السجدة] .

فأين حرية العقيدة المزعومة مع هذا التهديد والوعيد بجهنّم لمن مات على غير الإسلام؟!

ولماذا أرسل الله تعالى الرسل؟!

فقد قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ… *} [سورة الأنعام] .

ومعنى الإنذار التهديد والوعيد بالعذاب، فأين ما يسمى حرية التعبير والرأي والفكر والعقيدة مع هذا الوعيد بجهنم؟! بل كان ترك الناس وما هم عليه من عقائد وأفكار ومعتقدات مختلفة فيها أنواع الكفريات والضلالات كما كان أهل الجاهلية الذين بعث إليهم الرسل.

فلو كان كما زعم هؤلاء الدكاترة والمشايخ الذين يداهنون على حساب الشريعة والإسلام ليتقربوا من غير المسلمين توددَّا ومداهنة فليجيبوا على هذه الأسئلة لماذا خلقت جهنم ولمن؟ ولماذا التهديد والوعيد في مئات آيات القرءان؟ ولماذا كل هذا التاريخ الحافل بالجهاد في سبيل الله تعالى من الأنبياء والأولياء والصالحين والأمم المسلمة الماضية والأمة المحمدية؟ ولماذا أنزل الله الكتب السماوية تدعو إلى التوحيد والإيمان والإسلام؟ ولماذا خرج النبي بنفسه في سبع عشرة غزوة؟ ولماذا أيّد الله نبيه والصحابة الكرام بالملائكة العظام في غزوة بدر؟ ولماذا خرج النبي وأغار على بني المصطلق وهم غارّون – أي لا علم لهم – فقتل مقاتلتهم وسبى نساءهم وذراريّهم ولم يكونوا في القتال معه بل هو فاجأهم وبدأهم بذلك؟ فلو كان كما زعم هؤلاء المحرفون لدين الله أن الجهاد يكون دفاعا فقط أو لمقاتلة المحاربين فليجيبوا عن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذا.

فقد روى البخاري في صحيحه في كتاب «العتق» في باب «من ملك من العرب رقيقا فوهب وباع وجامع وفدى وسبى الذرية» قال: (حدثنا علي بن الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا ابن عون قال كتبت إلى نافع فكتب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وأصاب يومئذ جويرية. حدثني به عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش).

فلا دليل بعد هذا أصرح ولا أصح من كتاب الله وسنة نبيه وإجماع الأمة على جواز قتال الكفار لإدخالهم في الإسلام ابتداءً أو دفاعا بدليل ما تقدم من البراهين الواضحات والتي لا يخالفها ولا يشذ عنها إلا مبتدع ضال ينطبق عليه ما في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم: «من شذّ شذ إلى النار» وفي رواية «شذ في النار» .

ـ[59]    تأويلات أهل السنة (دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1426هـ المجلد الثاني ص239).

ـ[60]    المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (ج3/ص145).

ـ[61]    وهي موجودة على موقع القناة الرسمي على الإنترنت وذلك نهار الأحد في 7 شباط 2010 .

ـ[62]    في قناة العربية مع جيزيل خوري المذيعة اللبنانية بتاريخ 15/09/2007 .

ـ[63]    الله أم الإنسان أيهما أقدر على رعاية حقوق الإنسان! (طبعة دار الفكر سوريا الطبعة الأولى سنة 1419هـ ص68).

ـ[64]    حرية الإنسان في ظل عبوديته لله (طبعة دار الفكر المعاصر بيروت لبنان ودار الفكر دمشق سوريا الطبعة الأولى سنة 1413هـ ص31).

ـ[65]    تأملات في الإسلام (طبعة دار المكتبي الطبعة الرابعة سنة 1428هـ ص248).