قال الله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ *} [سورة الرحمـن]
قال الإمام الماتريدي في تفسيره «تأويلات أهل السنة» ما نصه[(638)]: «قال الزجاج: قوله تعالى: {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ *} ليس هو الفراغ عن الشغل» . ثم قال: «ومنهم من يقول: هذا على الوعيد في كلام العرب» . وفي ص474 قال ما نصه: «فأما الله سبحانه وتعالى حيث لا يشغله فعل عن فعل، ولا شىء عن شىء» اهـ.
فمن وصف الله تعالى بأنه يشغله شىء عن شىء ويأخذ عليه وقتا فقد شبهه بخلقه ووصفه بالعجز والضعف فالله تعالى هو خالق المكان والزمان كما قال الامام ابو منصور البغدادي في كتابه «الفرق بين الفرق»[(639)]: واجمعوا على انه لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان. فليس في هذه الآية ان الله تعالى ينشغل بشىء ثم لما ينتهي منه ينتقل الى شىء آخر وهكذا فهذا مستحيل على الله والله منزه عن ذلك وانما معنى هذه الآية تهديد ووعيد.
ـ[638] الفرق بين الفرق (ص333 طبعة دار المعرفة).
ـ[639] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1413هـ الجزء الخامس ص257).