قال الله تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ… *) [سورة الملك]
الشرح: قال الحافظ النووي الشافعي المتوفى سنة (676هـ) في شرح صحيح مسلم ما نصه[(663)]: «قال القاضي عياض المالكي: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى: «ءأمنتم من في السماء» ونحوه ليس على ظاهرها بل متأولة عند جميعهم» اهـ.
وكذا قال المفسرون من أهل السنة والجماعة كفخر الدين الرازي المتوفى سنة (504هـ) في تفسيره[(664)] وأبي حيان الأندلسي المتوفى سنة (754هـ) في تفسيره البحر المحيط[(665)] وأبي السعود الحنفي المتوفى سنة (1172هـ) في تفسيره[(666)] والمفسر محمد بن أحمد القرطبي المتوفى سنة (671هـ) في تفسيره الجامع لأحكام القرءان[(667)] وفي كتاب صفات الله تعالى وما ورد فيها من الآي والأحاديث[(668)] والإمام أبي القاسم القشيري المتوفى سنة (465هـ) في تفسيره المسمى لطائف الإشارات[(669)] وإمام أهل السنة والجماعة الإمام أبي منصور الماتريدي المتوفى سنة (333هـ) في تفسيره تأويلات أهل السنة[(670)] وعصام الدين إسماعيل بن محمد الحنفي المتوفى سنة (1195هـ) في حاشية القونوي على تفسير البيضاوي[(671)] وأبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي المتوفى سنة (1342هـ) في تفسيره المسمى روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني[(672)] والشيخ محمد بن أحمد الخطيب الشربيني المصري المتوفى سنة (977هـ) في تفسير الخطيب الشربيني[(673)] والإمام الشيخ ميمون بن محمد النسفي المتوفى سنة (508هـ) في كتابه بحر الكلام[(674)] والشيخ شهاب الدين أبي العباس بن يوسف بن محمد بن ابراهيم المعروف بالسمين الحلبي المتوفى سنة (756هـ) في كتابه الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون[(675)] والمفسر محمد بن مصلح الدين مصطفى القوجوي الحنفي المتوفى سنة (951هـ) في حاشية محي الدين شيخ زاده على تفسير البيضاوي[(676)] وأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري المتوفى سنة (468هـ) في كتابه الوسيط في تفسير القرآن المجيد[(677)] وإمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني الشافعي المتوفى سنة (478هـ) في كتابه الشامل في أصول الدين[(678)] وعبارة القرطبي في تفسيره لهذه الآية قال: «قال ابن عباس: قيل هو إشارة إلى الملائكة وقيل إلى جبريل وهو الموكل بالعذاب» اهـ.
وكن على ذكر بما نقله الإمام المفسر القرطبي أيضا في كتابه «صفات الله تعالى وما ورد فيها من الآي والأحاديث»[(679)] عن شيخه أبي العباس أحمد بن عمر الأنصاري المتوفى سنة (656هـ) أنه قال: «لا خلاف بين المسلمين قاطبة محدثهم وفقيههم ومتكلمهم ومقلدهم ونظارهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله «ءأمنتم من في السماء» ليست على ظواهرها وأنها متأولة عند جميعهم».
ثم قال الإمام القرطبي: «قلت: وكذا قوله تعالى: «ءأمنتم من في السماء» أي ءأمنتم خالق من في السماء» اهـ
وعبارة الإمام الجويني كما في كتابه «الشامل في أصول الدين» هي[(680)]: «ومما يسألون عنه، قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} وهذا يقرب وجه الكلام في ما سبق». ثم قال: «ويجوز أن يريد الله بقوله «من في السماء» ملكا، مسلطا على عذاب مستوجبِ العذاب وقد حمله بعض المتأولين على جبريل، فإنه الذي جعله الله جعل قرى قوم لوط عاليها سافلها، واقتلعها من حيث أراد الله، واحتملها على قادمة جناحه إلى أعناق السماء. وهو المعني بقوله تعالى: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ *} [سورة التكوير] ، وهو الموكل على القرون الخالية. وفي وجوه التأويل متسع.» اهـ.
وقد قال أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري في كتابه «الوسيط» في تفسيره لهذه الآية ما نصه: «لاستحالة أن يكون الله في مكان أو موصوفا بجهة. وأهل المعاني يقولون: من في السماء هو الملك الموكل بالعذاب وهو جبريل» اهـ.
ـ[663] تفسير الرازي (30/99).
ـ[664] البحر المحيط (10/226).
ـ[665] تفسير الحنفي (9/7).
ـ[666] الجامع لأحكام القرءان (17/215).
ـ[667] صفات الله تعالى وما ورد فيها من الآي والأحاديث (ص/153).
ـ[668] لطائف الإشارات (3/339).
ـ[669] تأويلات أهل السنة (10/117).
ـ[670] حاشية القونوي على تفسير البيضاوي (19/20).
ـ[671] المسمى روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني (15/17).
ـ[672] تفسير الخطيب الشربيني (4/376).
ـ[673] بحر الكلام (ص/121).
ـ[674] الدرّ المصون في علوم الكتاب المكنون (6/345).
ـ[675] تفسير البيضاوي (8/280).
ـ[676] الوسيط في تفسير القرآن المجيد (4/329).
ـ[677] الشامل في أصول الدين (ص/319).
ـ[678] صفات الله تعالى وما ورد فيها من الآي والأحاديث (دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1422هـ ص153).
ـ[679] الشامل في أصول الدين (دار الكتب العلمية الطبعة الأولى ص319).
ـ[680] المبسوط (المجلد الرابع (الجزء 7) [تابع كتاب الطلاق] باب العتق في الظهار).