بسم الله الرحمن الرحيم
درسٌ ألقاهُ المحدثُ المتكلمُ الشيخ عبدالله بن محمد العبدري الحبشي رحمه الله تعالى فِي بيان أن أول البشر ءادم كان حسن الصورة. قال رحمه الله رحمةً واسعةً.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسول الله وعلى جميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين وسلم.
أما بعد فقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا صَلَّيْتم عَلَيَّ فَصَلُّوا على أنبياء الله فإنهم بُعِثُوا كما بُعِثْتُ([i]) اهــ. ومن الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى ءَادَمُ عليه السلام فمن انْتَقَصَ ءادمَ أو استهزأ به فِي جِدٍّ أو مزح فقد خرج عن الإسلام كالذي انتقص نبينا محمدًا أو إبراهيمَ أو موسى أو عيسى أو انتقصَ أي نَبِيّ مِن أنبياء الله كَيُونُسَ بنِ مَتَّى الذِي الْتَقَمَهُ الحوتُ ثم كَلَّمَهُ الله تعالى بعد أن مَكَثَ فِي بطن الحوت زمانًا فيجب أن لا يُصَدَّقَ عليه وعلى غيره من أنبياء الله أيُّ خبرٍ فيه طَعْنٌ فِي واحدٍ منهم صريحٍ أو غيرَ صريحٍ فلا يجوز الإزْرَاءُ بواحد منهم من حيث الدينُ ومن حيث الخِلْقَةُ، ويجب تكذيبُ ما يُشاع في بعض المدارس مِنْ أنَّ أولَ البشرِ كان على شكل القرد فإن أولَ البشرِ هو ءادمُ لا غير لم يسبق فردٌ من النوع الإنساني قبل ءادم فلا يجوز وصفُ أحدٍ منهم بِدَمَامَةِ الوجه أو قُبْحِ الخِلْقَةِ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وإن نبيكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا([ii]) اهــ .
قال الشيخ وقد صحَّ في شأن ءادم عليه السلامُ حديثٌ رواه البخاريُّ وغيره أن أهل الجنة على صورة أبيهم ءادم ستون ذراعا في السماء في سبعة أذرعٍ عرضًا فأهل الجنة كلهم يكونون عند الجنة على صورة ءادم القصير مهم والطويل أي أن كل واحد منهم في طول ستين ذراعا وعرض سبعة أذرع ويجعل الله سبحانه وتعالى كل واحد منهم جردًا مردًا أبناء ثلاثين بيضًا لا تباغض بينهم ولا تحاسد لا يكون لأحد منهم لحية حتى الأنبياء.
وقوله صلى الله عليه وسلم جردًا معناه ليس على وجوههم لحية، ومردًا تأكيد لكن جردًا أوسع يعني ليس على أذرعتهم شعر ولا على صدروهم ولا على سيقانهم إلا شعر الرأس هذا.
اللهم أدخلنا الجنّة اللهم أدخلنا الجنّة اللهم أدخلنا الجنّة اللهم أجرنا من النّار اللهم أجرنا من النّار اللهم أجرنا من النّار.
انتهى والله تعالى أعلم
[i])) رواه البيهقي في شعب الإيمان باب في الإيمان برسل الله صلوات الله عليهم عامة.
[ii])) رواه الترمذيّ في الشمائل باب ما جاء في قراءة النبيّ صلى الله عليه وسلم