قَالَ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: فَوَيْلٌ لِمَنْ صَارَ لِلَّهِ تَعَالَى فِى الْقَدَرِ خَصِيمًا وَأَحْضَرَ لِلنَّظَرِ فِيهِ قَلْبًا سَقِيمًا لَقَدِ الْتَمَسَ بِوَهْمِهِ فِى فَحْصِ الْغَيْبِ سِرًّا كَتِيمًا وَعَادَ بِمَا قَالَ فِيهِ أَفَّاكًا أَثِيمًا.
الشَّرْحُ هَذَا تَصْرِيحٌ بِذَمِّ مَنْ أَنْكَرَ الْقَدَرَ، هَؤُلاءِ الْمُعْتَزِلَةُ يَقُولُونَ مَا شِئْتَ لَمْ يَكُنْ وَكَانَ مَا لَمْ تَشَأْ فَيَزْعُمُونَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى شَاءَ مِنَ الْكُفَّارِ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكِنْ مَا كَانَ وَمَا وُجِدَ وَأَمَّا قَوْلُهُمْ «فَكَانَ مَا لَمْ تَشَأْ» فَهُوَ الشَّرُّ مِنَ الْعِبَادِ هَذَا عِنْدَهُمْ لَمْ يَشَأْهُ اللَّهُ تَعَالَى فَيَقُولُونَ وَمَعَ ذَلِكَ وُجِدَ بِخَلْقِ الْعِبَادِ وَاللَّهُ مَا شَاءَهُ وَمَا خَلَقَهُ فَهَؤُلاءِ خُصَمَاءُ اللَّهِ.
وَالأَفَّاكُ هُوَ الْكَذَّابُ، وَالأَثِيمُ هُوَ الْفَاجِرُ.