الأحد نوفمبر 24, 2024

فوائد عظيمة في تبرك الصحابة واستغاثتهم بالنبي بعد وفاته وأن الأمر لا يختلف عن حال حياته عليه السلام

هاكم يا طالبي الحق فوائد عظيمة في تبرك الصحابة واستغاثتهم بالنبي بعد وفاته وأن الأمر لا يختلف عن حال حياته عليه السلام.

لا تثبت الخصوصية إلا بدليل :
1- روى الإمام البخاري(256 هـ) عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما من صحيحه أحدهما في كتاب الطب والآخر في المغازى وفي ثالث عنها في كتاب فضائل الصحابة وسيأتى أن أبا بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته. اهـ وظاهر أن ذلك للتبرك به صلى الله عليه وسلم.

2- وفي مسند الإمام أحمدَ بن محمدِ بن حنبلٍ (241 هـ) عن عائشة أن أبا بكر رضى الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال : وا نبياه وا خليلاه وا صفياه. اهـ
وهذا نداء من أبي بكر للرسول بعد وفاته وفي ذلك استغاثة وتبرك ولم ينكر عليه أحد ذلك.

3- وفي صحيح البخاري في كتاب فضائل الصحابة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله فقال: بأبي أنت وأمى طبت حيا وميتا. اهـ

ففي ذلك دليل من فعل خير الناس بعد الأنبياء أبي بكر الصديق رضي الله عنه على جواز الاستغاثة والتبرك برسول الله صلى الله عليه وسلم وندائِه بعد وفاته كما كان الأمر في حال حياته والمخالف لذلك محجوجٌ بفعل أبي بكر بحضرة الصحابة من غير نكير من أحد منهم فيكون ذلك من قبيل الإجماع السكوتى الذي أثبت الحافظ ابن حجر العسقلاني (852 هـ) حجيته في شرح البخاري ولا سيما أن فعل أبي بكر رضي الله عنه وشبهِه استحسنه المسلمون سلفهم وخلفهم على مر العصور إلى أن ظهر احمد بن تيمية الحرانى الحفيدُ (728 هـ) فابتدع على تناقض إثباتا وإنكارا ما لم يسبقه إليه أحد إلا من تبعه في الإنكار الذي لم يسبقه إليه احد وقد قال الحافظ السبكي إن ابن تيمية هو أول من حرم السفر بقصد زيارة الرسول وحرم قصر الصلاة في ذلك السفر لاعتباره أنه سفر معصية.